الجماهير/ جراح عدرة
مات العبق الأبيض وانحنت الزهور باكية عند سماع هتافات الخريف القادمة لتعجيل الفراق وإسقاط آخر ورقة خضراء من بقايا الصيف العاشق.
لتتهاوى تلك الورقة على رصيف شاحب قد أنهكه لؤم الخريف الذي سحق فجأة كل شيء فقتل الحب وقطع أوصال الغرام من دون رحمة.
لتطفئ الشموع التي أضاءت قلوبا انتظرت الراحة منذ قرون .
فخابت الظنون وماتت الأنوار ودقت النواقيس مع جنون الرياح الخريفية المختبئة وراء الشمس ..
هل كان ذاك عشقآ أعمى لتهزم جدرانه بهذه السرعة مع بدايات العاصفة ..؟؟! أم أنه كان حبآ نيرآ ولكن البصيرة الصادقة ألهمت قلوبهم بنهايات أليمة فقرروا الإستسلام لشراسة الخريف ليوقعوا على ورقة الفراق رغم لذة الذكريات .
شيئ مربك حقاً وكم تتوهنا العفويات الصادقة فتستحوذ على أفكارنا من دون حيطة أو حذر لكيد كائد..
ولكن عذرآ أيها الخريف رغم نجاحك بتهجير الطيور وتشتيت الأحبة وبتر الأوراق الخضراء من أحضان الشجر سيبقى الحب راسخآ على جدار العواطف المجنونة و ستبقى بصمته مدونة أجمل لحظات العشق الصافي والتي ستحيا في كل الفصول واللحظات عندما يصرخ حنين الاشتياق.
رقم العدد ١٥٩١٧
قد يعجبك ايضا