الجماهير – أسماء خيرو
أغان تراثية بروح العصر حركت المشاعر والقلوب في حفل غنائي للثنائي جوزيف ونيكول ناقوز وذلك ضمن احتفالية وزارة الثقافة التي أقامتها مديرية الثقافة بحلب على مسرح نقابة الفنانين.
وسط حضور كبير بدأ الثنائي ناقوز الحفل الغنائي فاستهلا الأمسية بأغنية (كانوا يا حبيبي) لفيروز ثم أداء أغنية رومانسية باللغة الفرنسية وبعد ذلك أدى الثنائي مقاطع عدة من الأغاني العربية بتوزيع عصري حديث مزج بين غناء الشرق والغرب (يا زهرة في خيالي – يا واحشني وأنت جنبي – بلاش تبوسني في عينيه – يا قصص عم تكتب أسامينا- يا ستي يا ختيارة) وبتفاعل وتناغم مع الغناء الرومانسي الراقي استمر الحفل فغنوا (ساعة بقرب الحبيب – وأيدي بأيدك خلينا نمشي – وأنا قلبي دليلي – وأغنية بالإنجليزية – ونحنا والقمر جيران – وبعدك على بالي- وأغنية بالفرنسية – وعم يسألوني عليك الناس – ونتالي) ومقاطع غنائية من التراث السوري الشعبي مثل:(الأسمراني- فوق النخل – بالي معاك – يا شجرة التفاح يا عيني) وختم الثنائي غناءهما العصري بأغنية وطنية (يا ابن بلادي يلا نقول حب سورية بيجمعنا على طول).
وبين المغني جوزيف ناقوز أن التراث الفني غني بالبدائع الموسيقية التي تتضمن الرسائل الراقية التي تحرك الروح والمشاعر لذلك فهو عمل على إحياء الأغاني الأصيلة لذاك الزمن الجميل كأغاني فيروز وأم كلثوم وأسمهان بتوزيع موسيقي عصري من خلال مزج الأغاني الشرقية بالغربية ليكون لها طابع خاص به وبفرقته مع المحافظة على التراث القديم أي على الجوهر الفني للأغنية دون أي تشويه وهو فكر خاص يتمتع به عمله. مضيفاً: إن الفرقة تأسست منذ عشرين عاماً بجوقة كورال وبدأ احتراف الغناء التراثي منذ 15 عاماً حيث لاقى قبولاً كبيراً وتفاعلاً جماهيرياً خاصة أن الأغنية ذات المفردات والمعاني الجميلة تراجعت نوعاً ما وبشكل خاص هذه الأيام وأن الغناء هو رسالة محبة وسلام. متمنياً أن تعود سورية كما كانت مهداً للتآخي والوئام والسلام.
بدورها قالت المغنية نيكول ديك: إن الغناء الذي سيتم تقديمه خلال الأمسية يحمل بين طياته كل المعاني الإنسانية الجميلة التي تدعو إلى عودة المحبة والتآخي بين مختلف الطوائف خاصة بعد تلاشي ظلال الحرب عن سورية، وإن أغنية (نحنا إيد وحدة) للمؤلف عبدو منذر تتضمن هذه المعاني الهادفة مشيرة إلى أن مزج الموسيقا الشرقية بالغربية وتطعيمها بالأغاني الأجنبية يأتي بانسيابية جميلة عبر الموهبة والحس الفني العالي للمغني وأن هذا الحفل يعد الثاني برعاية وزارة الثقافة.
من جانبه قال مدير المركز الثقافي بالعزيزية جهاد غنيمة: إن احتفالية (ذاكرة وطن) التي أقامتها وزارة الثقافة ممثلة بمديرية الثقافة اليوم قدمت للجماهير حفلاً من نوع خاص ذي لون شبابي لامس النفس الإنسانية وعبر عن مكنوناتها، لأن الفن ذو أهمية في استقطاب الجمهور ذي الذائقة الفنية العالية، فالثقافة ليست حكراً على كتاب أو أمسية أو مكان، بل الفن والثقافة دائماً وأبداً هما الرسالة القوية والهادفة التي تتجاوز الحدود لتصل إلى كل أفراد المجتمع.
فيما قال مقدم الحفل محمد صباغ: إن حلب عادت تنتعش وتحيي الغناء الأصيل من جديد وذلك بإقامة الفعاليات الثقافية الراقية التي تليق بالمجتمع السوري بعد انتشار الفوضى السمعية والأغاني الهابطة في سورية والوطن العربي. فحفل اليوم عكس الصورة الحقيقية لمدينة حلب التي تعد نبع الفن والطرب الأصيل عبر الثنائي نيكول وجوزيف اللذين أمتعوا الجمهور بهذا الفن الراقي من فيروزيات وطرب وأغان بلغات أجنبية مختلفة.
كما أشار الفنان غسان دهبي إلى أن الحفل يعد نقلة نوعية وفيه انفتاح أكبر، فالحفلات التي قدمت على مسرح نقابة الفنانين قدمت النوع التقليدي من الفن واليوم قدم الحفل لكل أطياف المجتمع صورة غنائية غير تقليدية لم يعتد المجتمع عليها، قدم نوعاً آخر من الفن مزج بين الشرق والغرب وإن هذه النوعية من الحفلات يجب أن يتم تسليط الضوء عليها بشكل أكبر، منوهاً إلى أن هذا الحفل فكرة جيدة من وزارة الثقافة التي سعت إلى تعريف الجمهور الحلبي بحفلات راقية لا تقدم إلا في أماكن خاصة. فاليوم وزارة الثقافة أتاحت للجمهور أن يحظى بليلة رومنسية دافئة من نوع خاص من الفيروزيات وغيرها.
بينما أثنى الأب جوزيف أحد الحضور على الحفل قائلاً: الأغاني كانت أكثر من رائعة فيها شيء إنساني راق نادراً ما نسمع به في هذه الأيام. وأضافت سعاد خليل إحدى الحضور قائلة: إنها اليوم سمعت وشاهدت شيئاً راقياً خاصاً بحلب التي عانت كثيراً وهي اليوم تعيش الأمل من جديد. فيما قالت كل من نيللى حداد وكامينا من بين الحضور: إن الحفل عاد بهما إلى الزمن الراقي الجميل الذي يحترم الذوق الحلبي فأمتعهما كثيراً.
حضر الحفل عدد من الفنانين وحشد من الحضور.
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15876