الجماهير- نجود سقور
حاﻻت إنسانية مشبعة أملا وألما، وهي لوحات ليست كسواها من اللوحات، رسمتها الفنانة التشكيلية بثينة عرابي بألوان صاخبة قوية في معرضها الفردي الذي أقامته في صالة الخانجي. تضمن المعرض 53 لوحة بأحجام تراوحت بين الكبيرة والصغيرة، متنوعة المواضيع، مع عدة مجسمات من الخشب والقماش، اعتمدت فيه عرابي اﻷسلوب التعبيري في تجسيد خيالها فكرة ولوناً؛ لتقدم واقعاً فلسفياً استقته من خلال وجوه اعترت طريقها، فكانت اﻻبتسامة ستاراً لحزن دفين، واﻷمل يطل كأشعة قوس قزح من بين وجوه شخصيات لوحاتها متخذة من الدمى مادة للوحاتها ومجسماتها.
وفي كلمة لها للـ(جماهير) قالت التشكيلية بثينة عرابي: عنوان معرضي حكايا، وهو فعلاً يحكي حكايات الناس التي استلهمتها من وجوه عابرة حزينة ويائسة، وفي داخل كل منهم حكايات وأسرار ﻻيبوحون بها، مضيفة أنها وجدت في وجوه اﻷطفال والمهرج الذي يضحك الآخرين، وهو في داخله قد يحمل هموم الدنيا، مايخدم فكرتها. وأشارت إلى أنها سلكت المذهب التعبيري أسلوباً، واﻷلوان المفرحة الصاخبة ﻷشكال حزينة في لوحاتها.
وبين الفنان التشكيلي ابراهيم داود أن الفنانة عرابي نقلت صوراً واقعية لقصص وحكايات الحزن التي عاشتها حلب، وفي نفس الوقت باستخدامها اﻷلوان المفرحة ووجوه اﻷطفال، وبلجوئها للمهرج نشرت حالة من الفرح والبهجة موصلة رسالة أنه باﻷمل نحيا.
ومن بين الحضور أشار مدرس الفلسفة أحمد الحاج بكري إلى أنه هناك معاناة وألماً في هذه اللوحات، وتجمع بين المأساة والملهاة مع غالبية الملهاة، ﻻفتاً إلى أن الفن وليد عصره، وهو هادف وواقعي وحقيقي وصادق، وأن اﻷلوان دعمت الحالة المأساوية والواقع الذي نعيشه.
ومن بين الحضور الذين التقيناهم المهندس رامي حاج حسن الذي قال: المعرض عبر عن الروح الفنية الخاصة بالفنانة وتقاربها من روح الطفولة، وميلها إلى رسم الدمى بشكل تعبيري، فيه إيحاءات معينة تعكس نفسية الفنان، وفيها نوع من المزاجية المتقلبة. في لوحاتها دمى تارة قريبة للطفولة المفرحة وتارة حزينة يائسة وكئيبة.
وعن اﻷلوان قال : أتت طفولية وفيها شيء من خيال، كالقطة الخضراء. ففي الفن دائماً هناك شيء من الخيال، كما لدى الفنانة جرأة كبيرة في اﻷلوان، وﻻتعتمد على لون واحد، وإنما اعتمدت على مزج اﻷلوان.
حضر المعرض عدد من الفنانين والمهتمين بالشؤون الفنية.
ت: هايك اورفليان
رقم العدد 15976