الأسواق الشعبية غير البنائيّة في مدينة حلب .. كتاب للباحث حريتاني بصيغة إلكترونيّة

حلب- الجماهير
(الأسواق الشعبية غير البنائية في مدينة حلب) كتابٌ جهد فيه المؤلف محمد عدنان حريتاني بدراسة جادة لما تشكله أسواق حلب الشعبية غير البنائية من بعد ثقافي وتراثي يرتبط مباشرة بحياة الحلبيين.
الكتاب يقع في ثمانية فصول وعدة ملاحق ركز المؤلف خلالها على أهم أربع أسواق شعبية غير بنائية في مدينة حلب، وهي سوق الجمعة وسوق الأحد وسوق الخميس وسوق الخماخيم، واكتفى بتعداد باقي الأسواق وإعطاء لمحة موجزة عنها. وتعتبر دراسته هذه أول دراسة جادة تحظى بها هذه الأسواق، ففيها حكايات حلبية من الزمن الجميل ترد في سياقها وتسرد حال تلك الأسواق وتوثق جانباً مهماً من الحياة الاجتماعية للحلبيين.
يتضمن الكتاب فصلاً يحصر ويوثق الأضرار التي لحقت بالتراث غير المادي لمدينة حلب، كما يطرح في الفصل الأخير فكرة مشروع تراثي سياحي تجاري لإحياء سوق الجمعة رائد الأسواق الشعبية يتماهى مع دعوة منظمة اليونسكو لصون وإحياء التراث غير المادي للشعوب من خلال اتفاقية عام ٢٠٠٣، كما تضمن ملاحق عديدة تغني الموضوع، منها ملحق بنداءات الباعة في تلك الأسواق وفي الحارات، ومجموعة فهارس تسهل عمل الباحث المختص .
عن العمل في هذا الكتاب، واختياره هذا الموضوع، يتحدث حريتاني للـ(الجماهير) بالقول:
“بدأت العمل على هذا الكتاب بعد فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء مطلع عام ٢٠١٦ حيث كنت مهجراً محاصراً وبعد تطهير مدينة حلب من رجس الإرهاب نهاية العام نفسه .
جاء اختياري لهذا الموضوع لعدة أسباب أهمها حبي لهذه الأسواق وتعلقي بها منذ نعومة أظفاري، فأنا نشأت في حارات حلب القديمة، ولي فيها ذكريات موغلة في القدم، وسبب آخر هو التهميش إن لم نقل الإهمال الذي طال هذه الأسواق على مدى قرون، إضافة إلى أن بعض هذه الأسواق اندثر دون توثيق تراثي له، وقد استغرقت الزيارات الميدانية لمواقع هذه الأسواق ولقاء أربابها وتجارها جزءاً كبيراً من وقت الإنجاز، حيث تضمنت صفحاته عدداً وافراً من الصور من مصادر متعددة وكثيرة منها بعدستي، وللفائدة لم أهمل الموقع الجغرافي لهذه الأسواق فقمت بتوقيع أماكن إقامتها على خرائط مفصلة تفيد القارئ العادي والمختص”.
ويتابع: “لقد آزرني خلال العمل أفاضل عديدون، لهم الشكر والعرفان، والفضل الأكبر للباحث عبد الفتاح رواس قلعه جي المعلم والصديق الذي كنت أكلفه عناء الانتقال من بيته إلى مركز المدينة حيث ألتقيه بشكل دوري وأستمع إلى ملاحظاته وتوجيهاته، فكان خير معين وصاحب فضل في إنجاز هذا العمل .
وقد تفضّل الباحث قلعه جي فاختزل محتوى الكتاب وقدم له بعد أن اطلع على نسخته النهائية فجاءت هذه المقدمة شهادة أعتز بها وحافزاً يدفعني لمزيد من النشاط والعمل فله جزيل الشكر والامتنان، وقد آثرت نشر الكتاب بشكل مجاني بصيغة PDF بمناسبة نصر حلب الغالي المعمد بدماء الشهداء القديسين، فالسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يحشرون مع الأنباء والصديقين”.
ومما قاله الأستاذ قلعه جي في تقديمه الكتاب: “كان لابد بعد توثيق أسواق حلب البنائية الدائمة في دراسات وكتب وضعها مؤلفوها، من أن يتصدى أحد لتوثيق أسواق حلب الشعبية غير البنائية، والتي غالباً ماتتسم بالتعدد، وتغير المكان والزمان، وتعدد الوظائف، وتجمعها صفة لازمة وهي أنها اجتماع بشري مؤقت في اليوم أو الأسبوع أو المناسبة، حافلة بالإضافة إلى البيع والشراء بنبض الحياة لدى الحلبي، وفرجة ممتعة فيها أخلاط وأنماط من البشر بمختلف عاداتهم وأزيائهم وأشكالهم. وقد تصدّى لهذه المهمة الباحث محمد عدنان حريتاني فجاء كتابه هذا تكملة لما وضع عن أسواق حلب البنائية، مثلما جاءت الدراسات والكتب عن لهجة حلب المحكية تكملة للمعاجم العربية”.
رقم العدد 15973

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار