حلب ـ مصطفى رستم
رجل خمسيني من مدينة حلب يعشق الطيور لدرجة الهوس والاعتناء بها وتربيتها، دفعه ذلك إلى صناعة آلة لتأمين غذاءها بشكل دائم ومستمر بأقل التكاليف.
وفي التفاصيل عكف المهندس المدني “مصطفى خليفة” على صناعة الآلة بشكل يدوي والتي تعتمد على إعادة تدوير الخبز الجاف أو اليابس الذي لا يصلح للاستهلاك البشري وتحويله إلى حبيبات صغيرة تصلح لإطعام الطيور.
ويبين “خليفة” صانع الآلة لـ “الجماهير” أن صنعه لهذه الآلة الصغيرة بيده تهدف إلى إعادة تدوير الخبز القديم (اليابس) لتقوم بمهمة تقطيع الخبز القاس لقطع صغيرة مناسبة وتليينه ويتحول بعدها كمأكل للطيور.
ظهرت هذه الفكرة لديه وطبقها قبل زمن منذ أربع سنوات في فترة (الحصار) الذي فرض على المدينة حيث واجه الناس صعوبة بتأمين مواردهم مع شح كبير بالمواد وخاصة الدقيق بالإضافة إلى المواد الغذائية منها ويضيف خليفة الذي يعمل مهندساً في جامعة حلب:
“صنعت هذه الآلة بيدي وخصصتها آلة لإعادة تدوير الخبز ليكون غذاءً للطيور وجمعت عدداً كبيراً منها ليتزايد أعدادها دوماً بفضل اهتمامي الشديد بها.
فضلاً عن كل ذلك أخذ صاحب فكرة المطحنة الصغيرة ببناء بيت لمختلف أنواع الطيور وأردف قائلاً: “ومع تزايد أعدادها أسعى لتأمين الخبز القاسي القديم، والذي لا يستهلك بشرياً ، لأقوم بإعادة تدويرها من جديد عبر هذه الآلة التي توفر الكثير من الغذاء لها”.
يطرب (عاشق الطيور) هو اللقب الذي يناديه أهل الحي حين سماعه أصوات الطيور بمختلف أنواعها ويمتع ناظريه حين رؤيتها تحلق عالياً ثم تحط عائدة إلى بيوتها مجدداً.
لا يتوانى المهندس المدني “خليفة” عن رعاية الطيور وحسب بل يهتم بمختلف أنواعها ويتابعها ومنها الطواويس حيث يعكف على تربية هذا النوع من الطيور النادرة داخل المدينة.
الألوان الزاهية للطاووس مع جملة من الطيور يتناوب كل منهم على التقاط الدقيق المصنوع من المطحنة الصغيرة المصنوعة بطريقة تقليدية وعفوية دون دراسة أو تخطيط فقط الدافع الإنساني اتجاه هذه الطيور الأليفة وحبه لهواية تربيتها كانت العامل الحاسم بصناعتها لينطبق عليه مقولة “الحاجة أم الاختراع”.
محبة “أبو عبدو” وهو لقب المهندس “خليفة” لطيوره وهواياته المفضلة دفعه أيضاً لمزيد من الاهتمام بالحيوان، وتحويل حديقة مهجورة في الحي الذي يسكنه لمكان مميز زرع فيه مختلف أنواع الأشجار والزهور، وضم فيه أيضاً أصنافاً من الطيور الجميلة والحيوانات الأليفة.
حديقة (عاشق الطيور) أسهمت باستقطاب أهالي الحي وأضافت جمالية من نوع خاص تفردت به عن باقي حدائق المدينة تقول إحدى السيدات المعجبات بفكرة آلة صناعة الطعام للطيور:
“الحديقة جعلت الأطفال يقومون بالتعرف على الطيور والحيوانات الموجودة بها مما خلقت جواً من الألفة بين الأطفال والطيور على حد سواء بشكل مثالي، ليزيد لدى الأطفال المعرفة”.
رقم العدد ١٥٩١٧