الجماهير – الحسن سلطانة
ضمن سلسلة الاحتفالات التي تقام بمناسبة مرور 800 عام على زيارة القديس فرنسيس الأسيزي إلى الشرق أقيمت احتفالية القديس فرنسيس بالموسيقا والصور في كنيسة اللاتين بالعزيزية.
وتضمنت الاحتفالية عرض الفيلم الإيطالي الصامت (أختي الشمس) الذي أنتج عام 1918م ويتحدث الفيلم بالصور عن مراحل من حياة القديس فرنسيس وقدومه إلى الشرق ولقائه بالسلطان العادل، ورافق الفيلم عزف على آلة الأورغ للعازف العالمي المجري روبرت كوفاكس.
وفي لقاء لصحيفة “الجماهير “بين الأب إبراهيم الصباغ رئيس طائفة اللاتين بحلب أن هذه الاحتفالية تنضوي تحت سلسلة من النشاطات التي تقام في الشرق، تحيي مناسبة مرور800 عام على زيارة القديس فرنسيس إلى الشرق ولقائه بالسلطان العادل فقد كانت لحظة تاريخية مهمة في وقت كان فيه العالم يفكر بغزو الشرق بحروب الفرنجة والقوة، أراد القديس فرنسيس أن يدخل إلى الشرق بالمحبة والسلام من باب السلطان الكامل واستقبله السلطان الكامل وبالرغم من الاختلاف بينهما في الثقافة والدين ولكن قلبيهما التقيا على المحبة والسلام وكان أول حوار إسلامي – مسيحي.
وأشار الصباغ إلى أنه بمجيء القديس فرنسيس إلى الشرق دخل الرهبان الفرنسيسكان إلى الأراضي المقدسة وحصلوا باسم السلطان الكامل على مزارات وكنائس وقاموا بحمايتها تحت اسم حراس الأرض المقدسة وهم إلى اليوم يستقبلون فيها الحجاج من كل أنحاء العالم.
لافتاً إلى أننا نتطلع إلى مثالنا مار فرنسيس لنبني السلام مع بعضنا البعض ومع الطبيعة والبيئة من خلال احترامنا لقوانينها والمحافظة عليها والاعتناء بها باسم الخالق الذي وهبنا إياها.
وذكر العازف المجري أنه ضمن الاحتفالات التي تقام في سورية ولبنان والأردن قدم إلى سورية بدعوة من الآباء الفرنسيسكان مع أنه لا يعلم شيئاً عن حالة الأورغ الذي سيعزف عليه ومن هم الأشخاص الذين سيقابلهم ولم يكن يتخيل سوى ما سمعه من وسائل الإعلام الغربية عن سورية والمنطقة، أي الصورة السلبية عن الحرب القائمة والرعب والدمار والخراب وعدم الاستقرار وفقدان الأمان ليتفاجأ بما شاهده بالرغم من كل تداعيات الحرب أن الحياة تجري بشكل طبيعي واعتيادي في مدن سورية.
وتساءل كوفاكس بألم: لماذا في بلد جميل وحضاري مثل سورية تقوم حرب تؤدي إلى تدمير وتخريب بينتها التحتية وآثارها التاريخية ذات الرمز الحضاري الذائع الصيت في العالم كله ؟؟! كما عبّر عن سعادته وامتنانه لوجوده في سورية متمنياً ألا تكون المرة الأولى التي يزور فيها سورية هي الأخيرة.
واستمتع الجمهور على مدار ساعة ونصف الساعة بالعزف على آلة الأورغ المترافقة بالمشاهد المصورة من الفيلم بتناغم وانسجام في أجواء روحية.
حضر الاحتفالية عدد من رجال الدين وحشد من المهتمين بالشأن الموسيقي والفني.
رقم العدد 15865