الجماهير /نجود سقور
أقامت مديرية ثقافة حلب بمشاركة الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ندوة بعنوان “الترميم في حلب القديمة” للمحاضر المهندس محمد أحمد اسماعيل وذلك بمقر نادي شباب العروبة ،قدم للمحاضرة عبد القادر بدور.
استهل المهندس اسماعيل المحاضرة بالحديث عن ايلاء اﻻهمية لمدينة حلب القديمةوإعطاء الترميم وإعادة اﻹعمار قيمة باعتباره حاجة وضرورة ملحة في ظل الظروف الراهنة مبينا أن إعادة اﻹعمار تكون ضمن خطط سليمة وبأمانة مختصين وتدخل لجنة التراث وبعض الجهات اﻻهلية، منوها إلى أن اﻷماكن التراثية ﻻجدال في أهميتها ويجب أﻻ تخضع للمعايير المادية.
وتطرق إلى عدة محاور متناوﻻ كيفية إنقاذ ماتبقى من معالم معمارية وقيم حضارية وتقييم أضرار الحرب على صعيد التراث العمراني والمعماري وإعادة بناء مادمر وتنفيذ خطط وجمع معلومات عن منهجية معينة ومدى وجود خبرات ودراسة علمية خاصة بالترميم إضافة للمدد التي يستغرقها إعادة إعمار حلب ومنهجية التوثيق وكيفيات البناء والتعامل مع البقايا و هذا كان مع بداية تحرير حلب .
ثم أشار إلى أنه وبعد ثلاث سنوات من تحرير حلب ماهو حجم العمل الذي أنجز وماهي مستوياته من الناحية العلمية والفنية اﻷثرية وماهي الخطط الموضوعة والرؤى المعمول بها و هل من خطط تم تنفيذها.
و بين المحاضر أن إعادة إعمار حلب يحتاج إلى معطيات عدة منها اﻹرادة سواء فردية من ملكيات خاصة وهبات وتبرعات والى ماهنالك أم جماعية كمؤسسات المجتمع المحلي ولجان التراث الجامعة وغيرها إضافة إلى إرادة حكومية محليةو مركزية وإرادة منظمات وهيئات وأمم متحدة والمعطى الثاني القرار ذاتي وحكومي وسياسي وهناك التمويل ذاتي أيضا من متبرعين محليين او جهات مانحة ومساعدات و منظمات دولية مضيفا أن الترميم يستلزم اﻹدارة ذات الخبرة في أعمال الترميم وإدارة المشاريع وﻻبد من وضع خطط ومنهجيات لكل مايتعلق بالعمل الترميمي.
وأكد أن الترميم هو إعادة البناء والتشكيل طبقا لمعطيات سابقة ووفقا لحاجة حاضرة بهدف الصيانة والحفاظ على اﻷثر واستمراريته مبينا أن توصيات اليونسكو 69 تعتبرأهم ملخص لمفهوم الترميم والمتمثلة بأن يتولى ترميم المباني التاريخية مهندسون من ذوي الخبرة واﻻختصاص خشية ارتكاب أخطاء وأعمال تجديد مسرفة والتأكيد على أﻻ يتولى مهندسون جدد قبل التدريب وبإشراف من هم أكثر قدما ولمدة خمس سنوات وأن تحتوي برامج كليات الهندسة دروس موسعة في الفن وتاريخ العمارةوحماية المباني وزيادة التعاون بين المهندسين وذوي اﻻختصاص وإحداث دورات تدريبية إضافة لإبراز دور العلوم اﻻنسانية والتاريخية وجعل المهندسين يتحسسون أهمية التراث العمراني
وتناول المهندس في محاضرته مراحل الترميم في أي مبنى تاريخي ابتداء من الكشف المبدئي عن الموقع وتحديد اﻷضرار وتقييمها وصوﻻ للمخططات اﻷساسية للمبنى ومايخصه من أرشيف قديم وعمل مخطط للوضع الراهن ومتابعة إدارية مع مختلف المؤسسات مشيراإلى أن هذا كله يستلزم تمويل من قبل جهة راعية .
وبين أن أولى الخطوات ﻷي عمل ترميمي تكون بإغلاق كافة فتحات المبنى الخارجية والقيام بأعمال التنظيف وفرز الركام وتنقيته وتهيئة شبكات الماء والكهرباء وتفعيل الخدمات الصحية ثم البدء باﻷعمال المعمارية واﻹنشائية اللازمة للعمل وﻻبد من عمل ملف خاص باﻷعمال الترميمية من خلال توثيق اﻷعمال المنفذة.
ولفت المحاضر ان هناك واجبات وجب على المرمم أن يراعيها وتندرج بتوثيق اﻷثر والتدخل فيه بالحدود الدنيا و التدخل يجب أن يحترم العامل الطبيعي والتاريخي،أن يكون مانعا ﻷي تدخل مستقبلي ويكون قابلا للفك واﻹزالة وأن يكون مناسبا من حيث اللون والنوع والشكل .
و بين اسماعيل أن على المرمم مراعاة مجموعة معايير وعناصرأثناء الترميم وأهمها عنصر اﻻقتصاد(التكلفة) واﻻستخدام اﻷمثل للكفاءة اﻷفضل والتوفير بالنفقات ،عنصر المنفعة ،عنصر المتانة ،عنصر الجمال، ارتباط عملية الزخارف بكلفة إنتاجية كبيرة ممايستلزم دقة عالية ،التفكير بالعائد المادي المستقبلي إذا كان المشروع استثماري ودراسة دقيقة لكل عملية وإجراء من فرز وتعزيل اﻻنقاض والتجميع وإعادة التدوير وتحديد المسارات،تسوية اﻷجزاء المدمرة والحفاظ على مكوناتها ،مشكلة مصادر التمويل والمشاكل القانونية ،البنى التحتية لخدمات المدينة قبل الحرب وإشكالية التنسيق بين توجهات ورؤى الدولة وكيفية التنسيق بين مرتكزات حلب القديمة وكذلك الرؤى الخاصة بأصحاب الملكيات.
و ذكر اسماعيل أن لكل مشروع قبل البدء بأعمال الترميم يجب إعداد إضبارة ترميمية تشمل الدراسة التاريخية -الموقع-دراسة الوضع الراهن للموقع-الدراسة والوصف المعماري واﻹنشائي -التدخل اﻻسعافي ووجوب التوثيق واستمراريته قبل وأثناء وبعد عمليات الترميم.
في نهاية المحاضرة تم استعراض مجموعة من التجارب الترميمية التي قام بها مرفقا إياها بعرض لصور ومخططات اﻻماكن المرممة مع شرح مفصل عن كيفية العمل والنتيجة النهائية التي توصل إليها وهي برج ساعة باب الفرج ،جامع اﻻطروش،جامع الطواشي ،جامع برسين والكنيسة المارونية في ساحة فرحات.
من بين الحضور مدير سياحة مدينة حلب نائلة شحود وعدد من المختصين والمهتمين .
رقم العدد ١٥٨٧٤