عروس النضال الأسمى (حلب في مذكرات الشيخ يوسف السعدون)

الجماهير / وسام العلاش

أقيمت محاضرة تعريفية بعنوان (حلب في عيون الشيخ يوسف السعدون) قرأ فيها الدكتور فاروق اسليم مما خط يراع الشيخ يوسف من مذكرات جمعت في كتاب (مذكراتي عن الحرب والقتال) تحكي أيام ثورة الشمال بقيادة إبراهيم هنانو والتي انطلقت من عاصمة الشمال السوري حلب ضد المستعمر الفرنسي لتنتشر في معظم مساحات الوطن.
وذكر الدكتور اسليم أن الشيخ يوسف السعدون استهل في كتابه بالإشارة إلى الحرب العالمية الأولى التي امتدت من عام /١٩١٤/ حتى عام/١٩١٨/ وانتهت بفشل وانكسار الدولة العثمانية وأدى إلى جعل سورية العزيزة تقع في يد الاستعمار الفرنسي.
وتابع قائلاً: إن الشيخ يوسف خص في مذكراته الأحداث التي تكاد تنحصر في مدينة حلب وبدء ثورة الشمال بقيادة هنانو عام /١٩١٩/ التي كانت على نحو منظم وبتوجيه من الحكومة العربية الفيصلية بحلب ممثلة بثلاثة رجال هم (رشيد طليع وإبراهيم هنانو وصبحي بركات) وكان محافظ حلب هو السيد رشيد طليع وإبراهيم هنانو رئيساً لديوان المحافظة.
وعن سقوط مدينة حلب يذكر د. اسليم أن الشيخ سعدون أبرز في مذكراته استياءه الشديد من احتلال الفرنسيين المدن والتي قلت فيها المقاومة نظراً لقلة السلاح وتركزت فقط في القرى والبلدات، متابعاً أن صبحي بركات جاء إلى الثوار في جبل القصير وفيهم الشيخ سعدون وجمع أكثر من /٧٥٠/ مجاهداً و/١٠٠/ من الثوار من كفر تخاريم إلا أن المدن دخلها الفرنسيين قبل وصول الثوار وبقيت المقاومة ضد المستعمر متمركزة في الريف والقرى وكبدت العدو خسائر فادحة لأكثر من ثلاث سنوات.


ويضيف د. اسليم مما كتبه الشيخ يوسف في مذكراته عن محاكمة هنانو في عام ١٩٢٢ وكيف قبض عليه الإنكليز وساقوه من فلسطين إلى الحدود السورية وسلم إلى أعدائه الفرنسيين ونقل إلى سجن حلب ووضع فيه عدة أشهر قيد المحاكمة إلى أن أطلق سراحه بعد أن لم يثبت لدى المحكمة غير نضاله المشروع من أجل تحرير وطنه.
ويذكر المحاضر كيف توارى السعدون عن حلب في عام ١٩٣٦ عندما سلب الأتراك لواء الاسكندرونة إلى أن ظهر يوم أعلن العفو سنة 1937 وجاء السعدون إلى دار الكتلة الوطنية ثم خرج إلى لواء اسكندرون للعمل ضد الأتراك بعد سلب اللواء فأثار حفيظة الفرنسيين والأتراك، وبعد عدة اتصالات أقامها السعدون مع سعد الله الجابري وقيام حلب مركز إمداد عسكري ضد الفرنسيين لعدة معارك (معركة كفر تخاريم وجسر الشغور ومعركة السرج).
ويختتم د.اسليم المحاضرة بأن هذه المذكرات للشيخ سعدون تختصر بأن حلب كانت ثورة الشمال ضد المستعمر الفرنسي ومركزاً للقرارات الوطنية.
تخللت المحاضرة بعض المداخلات من قبل الحضور وأعضاء الجمعية حول قيمة المحاضرة وأهميتها وضرورة استذكار رجال الثورة ضد المستعمر الفرنسي لأن التاريخ سلسلة متصلة لابد أن يستمر.
ت هايك
رقم العدد 15873

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار