في المرحلة التي رفعت شعار ( سورية بتجمعنا).. ضربة برتقالية في العمق الاتحادي تفتح أبواب الريح فهل تسدها نقاط الكلاسيكو؟ .. اليعقوبي: الأخطاء الفردية الدفاعية قاتلة.. والاعتذار من الجمهور واجب.
الجماهير/ محمود جنيد
استأنف فريق رجال الاتحاد منافسات دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم في مرحلته التاسعة، بخسارة صعبة أمام مضيفه الوحدة بهدفين لهدف على ملعب تشرين في العاصمة دمشق، وسط أجواء كرنفالية وطنية حملت شعار (سورية بتجمعنا).
خارج الفورمة..
وإذا كانت أجواء المدرجات الرائعة والمصافحة والعناق وتبادل الورود والعهود بفتح صفحة وردية ودية بين رابطتي المشجعين أعطت انطباعاً إيجابياً عن سمو الروح الرياضية بين جماهير الناديين الكبيرين، فإن هدف الوحدة المبكر الذي سجله عبد الرحمن بركات في الدقيقة الرابعة من أحداث المباراة متعاملاً مع تمريرة طويلة ضربت ظهر الاتحاد في عمقه الدفاعي المتثاقل، وهذا ما أصاب أبناء اليعقوبي بحالة من الشرود الذهني وفقدان التوازن، ليخرجوا عن الفورمة تماماً وتنكشف مشكلة التنظيم الدفاعي في هذا الشوط، ما ساعد الوحدة المتفوق بانتشاره السليم والتحول الهجومي الناجح في تعزيز التقدم بهدف ثانٍ من هجمة مرسومة قادها وأنهاها نجم المباراة محمد حلاق في الشباك في الدقيقة 28.
ولعل لغة الأرقام وحسب الإحصائية الخاصة بصحيفة “الجماهير” تعكس صورة الشوط حيث تفوق الوحدة في ميزان الفرص 4 مقابل واحدة للاتحاد، كذلك الركنيات التي تبرز النزعة الهجومية حيث حصل الوحدة على 3 ركلات ركنية مقابل واحدة للاتحاد، وتساوى الطرفان في التسديدات 3/3، وحتى الأخطاء تبين اندفاع فريق الوحدة الذي سجلت عليه 4 أخطاء مقابل 2 على الاتحاد، كما وقع مهاجمو الوحدة في مصيدة التسلل مرتين مقابل ولا مرة على الاتحاد، ورفع حكم المباراة وسام ربيع بطاقتين صفراوين بوجه لاعبي الاتحاد ( أيمن صلال و أحمد الأحمد، مقابل واحدة لطه موسى حارس الوحدة).
تحدي الموسم..
الشوط الثاني لهذه المباراة وضمن الظروف الفنية والتأخر بهدفين، وضع فريق الاتحاد ومدربه أمام تحدي الموسم مع خصوصية اللقاء بين الغريمين وطبيعة المنافسة والنقاط المضاعفة واختبار كفاءة المدربين، في محك حقيقي ينتظره الجميع، أي إن الأمر تعدى مجرد مباراة ضمن منافسات دوري محلي، وفعلاً تغير الأداء الاتحادي في الحصة الثانية وجاءت ردة فعله قوية وفاعلة أثمرت عن خطورة حقيقية شكلها الاتحاد على خصمه ساعدته فيها الحالة البدنية والروح القتالية والضغط المستمر تحت عنوان (نكون أو لا نكون)، وبالفعل نجح الاتحاد بتقليص الفارق من كرة ثابتة تابعها محمد غباش برأسه في المرمى في الدقيقة 63، وضمن هذه المعطيات أضاع الوحدة فرصتين خطرتين للتعزيز، وجاء طرد مدافع الاتحاد جهاد باعور د.73 عندما تدخل بشكل غير قانوني شابه العنف على أحد لاعبي الوحدة موقفاً هجمة خطرة جداً، وقد تجاوز الاتحاد حالة الطرد وواصل الضغط حتى الرمق الأخير دون أن يفلح بانتزاع نقطة التعادل التي كانت أعدل، لكن أخطاء الشوط الأول كان لها تأثيرها الذي حسم الأمور ووضعت الاتحاد ومدربه تحت الضغط في لقاء الكلاسيكو الصعب المقبل في حلب مع الكرامة المنتفض مؤخراً والمنتشي بفوزه الكبير بثلاثية نظيفة على الفتوة.
مؤشر الأرقام..
