الجماهير – أسماء خيرو
تقليد وعرف اجتماعي مايزال قائماً في المجتمعات العربية ينتقل من إصبع اليمين إلى الشمال؛ ليعلن بدء حياة كاملة يوحد بين شريكين مدى الحياة، فالخاتم كناية عن استمرار الحياة والثبات.. قطعة من الذهب أو الفضة لها رمزيتها الأبدية التي تبدأ عند الإحساس بهذه الكلمات (أدير عيني في الأحياء أرقبها فلا أرى أمامي إلا عيناها).
وعن الرمزية التي يحملها خاتم الزواج واختيار من يقوم به وسبب تسمية خاتم الخطبة ” محبس ” وقفت الجماهير مع الشارع الحلبي في ساحة فرحات في سوق التلل فكان هذا الاستطلاع :
يقول الصائغ عبد الرحمن البيك على ما أعتقد أن الخاتم يرمز إلى الارتباط الأبدي مدى الحياة، لذلك مازال عرفاً اجتماعياً حرص المجتمع العربي على الحفاظ عليه، والخاتم يتم اختياره على أساس المبلغ المرصود لهذا الخاتم والتصميم وأغلب الأحيان الذي يختار الخاتم هو الشاب وليس الفتاة.
ويوافقه الرأي الصائغ محمد بني حيث يقول :إن الشاب هو الذي يختار الخاتم وليس الفتاة والاختيار يخضع لعدة اعتبارات بدءاً من السعر والذوق وصولاً إلى الموديل الذي يتنوع مابين خواتم روديوم مرصّعة بالماس واللؤلؤ أو مكحلة بالألوان، مضيفا إذا لم تلق الخواتم الموجودة في المحل استحسان العرسان نقدم لهم “كتالوك” فيه تصاميم مختلفة من خواتم الخطبة فيقوم العريس باختيار الموديل.
أما الصائغ أنطوان أوك صاحب محل ذهب في ساحة فرحات فكان له رأي مغاير تماماً لما قاله الصائغ محمد والصائغ عبدالرحمن إذ قال: خاتم الخطبة له رمزيته المقدسة ألا وهي أبدية العلاقة بين طرفين في ظل الود والمحبة، لذلك المرأة هي التي يجب أن تختار؛ لأنها رمز العاطفة فهي عندما تلبس الخاتم تعلن أنها سترتبط بشاب اختاره قلبها فلا يحق لأحد أن يفكر فيها بعد أن تضع الخاتم في إصبع اليمين.
كما أن للشارع رأياً مماثلاً إذ قال الموظف محمود: إن المرأة هي التي يجب أن تختار الخاتم لا الرجل؛ لأنها أقدر على الانتقاء، لها حس جمالي، والخاتم يمثل ويرمز إلى الارتباط مدى الحياة.
وتقول فاطمة الشاكر “أم أحمد ” لبس الخاتم يعني بدء تكوين أسرة لذلك على الفتاة أن تختار الخاتم؛ لأن تكوين الأسرة يبدأ بها، فهي ملكة المنزل وهي التي سترعى في المستقبل جميع شؤون المنزل، وبالطبع بالتعاون مع الرجل.
وعن سبب وضعه في إصبع الشمال أوضح بابتسامة خفيفة رسمت على وجهه المواطن محمد شهلا صاحب بسطة حلويات في التلل أن السبب باعتقاده وكما سمع من الآخرين أن إصبع الشمال مرتبط بشرايين القلب، لذلك عندما نضع الخاتم في إصبع الشمال نعلن أن شريك الحياة يجب أن يكون دائما قريبا إلى القلب.
فيما بيّن المواطن سالم عن تسمية خاتم الزواج” بالمحبس” أن التسمية تعود إلى كلمة حبس أي أن الشاب عندما يقرر الخطبة والزواج، فهو قرر سجن نفسه مدى الحياة، والخاتم بالنسبة له يمثل سجناً، ولكن من نوع آخر، هو سجن خفيف يبهج القلب.
أما الشابة تسنيم قالت: أفضل التشارك في اختيار الخاتم مع من رغبت أن أرتبط به، فالخطبة والزواج هي أولاً وأخراً شراكة بين طرفين جمعتهما أشياء جميلة لذلك يجب أن يتم اختيار الخاتم باتفاق بين الطرفين، وألا يطغى رأي على رأي، مضيفة أن الخاتم له دلالات كثيرة، أهمها الارتباط والإخلاص مدى العمر.
وبما أن الخاتم كما قيل رمز الإخلاص والود والمحبة وكناية عن الاستمرار والثبات والارتباط مدى الحياة، لذلك على مايبدو فإن المجتمع حافظ على هذا التقليد والعرف الاجتماعي، وتوارثه عبر أجيال، إذ يعتقد في كثير من الثقافات أن دائرة الخاتم ترمز لأبدية العلاقة لأن ليس لها بداية أو نهاية، والفراغ في منتصف الحلقة له مغزى البوابة أو المدخل الذي سيؤدي إلى مصير وأحداث معروفة وغير معروفة فإعطاء امرأة خاتماً في الثقافات القديمة يرمز ويدلل على الحب الخالد الذي لانهاية له، وكلما زادت قيمة الخاتم زاد دليل المحبة.
رقم العدد 15981