الجماهير/ بتول سلامة
تداعيات سلبية فرضتها الحرب الإرهابية على شرائح اجتماعية واسعة و لعل أبرزها الحاجات المادية وعدم القدرة على تأمين المستلزمات اليومية ومن الشرائح التي تأثرت بهذا النقص هم طلاب الجامعة و بسبب صعوبات المعيشة والغلاء بالمواد الأساسية والكمالية .. تزداد أعباء المصاريف الدراسية مما اضطر بعضهم للبحث عن عمل لتقليل عبء المصاريف وإيجاد مدخول إضافي لتحسين وضعهم المادي نوعا ما.
حيث أكدت آلاء تأييدها لفكرة العمل بشدة لأنها يتيمة الأب والأم مما يجبرها للاعتماد على نفسها وتحمل المسؤولية وأضافت إن لديها أخت تدرس في مدرسة التمريض إلا أنها لم تتمكن من إيجاد عمل حتى الآن.
جلال أحد الشباب يعمل أثناء الدراسة ويعتبره الجسر الوحيد الذي ينجيه من الفقر على حساب دراسته وأضاف إن عمله ينال النصيب الأكبر من وقته عدا المواصلات المتعبة حيث غدت الهموم تنال منه ولم يعد يعرف كيف يمد العون لأخته لتأمين ثمن القرطاسية المطالبة بها كل يوم بين جدران المدرسة.
حنان طالبة جامعية تتابع دراستها في السنة الثانية في المعهد المصرفي اختصاص محاسبة تعمل في محلات الألبسة وهي حريصة على التوفيق مابين دوامها الجامعي وعملها لساعات طويلة لم تنكر حنان أن هدفها مادي وكي تساعد أهلها في تسديد جزء ولو بسيط من المصاريف ومستلزمات الجامعة.
روان طالبة هندسة زراعية تحمست لفكرة العمل وبالأخص في فترة الدراسة لما لها من أثر ايجابي في بناء شخصية الطالب نفسياً في الاعتماد على النفس والثقة وتحمل المسؤولية مايعزز موقفه أمام أساتذته حيث أن الطالب الأكاديمي يحتاج إلى الاستعانة بشخصية قوية.
وبالرغم من أن العمل له آثاره السلبية على صحة الطالب الجسدية والنفسية فهناك صعوبة بمجاراة زملائه لأنه لا يتفرغ تماما لدراسته ويضطر الى تأجيل بعض الفصول الدراسية ويتأخر عن موعد تخرجه ويؤثر أيضا على حياة الطالب الاجتماعية حيث لا يحظى بأوقات الفراغ ليعيش المرحلة الجامعة بتفاصيل مريحة بسبب العمل لذلك لابد من إيجاد حل وسط بين الدراسة والعمل .
أمام ذلك يحاول طلاب آخرون تحقيق إنجاز على الصعيد الشخصي من خلال الاعتماد على ذاتهم وتحمل المسؤولية عبر خوض تجربة جديدة ألا وهي العمل ولو بدوام جزئي ليشعروا بأهميتهم كأفراد منتجين وفاعلين في المجتمع إلا أن الآراء منقسمة فيما يتعلق بالعمل أثناء التحصيل الجامعي …كما تدلي الطالبة علا معلم صف سنة أولى فهي تعطي دروسا للتلاميذ من الأقارب والجيران حيث اكتسبت علا خبرة وفائدة كبيرة من خلال تجربتها وغطت مصاريف وأجور الطرقات.
أما الطالبة ي .ع من كلية الصيدلة فقد فكرت في الإلتحاق بوظيفة أثناء فترة الدراسة لكنها استبعدت هذه الفكرة لوقت لاحق .
وللمتخصصين في علم الاجتماع رأيهم
حيث التقت “الجماهير” الاختصاصي في علم الإجتماع الدكتور أحمد البحري الذي حدثنا عن الأسباب و العوامل الأساسية التي تجبر الطالب الجامعي البحث عن عمل والذي يتمثل أولها في العامل الإقتصادي والوضع السيء الذي خلفته الحرب الكونية على سورية فأصبح عمل الكثير من الطلاب ضرورة لتأمين الحاجات الأساسية لهم حيث أن الكثير من العائلات خسرت أعمالها ومساكنها بفعل الإرهاب وباتت غير قادرة على تحمل تكاليف الحياة .
وأضاف الدكتور البحري أن العامل الثقافي والاجتماعي يشجعان على العمل في مجتمعاتنا .
ورأى بأن عمل الطلاب يؤثر سلبا في كثير من الحالات على تحصيلهم العلمي في جميع الكليات لصعوبة التوفيق ما بين العمل والدراسة .
وأمام ماسمعناه وممن التقيناهم فإننا لا ننكر بأن الأزمة أرست بتداعياتها السلبية على هذه الفئة العمرية ،ولكنها بالمقابل قد صقلت شخصية الكثير منهم والذين بحثوا عن بدائل لهم ليستمروا في تحصيلهم العلمي ويبنوا مستقبلهم وحياتهم وفق طموحاتهم .
رقم العدد ١٥٩٢٢
قد يعجبك ايضا