الجماهير- نجود سقور
ضمن حضور مميز واحتفاﻻً بانتصار حلب، وبالتزامن مع ثورة الثامن من آذار، أقام اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب معرضاً تشكيلياً لمجموعة من فناني حلب وذلك في صالة اﻷسد للفنون التشكيلية.
اشتمل المعرض على حوالي 37 لوحة فنية تشكيلية تنوعت بين المدارس التجريدية والكلاسيكية وعدة أعمال نحتية. إذ تطرق المشاركون ال (31) إلى موضوعات تشير في معظمها إلى حلب، وقدم الفنانون المشاركون صياغات إبداعية تتناول رؤيتهم تجاه قضايا الوطن واﻹنسان، عبروا فيها عن أحاسيسهم ورؤاهم من خلال اللوحات المشاركة، وتمايزت اﻷلوان بين اﻷلوان الحارة والدافئة والباعثة على الفرح والتفاؤل في تدرج يعكس حالة الفنانين، إذ عبر كل فنان منهم عن هويته الخاصة به عبر تقنية اللون والموضوع، متعمّدين من خلال ألوانهم الزيتية إيجاد مساحة لونية عميقة وحساسة.
وأعرب أمين شعبة المهن الحرة إبراهيم بدور عن سعادته بالمعرض، وقال إن المعرض يترافق مع انتصار حلب، هذا اﻻنتصار الذي جاء ثمرة تضحيات وتكامل الثلاثية التي نعتز بها (القائد والجيش والشعب) منوهاً بأن المعرض يعبر عن تاريخ مدينة حلب وشعبها العريق من خلال بعض الصور الرمزية في لوحات الفنانين، فكانوا متميزين ومواكبين كل سنوات الحرب.
بدوره قال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين أحمد ناصيف والمشارك في مجال النحت: أردنا أن نعبر عن آذار الربيع واﻻنتصارات من خلال هذا المعرض الذي ضم حوالي 42 عملاً من تصوير ونحت وغرافيك وفسيفساء تشكيلية، مبينا أن أغلب اللوحات ظهرت فيها قلعة حلب في دﻻلة على عظمة حلب وصمودها.
كما بين الفنان التشكيلي ومنظم المعرض إبراهيم داود أن المشاركين هم أعضاء في اتحاد الفنانين التشكيليين، ألوان لوحاتهم الزاهية هي تعبير عن فرحهم بالمشاركة في المعرض الذي جاء تزامناً مع ثورة 8 آذار وانتصارات حلب، وأضاف أن المعرض جمع مابين الرسم الزيتي والنحت حيث قدم كل فنان عملاً أو عملين.
وفي جولتنا في المعرض التقينا بمجموعة من التشكيليين، إذ لفت التشكيلي محمود الساجر أن المعرض جماعي يضم عدة تجارب، فيها حداثة ومعاصرة، وفيها معالجة لونية، مشيرا إلى أن بعض اﻷعمال ترتقي للفن الحداثي. وقد شارك بلوحتين عبارة عن حاﻻت تعبيرية تحتوي مفردات تميل إلى التجريد والتعبيرية والرمزية، مما له علاقة بالموروث الثقافي البصري، وهي بحاجة إلى متلقٍ يحمل ثقافة بصرية ليقرأها.
الفنان فيصل تركماني أكد أن 31 فناناً رسموا احتفالية حلب بانتصارها، واليوم العالمي للمرأة العالمي وثورة 8 آذار، بألوان زيتية وبأساليب التجريدية والتعبيرية والواقعية والكلاسيكية.
فيما كانت لوحة الفنان غسان ديري التي شارك بها عن حلب، توثيقية للكاتبة آغاثا كريستي في فندق بارون، مستخدما ألواناً زيتية تعكس الدفء والترابط بين الإنسان والمدينة.
وذكرت التشكيلية لوسي مقصود أن لوحتها مجموعة لونية كبيرة بين اﻷلوان الحارة والباردة وفيها انتقال بين الركود والتحليق، غايتها أن تقول إن الفن رسالة إنسانية والفن سلاحنا، ونحن ﻻنتسلح إﻻ بالفن.
بينما رسم الفنان محمد زيدان جدران حلب الغنية بالمشاهد البصرية، وخيرو حجازي رسم الفرحة واﻷمل بلوحة عن الورد، ولوحة صلاح الخالدي تحكي فرحة أهل حلب بالنصر والعودة إلى أحضان قلعتها.
وكان لكل من أحمد قاسم مشاركة بلوحة حروفية رأس الحكمة مخافة الله، ونص قرآني لمحمد زاهر عيروض وخلدون اﻷحمد شارك بلوحة تكتب اسم حلب بخط حروفي تشكيلي .
وقدم أحمد ناصيف منحوتة للمرأة في يوم عيدها العالمي والتي هي كل المجتمع، وعبد القادر منافيخي ترسخت حلب في فنه ضمن منحوتة فنية على حجر عفريني.
أما جوزيف توتونجيان فقد شارك بثلاث منحوتات من الخشب والريزين خصّ اﻷمومة يإحداها واﻹنسان والثالثة تكوينية.
اجتمع الفنانون المشاركون على هدف واحد هو محبة حلب واﻻحتفال بانتصارها الذي سحق القوى الظلامية الرامية لطمس حضارة حلب ومحو تاريخها، مبينين أن واقع الفن في حلب حي ﻻيموت.
وبدوره التشكيلي زاوين برداقجيان وهو فنان غير مشارك أشار إلى أن المشاركين قدموا لوحات راقية مستخدمين ألواناً زاهية، وكل لوحة ضمت بين دفتيها ماهو معبر عن واقع الحال وفرحة اﻻنتصار بحلب مدينة الفن والثقافة، إذ خدمت اللوحات بألوانها وموضوعاتها ماهو مطلوب منها أن تؤديه.
ومن الفنانين المشاركين أيضاً إبراهيم برهان عيسى، أحمد كسار، أصلان معمو، بتول حموي، زياد مرشحة ،شكران بلال، عبد المحسن خانجي، عصام حتيتو، غياث الناصر، محمد يمام غنام، ممدوح عباس، نجلاء داﻻتي، نزار كمال الدين، ويوسف عقيل.
حضر المعرض حشد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي والمتابعين لحركته في المدينة.
ت: هايك اورفليان
رقم العدد 15975