الجماهير – عتاب ضويحي
كان ياما كان في حديث الزمان .. حكايا من حلب.. شخصيات واقعية جسدت حكاية كل واحدة منها حالة إنسانية عاشتها خلال سنوات الحرب على سورية ومن مدينة حلب خاصة انطلقت حكاية أبطالها.
أحمد حاج موسى مهندس ميكانيك قصته مع الانتصار على الإعاقة، من خلال جهده المستمر وإمكاناته المتواضعة استطاع مساعدة الكثير من الأشخاص ممن أفقدتهم الحرب جزءا مهما من جسدهم وتسببت في إصابتهم بإعاقة حركية في الأطراف العليا.
مشروعه الصغير الذي بدأ من غرفة صغيرة استطاع من خلاله رسم الابتسامة على وجوه هؤلاء مؤمنا بأهمية العمل الجماعي ومؤكدا على أننا شعب لايموت .
رجاء الناشف زوجة شهيد وأم لفتاتين، تروي حكايتها بعيون تتحدى الواقع ومرارته فرغم الألم كابرت وصبرت، اشتغلت بالخياطة والحياكة لترى ابنتيها في الجامعة، واحدة مهندسة عمارة والثانية طبيبة.
محمد خير فرواتي الذي خسر بغمضة عين محل عائلته في سوق المدينة العتيق، ليجد نفسه أمام لاشيء لكنه بإرادته ورغبته بالاستمرار استطاع أن يعيد الحياة لمحله ويعود لمهنته في تصنيع العباءات والمعاطف من فرو الخراف.
حكاية أم النور فيها من التحدي والقوة الكثير، تحدت العادات والتقاليد وعملت كسائقة تكسي لتكفي نفسها ولا تمد يدها للآخرين، وبعد أن استشهد ولدها محمد نور نيبال فقدت معه معنى الخوف، والحياة لديها مجرد اسم، تابعت طيلة سنوات الحرب عملها كسائقة سيارة عمومي إلى جانب غنائها في الحفلات والأعراس النسائية، ورغم ألمها إلا أنها لاتخفي ابتسامتها وترى بأنها حققت شيئا مختلفا أكثر جرأة وتحدياً.
أمجد علاوي حكاية شاب فقد بصره نتيجة تعرضه لانفجار قذيفة الحقد، ليفقد مع بصره كل أمل، لكن إرادة والدته باستمراره قلبت موازين حياته فتابع دراسته وحصل على شهادة التعليم الأساسي وعلى شهادة الثانوية العامة وينوي المتابعة بالجامعة.
ولا تختلف حكاية فرناند جول فالك كثيرا عن سابقيها فبعد تعرضها لإصابات وشظايا في جسدها وعينها اليسرى مما أفقدها النظر فيها، إلى جانب استشهاد زوجها، استمرت بحياتها لأجل ولدها الوحيد مؤمنة بقرارها في أن الاستمرار من خيارنا وبأيدينا.
وهاجر إبراهيم التي أسست مشروعا للخياطة خاصا بها وأتاحت فرص عمل لبنات مدينتها السفيرة، محققة حلمها واستقلالها المادي. هي رسائل تحد وأمل ونجاح لأشخاص عانوا من الألم أقساه وأقصاه.
وذكرت مريانا الحنش رئيس دائرة ثقافة الطفل وإحدى المؤسسات لفكرة الفيلم التوثيقي أن شخصيات الفيلم الإيجابية التي استطاعت إيجاد الحلول لتستمر بالحياة متسلحة بالإرادة يجب أن توثق، وهي مبادرة ضمن التماسك الاجتماعي والعلاج النفسي للتعافي المبكر من آثار الحرب.
يذكر أن الفيلم من إخراج فاطمة بناوي، وقد عرضت الفيلم مديرية ثقافة حلب دائرة ثقافة الطفل على مسرح ثقافي العزيزية بمناسبة يوم المرأة العالمي.
رقم العدد ١٥٩٧٧