الجماهير – الحسن سلطانة
نمو الأطفال والاهتمام بصحتهم يبدأ من الأيام الأولى لتشكلهم جنينياً.
ومن أهم ما يجب لحظه والعناية به هو غذاء الطفل كي لا يتعرض لسوء التغذية ،وهو مرض يعاني منه بعض الأطفال نتيجة عدم الخبرة والنقص في المعلومة.
ولاستيضاح الأسباب والعوامل المسببة لهذا المرض بينت الدكتورة صفاء كردي اختصاصية أمراض الأطفال والمشرفة على علاج سوء التغذية الحاد في الهيئة العامة لمشفى الأطفال أنه يعد سوء التغذية الشديد مرضاً ناجماً عن نقص الوارد الغذائي والطفل الذي يعاني منه يكون وزنه منخفضاً جداً ومصاباً بالهزال العضلي الشديد وقد تكون لديه وذمات في الأطراف والوجه وهذا يعتمد على مقدار ونوع الغذاء الناقص .
وتعتبر الوقاية والعلاج منه أمرين مهمين جداً لبقاء الطفل ونموه وإنقاذ حياته فهذا المرض يعد سبباً رئيسياً لوفاة الأطفال دون سن الخامسة .
وأوضحت الدكتورة كردي أن هذا المرض ينتشر عادة بشكل كبير في المناطق التي يسودها الفقر الشديد والنقص في التعليم وسوء النظافة كما يرتبط ظهوره بنقص الأمن الغذائي وتغيرات المناخ في العالم ويكثر في الدول والمناطق التي تنتشر فيها النزاعات والحروب .
وعادة مايتم إحالة الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد وشديد إلى المشافي لمدهم بوجبات غذائية تعتمد على الحليب العلاجي ضمن خطة منظمة .
و من يتم إرسالهم إلى المشفى عادة الأطفال الذين لديهم اختلاطات طبية أو وذمة شديدة من الدرجة الثالثة أو من يعانون من شهية ضعيفة جداً ،أو من لديهم علامات خطورة أو حالة عجز وعدم توفر رعاية صحية ملائمة، أما الأطفال الذين هم بحالة سريرية حسنة فهؤلاء يمكن أن يعاملوا كمرضى خارجيين ويتم تدبيرهم باستخدام أغذية علاجية جاهزة غنية بالطاقة والبروتين والمقويات التي لا تحتاج إلى طهو و تحضير وهي قابلة للدهن وصالحة للاستخدام حتى في حال عدم وجود مياه الشرب النقية .
لافتة إلى أنه من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها والانتباه إليها ألا يقتصر العلاج على تقديم الطعام الكافي للأطفال بل توفير التغذية السليمة لهم أيضاً ،وعادة ما تشكل الأيام الألف الفاصلة بين الحمل وحتى بلوغ الطفل عامه الثاني فرصة ثمينة لمنع حدوث التقزم وسوء التغذية عند الأطفال .
و أكدت الدكتورة كردي أنه يجب التركيز على الاهتمام بتغذية الأمهات الحوامل وتعزيز الرضاعة الطبيعية الخالصة بشكل كامل وخاصة في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل بالإضافة إلى إدخال الأغذية التكميلية المناسبة لعمر الطفل وفق ممارسات صحيحة حتى في عمر السنتين فهذه كلها تعتبر أموراً أساسية لضمان نمو الطفل وتجنب معاناته من أمراض ومشاكل صحية .
ونوهت إلى ضرورة متابعة الطفل بشكل دوري عند الطبيب لتقييم نموه ومراقبة وزنه وطوله بما يتناسب مع عمره إضافة إلى تجنب الممارسات الخاطئة كاستخدام حليب الأبقار للأطفال تحت سن السنة وتمديد الحليب الصناعي لتوفيره أو تكثيفه لزيادة تغذية الطفل وعدم إعطاء الشاي للأطفال قبل عمر السنة ودعم الغذاء بالفواكه والخضار المدروسة الغنية بالحديد والمعادن ويمكن إدخال لحم الفروج والغنم في الشهر التاسع من عمر الطفل وعدم اعتماد الأمهات على مصادر المعلومات لتغذية الطفل من وسائل التواصل الاجتماعي إلا إذا كانت من مصادر طبية موثوقة ،أو الاعتماد على نصائح أمهات لديهن تجارب ، فكل طفل لديه طبيعة خاصة وما ينفع غيره قد يضره.
رقم العدد ١٥٩٣٥
قد يعجبك ايضا