وبالمرور على أرقام الشوط الثاني التي سجلتها “الجماهير”، نجد أنها تعكس تحسن المردود الاتحادي، حيث سدد لاعبوه 5 كرات نحو المرمى مقابل 3 للوحدة، وسنحت للقطب الحلبي 7 فرص مواتية للتسجيل مقابل 4 للوحدة، و3 ركنيات مقابل واحدة، ووقع مهاجمو الاتحاد في التسلل مرتين مقابل ولا مرة على الوحدة، وحتى البطاقات عكست حالة الشحن العالي التي كان عليها فريق الاتحاد حيث طرد كما ذكرنا في هذا الشوط جهاد الباعور، وتلقى مدرب الفريق قيس اليعقوبي والحارس فادي مرعي بطاقتين صفراوين بسبب الاعتراضات على قرارات الحكم من على دكة الاحتياط وهذه (حالة سلبية) غير مقبولة كون المدرب يبقى قدوة للاعبيه وعليه امتصاص الضغوطات والانضباط.
شفافية المدرب..
مدرب الاتحاد التونسي قيس اليعقوبي أكد بعد المباراة أنه سافر إلى العاصمة لملاقاة كبيرها الوحدة بهدف الفوز والعودة بنقاط المباراة إلى حلب ومواصلة الضغط على المتصدر ومتابعة الزحف نحو القمة وإسعاد الجماهير الاتحادية التي اعتذر منها وأبدى أسفه لعودة المواكبين للفريق مثقلين بخيبة الخسارة، لافتاً إلى أن الأخطاء الفردية (الدفاعية) التي وصفها بالقاتلة أدت إلى الخسارة بينما لم يكن فريقه على المستوى الجماعي سيئاً في الشوط الأول، وفي المقابل ظهر في الشوط الثاني أفضل من منافسه من ناحية الروح وليس الأداء الفني، وبارك للوحدة فوزه.
ردود أفعال..
أما ردود الأفعال الجماهيرية من على منصات التواصل الاجتماعي، فقد جاءت متباينة حيث عزت بعض الردود الخسارة إلى الأسلوب الذي دخل به المدرب المباراة وسوء الحالة الدفاعية وضعف مردود حارس المرمى واعتبرت هذه الشريحة أن المستوى الحقيقي للمدرب والفريق انكشف في هذا المحك الحقيقي الأول هذا الموسم، وعلى الطرف المقابل هناك من اعتبر خسارة الفريق مشرفة وغير مستحقة خاصة بعد الأداء الجيد في الشوط الثاني وعدّ حكم المباراة الذي اعتبره منحازاً سبباً في الخسارة، وانتقد البعض إدارة النادي لعدم اعتراضها على تكليفه رغم التحذيرات كون الحكم قاد أكثر من مباراة كان أحد طرفيها الوحدة هذا الموسم من جهة وعدم وجودها مع الفريق في المباراة المهمة من جهة أخرى، مؤكدين أن عثرة مباراة لا تلغي حقيقة شخصية فريق الاتحاد القوية ومدربه المحنك الذي نجح في بث الروح وتغيير عقلية اللاعبين وأفلح في قلب نتيجة عدد من المباريات برؤيته الثاقبة وتبديلاته الناجحة في الأشواط الثانية، وأكد أولئك أن مباراة الكلاسيكو في المرحلة العاشرة مع الكرامة ستعيد الفريق إلى سكة الانتصارات ومواصلة المنافسة في المنطقة العلوية للترتيب وذلك قبل أن يطرأ توقف جديد لقطار منافسات الدوري عند محطة استحقاقات المنتخب الأولمبي.
تساؤلات ساخنة..
مع واقع الخلل على مستوى العمق الدفاعي الاتحادي، طرحت تساؤلات حول مبرر تغييب قلب الدفاع عبد الناصر حسن عن تشكيلة الفريق بقرار فني من المدرب حيث يراه البعض الخيار الأفضل لتحقيق التوازن وسرعة التحرك في العمق الدفاعي الاتحادي، والتساؤل دار فيما يتعلق بحقيقة إصابة لاعب الفريق الدولي محمد عنز الذي لم يستفد الفريق من جهوده بسبب الإصابة التي رافقت تعاقده مع الاتحاد ولم يكتب له الشفاء حتى الآن، أما التساؤل الذي وجه لرئيس النادي المهندس مفيد مزيك فكان حول ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإبعاد المتسلقين المتدخلين في أمور فريق الكرة الأول.
نتائج المرحلة التاسعة..
في بقية مباريات المرحلة العاشرة عزز تشرين صدارته بفوزه على جاره جبلة المتعثر منذ بداية الدوري بهدفين لهدف، وتابع الوثبة أحد فرسان السباق فوزه بثبات على النواعير بثلاثية نظيفة، ومثله فعل جاره الكرامة بالفتوة، وواصل الجيش صحوته بفوزه الأثير على حطين بهدفين لهدف، وفاز الطليعة على فريق الجزيرة المتخبط بظروفه ونتائجه برباعية مقابل هدف واحد، ونال الشرطة نقاط مباراته مع الساحل بالفوز بثلاثة أهداف لهدف.
رقم العدد 15896