المزعل .. شاعر الاستثناءات في أمسية “خلاف” الشعرية

الجماهير- أسماء خيرو
كانت الأمسية التي شارك فيها شاعر الاستثناءات مزعل المزعل والتي أقامتها مديرية الثقافة في حلب على مسرح مركز العزيزية بعنوان “خلاف” مختلفة عن كل الأمسيات الأدبية، ففيها رؤية إخراجية مسرحية استثنائية أبدعها المخرج واجد سبّاغ إذ جمعت مابين الشعر الراقي الذي ألقاه الشاعر المزعل وجمال الأغاني بصوت الفنان” محمد منير و عذوبة الألحان النوبية والموسيقا الشرقية التي تخللت قراءة القصائد والقراءة النقدية التي قدمتها عامرة خضير لعدد من الشخصيات الأدبية، إضافة للديكور المميز الذي جذب الحضور وأثار اهتمامه.
وأوضح الشاعر المزعل الذي ألقى خلال الأمسية عدة قصائد حملت عناوين (جدل وحرب – ومصيدة – ورؤى – ومطر) أن سبب اختياره اسم (خلاف) يعود لأن البشر على الدوام يبحثون عن الخلاف، ولكن هم في الأساس ليسوا مختلفين، هم متفقون “فالخلاف لايفسد للود قضية”، وأنه اختار قصائد من ديواني (قهوتي والتتار وأنت – وكل من عليها خان) لقراءتها في الأمسية؛ لأن هذه القصائد تطرح تساؤلات وجدانية ووجودية، كما تثير تساؤلات أوجدتها الحرب وظروفها.

وهذه بعض من القراءات النقدية التي قدمتها خضير خلال الأمسية لعدد من النقاد والأدباء والدارسين لقصائد وأسلوب الشاعر مزعل المزعل، فالأديب سلام سليمان قال: إن الشاعر طفرة أدبية قفز فيها فوق المعاني والقواعد السائدة. هو شاعر محتد وساخر يهزأ من التأخر عن اللحاق بقطار الحياة أو التخلف عن قطار الموت ذاته، فأنصاف الأشياء تحتاج لشاعر ماهر وساخر وشجاع ليُكمل النصف الآخر فيحيا حياة كاملة ويموت ميتة كاملة، نعم الضرورة تتوج مزعل المزعل شاعراً استثنائياً يشق المعنى الموروث ولايشق له غبار.
فيما المفكر السوري زكريا كردي قال: إن هناك مشكلة في حضور الشاعر المزعل الاستثنائي فلقد أعطى فجأة إخراج قيد لمن حوله وفي اعتقاده أن مجيئه الإشكالي في ظل هذا الواقع الثقافي الراهن، هو ضرورة، وعدم الإنصات للضرورة حماقة مكلفة للغاية.
بينما الأديبة الفلسطينية زهرة موسى قالت: شعر المزعل أفزعني من أبعاده اللامتناهية في أبجدية عصية على الكسر والإمساك به رغم سهولتها الممتنعة لمدارك العقل المادي تحت أسئلة تقذفك إلى نصف الحقيقة والنصف الآخر لك، ربما تكون أنت وربما تكون أنا، هي، نحن، أولئك، هم، وربما الحياة التي بهرته في حضورها العبثي بلا موعد ولا تأويل، فالشاعر في قصيدة “مطر” أخذني تارة لجبران، وتارة للسياب، وتارة للبياتي، وتارة تركني في غابات إفريقية بلا عصا ولاحجر لعلني أبحث عن أحد لينقذني.
هذا وقد تخلل الأمسية التي حضرها عدد من الشعراء والأدباء والفنانين التشكيليين عدد من المداخلات طرحت أسئلة تتعلق بالقوة الذاتية للشعر ومدى تأثير الحالة المسرحية على النسيج الروائي للشعر في الجلسات والأمسيات الأدبية.
ت: هايك اورفليان
رقم العدد ١٥٩٧٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار