حلب في طريق استعادة مكانتها كعاصمة للاقتصاد الوطني.. رجال الأعمال والصناعيين : بانتظار قرارات تواكب الانتصار والتحرير

 

الجماهير – محمد العنان – سهى درويش

شكل تحرير حلب ومحيطها مؤخراً علامة فارقة في تاريخ المدينة ومحطة استثنائية وهامة بعد سنوات الحصار والحرب الظالمة التي طالت كل مفاصل المدينة ومقوماتها الاقتصادية والخدمية .
ويأتي فتح طريق حلب دمشق الدولي وافتتاح مطار حلب الدولي وإعلان المدينة ومحيطها خالياً من الإرهاب خطوة هامة في طريق إعادة الإعمار واستتباب الأمن والأمان وعودة المدينة إلى مكانتها الطبيعية كعاصمة اقتصادية لسورية ، وتشكل نواة هامة للنهوض بالاقتصاد الوطني وإعادة عجلة الإنتاج للكثير من المنشآت الصناعية والسياحية وتحسين ظروف النقل والحركة التجارية.
وفي هذا السياق التقت “الجماهير” عدداً من الفعاليات الاقتصادية في حلب لتوضيح آثار الواقع الجديد وانعكاسه على الوضع الاقتصادي وآفاق تطوره بما يساهم في تحسين المكانة التاريخية والاقتصادية لحلب وضرورة مواكبة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري من خلال التعاطي مع المتطلبات اللازمة من قرارات وإجراءات مناسبة.
– تحول الحلم إلى حقيقة
رئيس غرفة تجارة حلب مجد الدين دباغ قال : يشكل هذا النصر طريقاً لعودة حلب إلى مكانتها الاقتصادية الطبيعية وخاصة بعد إقلاع مطار حلب الدولي وعودة طريق حلب دمشق ، الأمر الذي سيحقق التواصل المناسب مع الوسط الاقتصادي من تجار وصناعيين لإعادة حلب إلى زخمها الطبيعي وأمنها وأمانها والعمل لرسم سياسة اقتصادية تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة على مستوى المحافظة والقطر لنتمكن من رفد المنتج الوطني بكافة المواد التي تشتهر بها مدينة حلب .
وأضاف رئيس غرفة التجارة : عشنا فترة الحلم الذي ترافق مع الأمل وهو ما تحقق على أرض الواقع ، ونحن نقوم بدورنا من خلال التواصل المستمر مع الفعاليات التجارية والاقتصادية لتذليل كافة العقبات والمصاعب بهدف المساهمة بإعادة الإعمار ودفع عجلة الإنتاج قدماً إلى الأمام .
– شمس حلب تسطع عـلى سورية
الأمين العام للاتحاد العربي للصناعات الجلدية محمد ديب كزارة يقول :
كانت حلب هي أكثر من تضرر بحكم موقعها الجغـرافي القريب من جار السوء تركيا.. وهي من عـانى من إغـلاق مطارها الدولي والطريق الدولي الذي يربطها بالعـاصمة..
وبعـد تسع سنوات من الصبر والانتظار؛
ستعـود حلب إلى مركزها الحساس ومكانتها الطبيعية في الإنتاج الصناعـي؛ وسيرجع التاجر الحلبي لغـزو العـالم بمنتجاته المميـّزة .
اليوم يجري إعـادة تأهيل الطريق M5 ؛ واستأنف المطار رحلاته بعـد انقطاع طويل؛ وسمعـنا الزغـاريد في الزهراء والراشدين! وتم تحويل “الحلم التركي” إلى كابوس لأردوغان وعـصبته! ونحن في مجال الصناعـات الجلدية (والنسيجية وغـيرها) سنداوي الجراح؛ ولن يعـلو صوت فوق جلبة الآلة المنتجة؛ والسواعـد التي ستبني حلب بأحسن مما كانت .
– الانتصار وضرورة القرارات الجريئة ويقول أمين سر غرفة تجارة حلب سامي حلاق : إن استعادة طريق حلب دمشق الدولي وعودة مطار حلب الدولي إلى العمل يعد خطوة هامة وضرورية لتدفق شريان الحياة وتطوير العمل التجاري والصناعي ، ويمهد بعودة الكثير من المنشآت الصناعية ورجال الأعمال إلى ميادين العمل ، فالنصر الذي تحقق في حلب سيواكبه نصر اقتصادي من خلال الإصرار والإرادة على عودة عجلة الإنتاج ورفد الاقتصاد الوطني بما يساهم في استعادة حلب لمكانتها الطبيعية كعاصمة للاقتصاد .
ويضيف : لابد في موازاة هذا الانتصار أن تتخذ الحكومة قرارات جريئة لتوفير البيئة العملية اللازمة للانطلاق بالعمل إلى واقع أفضل من خلال تبسيط الإجراءات وتنفيذ السياسات المصرفية المناسبة وبحث موضوع الاسقاط الضريبي وتمويل المستوردات كل ذلك بهدف توسيع دائرة الاستثمار وتعزيز دور رجال الأعمال كجنود اقتصاديين يواكبون الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري .
– حلب قلعة الصناعة السورية
مدير المدينة الصناعية في الشيخ نجار المهندس حازم عجان قال : لاشك إن الانتصار الذي تحقق في حلب وتطهيرها من الإرهاب سيكون له الأثر البالغ والمباشر على الواقع الاقتصادي والاجتماعي في سورية بشكل عام وفي حلب بشكل خاص ، وسيساهم في توفير التسهيلات والخدمات للمستثمرين والمدينة الصناعية والمناطق الحرفية وتسهيل حركة المستثمرين من المدينة الصناعية وإليها إلى جانب تبسيط الإجراءات وتسهيل حركة البضائع والمواد الأولية مما سيساهم في تخفيض أسعار المنتجات وتحسين الوضع المعيشي ، إضافة إلى تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال في الداخل والخارج على العودة إلى مواقع عملهم نتيجة انخفاض نسبة المخاطرة على مشاريعهم الاستثمارية .
ويضيف المهندس عجان : إن حلب العريقة بصناعاتها كالنسيج وصابون الغار وزيت الزيتون وسواها من الصناعات التقليدية واكبت التطورات الصناعية الحديثة من خلال إدخال التكنولوجيا، فكانت المدينة الصناعية لتجمع هذه الصناعات ضمن بيئة مثالية تؤمن جميع مستلزمات الإنتاج بسعر التكلفة .. واليوم وبعد التخريب الممنهج الذي أتى عليها تنهض من جديد من خلال تنفيذ المشاريع الحيوية في جميع المجالات الخدمية والأتمتة والحماية .. الخ .. حيث تجاوز عدد المشاريع التي أنجزت منذ عام 2016 مايزيد عن 134 مشروعاً خدمياً كان لها انعكاس إيجابي لإعادة عجلة الإنتاج إلى سابق عهدها .
– تحسين البيئة التشريعية
المستشار القانون في غرفة تجارة حلب رياض ملحم يقول : يشكل انتصار حلب بادرة خير لجميع أبناء سورية ولاشك أن تحرير المدينة ومحيطها بما فيها من منشآت صناعية وسياحية وعودة طريق حلب دمشق وإقلاع المطار الدولي سيكون له أثر بالغ الأهمية على تحسين الواقع الاقتصادي الأمر الذي يتطلب إجراءات حكومية مناسبة لتشجيع وتحفيز المستثمرين ورجال الأعمال الصناعيين للعودة إلى المدينة من خلال تحسين البيئة القانونية والتشريعية وتحديث الأنظمة والقوانين بما يتناسب مع الوضع الراهن خصوصاً فيما يتعلق بمشروع قانون التجارة الجديد وغيره من القرارات والإجراءات المناسبة للنهوض بالعمل الاقتصادي .
– تصنيف حلب بالأكثر ضرراً
عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب المهندس زاهر مهروسة قال : إن تحرير حلب محطة تاريخية هامة في طريق عودة الاقتصاد الوطني واستعادة حلب إلى مكانتها الطبيعية كعاصمة للاقتصاد السوري .. وفي هذا الصدد لابد من إجراءات موازية لهذا الإنتصار من خلال المطالب الأكثر إلحاحاً أمام الجهات المعنية لتصنيف حلب من المدن الأكثر ضرراً واستصدار تشريعات استثنائية تتناسب مع واقع المدينة المتضررة من الإرهاب كتأجيل الضرائب وجدولة القروض وإعطاء حوافز تشجيعية لرجال الأعمال والصناعيين والمستثمرين .
رقم العدد ١٥٩٥٧

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار