تخبط وأخطاء كثيرة مع بدء استخدام “الذكية” .. التجربة الجديدة “للغاز “حفظت كرامة المواطن في الشارع وأعاقته تقنياً

 

الجماهير ـ محمد العنان

ألقت “البطاقة الذكية” مع بدء تطبيقاتها للحصول على جرة الغاز بظلالها على الشارع الحلبي الذي بدا متخبطاً , هائماً على وجه وسائل التواصل الاجتماعي متعقباً البرامج والخيارات والتطبيقات المتعددة التي وضعتها (وزارة النفط وشركة تكامل ) كبدائل أمام المواطنين لتمكينهم من اقتناء جرة الغاز من خلال أجهزة الموبايل والرسائل ذات الصلة.
وغدت “قصة البطاقة الذكية وأسطوانة الغاز” حديث الشارع وحظيت الأخبار والتطبيقات المتعلقة فيها على سيل من التعليقات حول هذه التجربة الجديدة”.
– “تخبط وإرباك”
تحلق الكثير من المواطنين حول السيارة الناقلة للغاز في حي النيال , منهم من يتساءل عن موعد استلام أسطوانته ومنهم من وصلته رسالة على “موبايله” لكن أخطأ باسم المعتمد أو الناقل , ومنهم من أبناء الحي وصلته رسالة لاستلام أسطوانته من حي الميسر , وآخر من صلاح الدين .. وبعض البطاقات يضعها الناقل على جهازه فلم تكن مستحقة..
هو مشهد تكرر منذ اليوم الأول لتطبيق هذه التجربة في كل أحياء المدينة وتركت آثارها السلبية على وجود معظم من بدأ مشواره العاثر فيها , وقلائل هم المحظوظون الذين وصلتهم رسالة نصية وتمكنوا حقاً من استلام أسطوانتهم . لكن الغالبية العظمى اصطدموا بالمشكلات التقنية التي واجهتهم في الكثير من العمليات والخطوات سواء على محرك البحث (غوغل أو التلغرام أو الفيسبوك أو تطبيق “وين ” ) على الجهاز.
والعديد من المواطنين أعربوا عن استيائهم من هذه التجربة فيما رأى آخرون أنها تجربة لا تتناسب مع إمكانياتنا التقنية خصوصاً في ظل وجود الكثير مع الأسر الريفية والمناطق التي تضعف فيها شبكة الانترنيت ,فيما رأى آخرون أيضا أنها خطوة من الخطوات الجديدة التي تعيق مصالح المواطنين في ظل عدم الجاهزية الفعلية “تقنياً” الأمر الذي أحدث ارباكاً للناس ..
– خطأ برمز التحقق !!


الى جانب هذا الإرباك والتخبط التقني الذي شهدته الكثير من المحاولات والخطوات في معظم التطبيقات وصل الكثير من المواطنين في تعليقاتهم على هذه التجربة الى حد التذمر من هذا الإجراء الجديد , في حين طالب البعض عودة المخاتير للعمل في تنظيم وتوزيع الدور وتوزيع أسطوانات الغاز بقولهم “ما أحلى أيام المخاتير”.
في تطبيق (وين) لم يتمكن معظم المستخدمين من الدخول الى هذا البرنامج بسبب الأخطاء التقنية وضغط الشبكة .. حيث يصل رقم “الكود” متأخراً وعند إدخاله تصفعك رسالة فورية “خطأ برمز التحقق ” الأمر الذي زاد من تذمر المواطنين والتشاؤم حيال مستقبل هذه التجربة .. أو على الأقل في هذه المرحلة .
وإزاء ذلك يرى الكثير من المواطنين أن هذه الخطوة يجب أن تأتي بعد إجراء اختبارات محددة والاستفادة من الأخطاء التقنية ومن ثم تعميمها الى المواطنين .. في حين قال آخرون أن المرحلة الأولى لتطبيق أي تجربة سوف تتعرض لأخطاء معينة لحين استقرارها ولو بعد حين.
وتناولت العديد من وسائل الإعلام هذه التجربة في أيامها الأولى بانتقاد واضح وواسع للآليات المتبعة , وما آلت إليه من نتائج سلبية على أرض الواقع .
وللتساؤل حول هذا الموضوع حاولنا الاتصال مراراً مع أصحاب الشأن في حلب سواء كان عضو المكتب التنفيذي المختص بمجلس المحافظة أو مدير “سادكوب” إلا أننا لم نفلح بالتواصل معهم .. خصوصاً فيما يتعلق بزمن استلام أسطوانة الغاز , حيث من المعروف أن المدة المحددة ثلاثة أيام في حين أنه تم تحديد /عشر ساعات فقط/ لاستلام الأسطوانة في “حلب تحديداً “… ويبقى هذا السؤال في رسم المعنيين في المحافظة ومدى صحته وأسبابه إن كان صحيحاً.

أخيراً :
من المعروف في أقاصي الكرة الأرضية أن التجارب الجديدة تخضع الى اختبارات عملية لتأمين حسن نجاحها قبل إطلاقها الى العامة لكي لا تترك آثاراً سلبية .. إلا أن التجارب المتعددة التي يتم تطبيقها من خلال البطاقة الذكية والآليات المتبعة , لم تجد طريقها للنجاح حتى الآن , بل ما زال الناس يصفونها “بالتعجيزية” .. وإذا كانت هذه الخطوة التقنية حفظت كرامة المواطن من حيث تجنيبه الوقوف في الطوابير ليلاً نهاراً أمام أبواب المخاتير وسيارات المعتمدين , إلا أنها تسبب بإهانة المواطن تقنياً .. وخصوصاً الكثير من الأميين وكبار السن , وسواهم من طوابير المستخدمين لأجهزتهم “الذكية” .
رقم العدد ١٥٩٤٠

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار