مركز الرعاية الفرنسيسكاني.. تكوين الطفل فكرياً ونفسياً ومنحه مساحة للإبداع كيالي : اعتماد العلاج بالفن للمشاكل السلوكية والنفسية
الجماهير /عتاب ضويحي
بدأ مشروع مركز الرعاية الفرنسيسكاني عمله منذ ما يقارب السنتين ، في دير الأرض المقدسة التيرسانت ، غايته الأولى تكوين طفل اليوم فكرياً ونفسياً وثقافياً، وتأهيل الحس الجمالي والإبداعي وإعطائه مساحة للتعبير عن ذاته.
“الجماهير ” التقت مديرة المشروع الدكتورة بنان كيالي لتسليط الضوء أكثر على الأهداف والأقسام وصعوبات العمل، حيث ذكرت الدكتورة كيالي أن الفئة العمرية المستهدفة للمشروع من عمر 6 سنوات حتى 17 عاما، و الهدف إعطاء الطفل مساحة للتعبير عن ذاته وتفريغ انفعالاته بأمان ومحبة، إضافة لتجنيبه آثار الصدمات ومعالجتها، بوجود الاختصاصيين في علم النفس ،وعن طريق الفن نكتشف ماهي المشاكل النفسية والسلوكية عند الأطفال (عدوان، تنمر، فرط نشاط، صدمات نفسية) ومعالجتها عن طريق الدعم النفسي بواسطة الفنون.
وتابعت كيالي حديثها حول أقسام المشروع إذ يشمل قسم الموسيقى :يضم تدريب الطفل على أصول الغناء الهارموني وتشجيع المواهب الغنائية، وتحضير الأطفال لعمل حفل موسيقي جماعي مميز في نهاية السنة التدريبية والقسم بإشراف شادي نجار .
قسم المسرح والسينما يهدف إلى تدريب وتهيئة الطفل نفسيا وجسديا وفكريا، واكتشاف المهارات والإمكانيات المخزونة لديه والعمل على قدراته الصوتية وتطويرها، وبالنسبة لفئة الشباب تقام لهم دورات بالمسرح والتخطيط الاستراتيجي، وإعداد ممثل ومخرج وكاتب سيناريو، وبه أيضا يكون العلاج، ويتم تشكيل فرقة مسرحية من النخبة، يتبع للمركز فرقة إنفينتي المسرحية وفرقة تياترو الراقصة، القسم تحت إشراف إيليا قجميني، نايا دنبكي.
قسم الفنون التشكيلية الرسم والنحت، لمساعدة الطفل على تفريغ الطاقات الإيجابية والسلبية عن طريق الفن، للتعبير عما في داخله وتطوير المهارات الفنية والتقنية من خلال استخدام مواد وأدوات مختلفة، يشرف عليهم الفنانان التشكيليان نعمت بدوي و بتول حموي .
قسم تنمية القدرات الفكرية ومهارات الحياة من خلاله نسعى لغرس وتعزيز القيم الإنسانية لدى الأطفال واليافعين وتطوير قدراتهم الشخصية، والعمل على اكسابهم المهارات الحياتية الضرورية لجعلهم أكثر نضجا ووعيا وانتماء لوطنهم ، وتكوين شخصية مرنة قادرة على مجابهة التحديات.
القسم بإشراف الدكتور حليم أسمر وجوني عازار في قسم الشباب، كما تم إدخال نشاطات جديدة في قسم التنمية الفكرية كالحساب الذهني، شطرنج، اللغات، الحاسوب والرياضات كرة السلة والقدم والسباحة.
وذكرت مديرة المشروع أن أعداد الأطفال بلغ في النادي الصيفي 1000 طفل لصيف عام 2019 المنصرم.
والبرنامج يضم مستويين العلاجي وبلغ عدد الأطفال الذين خضعوا للعلاج بالفنون والجلسات الفردية 150 طفلاً.
أما المستوى الوقائي يضم جميع الأطفال، كما تم إقامة دورة تدريبية لأهالي الأطفال تتعلق بالمشاكل النفسية ومشاكل سن المراهقة والمشاكل الجنسية، وشمل فئات عمرية أكبر من 50 عاما، خطط وبرامج وأوضحت كيالي أن المركز يسعى لتوسيع نشاطاته ليضم شرائح عمرية مختلفة خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة وإحداث برامج مدروسة لمحاولة دمجهم وتفجير طاقاتهم ومواهبهم.
وأشارت كيالي إلى أن المشروع لاقى في البداية رفضا مجتمعيا، لعدم اقتناع الأهالي بإمكانية علاج المشاكل النفسية والسلوكية بالفن، ولم يخل الترويج لفكرة المركز وأهدافه من الصعوبات، إضافة لتغيب الأطفال عن الدورات يشكل حالة من الانقطاع عن العلاج ويشكل ثغرة نحاول سدها بشكل فردي، لكن دعم المسؤولين بمركز الرعاية حضن المشروع ومنحه الفرصة للحياة، المتابعة والدعم بدأ من أدق التفاصيل فشعار المشروع لم يكن عشوائي بل كان مدروسا، حيث يصور رجل دين ينحني ليغطي كل طبقات المجتمع، والألوان اختيرت بدقة ليعبر الأخضر عن الأرض والأزرق عن السماء، والبنفسجي عن الرحمانية أما الأحمر فيدل على الدم الذي كان وليد الأزمة التي عاشتها بلدنا.
كما التقت “الجماهير “بالأب فراس لطفي رئيس دير الأرض المقدسة بحلب الذي أكد على ضرورة التوسع بنشاطات المركز لتشمل الأطفال والشباب كل حسب حاجته، وتقديم الدعم النفسي لهم، لأن الهدف الأول والأخير بناء إنسان ناجح قادر على مواجهة الضغوطات ومجابهة المشاكل بجرأة وحكمة، ضمن جو مريح بعيدا عن الضغوطات النفسية.
وعول الأب لطفي على دور الأهل وضرورة تعاونهم لتحقيق أهداف المركز ومتابعة أبنائهم لوصولهم للأهداف المرجوة.
رقم العدد ١٥٩٦١