احتفاء بالذكرى الثالثة لتحرير حلب … أعمال فنية تلتقي وتجسد التحرير والصمود وإعادة الإعمار المشاركون : حلب تنتصر بعراقة فنها التشكيلي

 

الجماهير – أسماء خيرو

أعمال فنية مزجت مابين الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والنحت تلتقي في معرض ” اللوحات الزيتية والضوئية ” احتفالا وتخليدا للذكرى الثالثة لتحرير حلب الذي أقامته رابطة خريجي العلوم السياسية وتجمع حلب قلب واحد بالتعاون والاشتراك مع فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة الأسد للفنون الجميلة .
المعرض تضمن أكثر من ٣٠ لوحة زيتية جسدت الطبيعة والمرأة وأماكن أثرية ومناظر طبيعية وكتابة حروفية وحالات واقعية و٦ لوحات تصوير ضوئي توثيقية للطبيعة والأماكن الأثرية إضافة إلى ١٠ أعمال نحتية خشبية جسدت جمالية الحرف والتحرير والكتابة الحروفية ل ٣١ فنانا شاركوا في تخليد الذكرى الثالثة لتحرير حلب .

* حلب تنتصر بعراقة فنها التشكيلي :
أكد رئيس اتحاد الفنانين التشكيلين أحمد ناصيف أن مشاركة جمعيتي العلوم السياسية وقلب واحد في هذا المعرض هي الأولى من نوعها مع اتحاد الفنانين التشكيلين كعربون محبة للوطن سورية عامة ولحلب خاصة التي تعافت وانتصرت و مازالت تتألق بانتصاراتها فحلب اتحدت والتحمت فلم يعد هناك حلب شرقية و لا غربية وستظل حلب عريقة تمد القطر العربي السوري باقتصادها وبفنها التشكيلي العريق .
وبدوره تحدث إبراهيم داوود عن المعرض قائلا : المعرض يعد من المعارض الجماعية الفريدة التي دمجت مابين الرسم الزيتي والنحت اليدوي والتصوير الضوئي حيث قدم كل فنان عملاً أو عملين على الأكثر المواضيع التي تضمنها منوعة تشبة حلب بتنوعها الثقافي والفكري حيث تلاقى فيه جيل من الشباب مع جيل من مخضرمي الفن التشكيلي .
ومن جانبه رئيس تجمع حلب قلب واحد مصطفى الصوفي قال: إن هذا المعرض يعد تخليدا لذكرى الإنتصار والتحرير وأنه بداية لنشاطاتهم الاحتفالية التي ستتضمن في الأيام القادمة محاضرة وندوة حوارية منوهاً إلى أن التحرير مستمر والحرب الكونية على سورية فشلت وحلب تحررت ونفضت عنها غبار الحرب وهي في طريقها لإعادة الإعمار والمعرض جاء تعبيراً عن الثبات والوجود والاستمرار والصمود .
و لفت عضو رابطة حلب قلب واحد عبدالله حباش إلى أنه بمشاركتهم هذه حاولوا أن يعبروا عن طريق الفن عن تماسك أهل حلب وترابطهم وأنهم بالفعل مازالوا أبناء وطن واحد يجمعهم القلب الواحد .

فيما تحدث رئيس رابطة العلوم السياسية فرع حلب مصطفى حمشو قائلاً: لكي نخلد ونوثق الأحداث والتجارب التي مرت على حلب كان لابد من الاحتفال بذكرى التحرير التي سطرت أروع الملاحم والبطولات للجيش العربي السوري الذي كان له دورا كبيرا في إعادة البسمة لشفاه أطفال سورية واليوم نحن نقول من خلال هذا المعرض :أنه مهما اشتدت الخطوب والتحديات ستبقى سورية صامدة ومستمرة في تحرير كل حبه من تراب الوطن بكل إرادة وعزيمة أبنائها التي لاتعرف التخاذل والتراجع ٠
وعن الأعمال التي شاركت وحاولت أن تجسد معنى الاحتفالية من رؤيتها الخاصة أجرت ” الجماهير” لقاءات مع عدة مشاركين ٠
رئيس جمعية المصورين في حلب أحمد حفار قال أنه شارك بلوحتين تجسدان صمود العلم السوري وثباته بالرغم من كل محاولة لإسقاطه كما تجسد الفرح والسرور بانتصار الجيش العربي السوري ٠
وأوضح الفنان بشار البرازي بدوره أن لوحته تمثل الحالة التي مرت بها حلب من الدمار على الرغم من تحسن الوضع الصحي والنفسي والأمني ، فيها حنين للماضي الذي فيه استقرار ودفء وحياة طبيعية فاللوحة جسدت نزوح امرأة من وطنها مع إمكانية العودة من أجل العيش من جديد وإعادة الإعمار شاكرا في حديثه كل فنان دأب على الرسم في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها سورية من صعوبة في إيجاد أماكن للرسم وارتفاع أسعار المواد الخام وقلة الزبائن وضعف القوة الشرائية ٠
بينما يقول الفنان التشكيلي خلدون الأحمد عن مشاركته بأن حلب تستحق أن يهبها كل إنسان الفن والجمال والحب في ذكرى التحرير الثالثة لذلك هو شارك بلوحة جسد فيها كلمة وطني بألوان من الفرح ضمن إيقاع حروفي رائع اللمسات ٠
و الفنان محمد يمان غنام الذي شارك بتوثيق التاج الكورنسي بالفحم والرصاص ووثق حارة من حارات الجديدة بألوان التومبو المائية أعرب عن فخره واعتزازه بتحرير حلب وعن مدى سعادته بلقائه بنخبة من مخضرمي الفن التشكيلي كونه أصغر المشاركين في المعرض ٠
وللمصور علاء الدين حمامي الذي كان قد أقام معرضا فرديا له منذ عشرة أيام في صالة الخانجي عرض فيه أكثر من ٦٤ عملاً خاصا به بتصوير أكثر من ١٦٠ منطقة من سورية كان له مشاركة تحدث عنها بقوله : لإبراز الدور الجمالي واستمرار الحركة الثقافية في حلب رغم الإرهاب شاركت بلوحتي تصوير فوتوغرافي جسدت فيهما جمالية الشروق والخريف لأقول للعالم أن سورية ستظل بلد الشمس بالرغم من الظلام الذي خلفه الإرهاب .


وتحدثت الشابة ليا شماس عن المرأة المفكرة التي جسدتها في اللوحة قائلة : إنها امرأة تتمسك بالطموح وتتطلع نحو المستقبل مشيرة إلى أن هذه تعد مشاركتها الأولى وأنها هاوية وليست أكاديمية .
بينما يقول النحات عبد القادر منافيخي عن عمله إنه حاول من خلال منحوتته أن يبرز جمالية الحرف العربي بحفر كلمة حلب على الخشب موجهاً رسالة إلى كل من شارك في تحطيم أعماله خلال الأزمة أنه لم ولن يتوقف بالرغم من كل الصعوبات التي واجهته .
والفنانة رزان السعدي أيضا كان لها مشاركة بعنوان المرأة المحاربة والتي تحدثت عنها قائلة : اللوحة ترمز للمرأة التي شاركت الرجل في رحلة الصمود والتحرير والإعمار وأنها قدمت أفضل عمل من إنتاجها لتعبر عن السعادة الكبيرة بتحرير حلب .
وبدوره بين المصور الفوتوغرافي صهيب عمرايا أنه شارك بعملين حاول فيهما أن يجسد عراقة وجمال حلب بقلعتها وحاراتها القديمة فالإرهاب حاول طمس معالم حلب ولكن حلب ستبقى قلعة صامدة بتضحيات الجيش العربي السوري الذي سطر أروع ملاحم البطولة والفداء ٠
والفنان التشكيلي محمد غيات الناصر قال أنه شارك بثلاث لوحات زيتي جسد فيهما الطبيعة والقلعة والتحرير كما جسد أقدم جامع في حلب ( الجامع العمري ) وعبر عن تفاؤله بإقامة مثل هذه الفعاليات التي أسهمت في دعم عودة الفن والفنانين إلى الساحة الثقافية بعد التوقف لعدة سنوات بسبب الأزمة.


وقد نوه عدد من الحضور أن المعرض عكس حالة من التجدد والارتقاء بالمحتوى البصري والفني لمجموعة مختارة من الفنانين .
فيما أشار الزائر فصيح الخضر إلى أهمية إقامة مثل هذه المعارض لأنها تسهم بشكل كبير في إبراز معالم الرقي في حلب وتعكس عودة الحياة والفن من جديد كما تعزز مفهوم التلاقي الحافل بنتاجات منوعة من نخبة الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي وتدعم وجودهم واستمرارهم .
حضر المعرض عضو المكتب التنفيذي لمحافظة حلب المهندسة ذكرى حجار وعدد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي .
يشار إلى أن من شارك في المعرض إضافة للذين تحدثت إليهم “الجماهير ” هم التالية أسماءهم ( محمد زاهر عيروض – خيرو حجازي – سوزان حسين – شادي خليل – صبا عزيزي – ضياء طاووس – عهد قطان – فادي حجازي – فيصل تركماني – محمد زيدان – نجدت قلعجي – نجلاء دالاتي – نورا بغدادي – ابتسام مجيد – إبراهيم علي – أحمد قاسم – أحمد كسار – آية كسار – العقيد مصطفى الصوفي – أحمد ناصيف – ابراهيم داوود ).


ت هايك
رقم العدد 15900

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار