الجماهير – سهى درويش
انخفاض درجات الحرارة ، والظروف المعيشية القاسية، لم تمنع المحال التجارية من اكتساء اللون الأحمر في شهر الحب كما يقال .
فهذا الموسم يتلقفه التجار فرصة لعرض منتجاتهم التي اصطبغت برمز الحب بأسعار زادت عن باقي الألوان.
والحال لم يمنع من التعبير عن المشاعر المقترنة بهدية حسب الإمكانية،فالكلمات ليست كافية في عيد الحب عند البعض، وهذا ما جعل المميز يسجل أرقاما جاوزت حدود المنطق.
فالوردة الحمراء يبدأ سعرها بخمسمئة ليرة ولا يقف سقفها حسب الحجم والنوع والشكل وطرق التزيين ،أما باقي البضائع فأسعارها حسب النوعية والمنطقة.
وفي جولة على الأسواق توقفنا في حي الفرقان عند أحد المحال المتخصصة بالألعاب والهدايا حيث قال صاحب المتجر إنه موسم تجاري للرزق وعلى الرغم من الغلاء إلا أننا نجد من يرغب بالتبضع في هذه المناسبة، والإقبال على كل من يعبر عنها ، كالبلوريات والصمديات والورود والألعاب .
وفي منطقة الموكامبو لم يكن الوضع مختلفا فحتى واجهات المحال كان للون الأحمر حضوره حتى للألبسة والتي ارتفعت أسعارها عن غيرها من القطع لتميزها بهذه المناسبة.
وفي استفسار عن أسعار البضائع وجدنا انها تختلف حسب المنطقة والنوعية ،فالدب الأحمر تراوح سعره بين ٢٥٠٠ ليرة سورية في منطقة المنشية إلى المئة ألف حسب حجمه ليتجاوز العتبة فى مناطق أخرى ويبلغ المئة وخمسين ألفا.
وبعيدا عن الصمديات فنجد أن أصحاب محال بيع المواد التجميلية يجدون في هذه المناسبة فرصة لتصريف بضائعهم حيث أكد فراس صاحب محل لبيع مواد التجميل والعطور أن هذه الفترة من السنة تشهد إقبالا مختلفا للشراء مما يشجعنا على إضفاء اللون الأحمر لموادنا سواء بالغلاف أو التزيين فالكثيرون يرغبون بتقديم الهدايا التذكارية لمن يحبون ، وهو ما أكدته إحدى الفتيات والتي كانت تتبضع هدية خطبتها حيث فضلت شراء عطر وتزيينه بعبارات الحب كونه شيء محبب لخطبتها وتعبير عن ذكرى في هذه المناسبة.
أما محمد فرأى في هذه المناسبة ترف لا معنى له ، فالحب لا يقف عند تاريخ معين إلا أن ذلك لم يمنعه من البحث عن تذكار لزوجته التي تفضل الحلوى في هذه المناسبة، وكان يبحث عن أجمل الأغلفة التي زينت القطع ليبتاعها على الرغم من ارتفاع سعرها عن باقي الأنواع ،مما دفعنا للاستفسار عن أسعارها والتي جاوزت الخمسة آلاف لعلبة الحلوى المخصصة للعيد ،حيث أشار صاحب محل لبيع الحلويات أنه مضطر لتمييز حلوى عيد الحب باللون الأحمر كون المناسبة تفرض هكذا واقع لترويج المنتج وبأسعار مرتفعة نظرا للإقبال على شرائها وفضل العمل حسب الطلب كي لا تفسد الأطعمة ويقع في الخسارة ،فالتكلفة عالية والطلب ضعيف نظرا لغلاء المواد.
وأخيرا فالحب استمرار وتواصل ولكن في يوم الاحتفال به لا تكفي معه عبارات اللغة ولا يشفع للمحب التبرير إلا بهدية ولو وردة صغيرة للتعبير مادياً ويبقى الرابح هو التاجر الذي يجد الفرصة سانحة لترويج منتجه وتخصيص بضاعة بأسعار مرتفعة ليحقق أرباحا على حساب العاشقين.
رقم العدد ١٥٩٥٠