الجماهير /عتاب ضويحي
القيادة فن وذوق شعار كغيره من الشعارات التي يجب الاقتداء به ، يرتبط بالسلوك في الشوارع وينطوي على قدر من المسؤولية في قيادة السيارات.
وتعكس القيادة شخصية السائق وثقافته وتربيته، لكن مانراه على أرض الواقع في بعض الأحيان نجده بعيد كل البعد عما ذكر سابقا، ولدينا أحد الأمثلة تجسد في مشهد آلم القلب قبل الجسد، رجل أرعن يقف بسيارته فجأة بدون إعطاء أية إشارة ويركن سيارته رتل ثان وسط شارع عام، من الطبيعي أن يكون خلفه سيارات، يفتح باب السيارة دون النظر خلفه، ليتفاجأ بضرب باب سيارته من قبل سيارة أجرة يقودها رجل مسن، فما كان من ذلك الرجل إلا أن بدأ بالسباب والشتم بأبشع الألفاظ ويتهجم على ذلك المسن ويضربه على رأسه بطريقة تخجل من أن تفعلها مع طفل فما بالك مع رجل كبير، الذي لم يبد أية ردة فعل ولم يحاول حتى إبعاد يد ذلك الرجل عنه، بل اكتفى بطأطأة رأسه وسماع سبابه، ربما الخوف منعه أو خشيته من دفع غرامة تكلفه الذي فوقه وتحته مع علمه بأنه لم يخطئ ولم يتسبب ولو بخدش بسيط لباب سيارة ذلك السائق.
اكتفى الرجل المسن بذلك ، ولم ينطق ببنت شفة، لا الأخلاق منعت ذلك الرجل من ردة فعله هذه ولا الرجل المسن قام بالدفاع عن نفسه، ولكن تبقى القيادة سلوك أخلاقي وحضاري، والأخلاق كأرزاق الناس فيها الغني والفقير.
رقم العدد ١٥٩٢٠
قد يعجبك ايضا