الجماهير -عتاب ضويحي
ناقشت الطالبة الباحثة ليا مولود في الثاني عشر من شهر آذار الجاري رسالة الدكتوراه في كلية الهندسة المعمارية في جامعة حلب، قسم التصميم المعماري، وقد حملت عنوان (إعادة تأهيل وتكييف الأبنية المدرسية الحكومية مع التطورات التعليمية المستمرة بالاستفادة من تجارب التعليم الخاص.. الأبنية المدرسية في حلب) ونالت درجة 82, 8 بتقدير جيد جداً.
وفي حديث للجماهير قالت مولود: إن الرسالة تألفت من 241 صفحة شملت أربعة أبواب إضافة للنتائج والتوصيات والفهارس والملحق، وضمت (74) جدولا و(115) شكلا ضمت الرسومات والصور والمخططات البيانية. فيما شمل الجانب العملي من البحث مجموعة من الأبنية المدرسية الحكومية في مدينة حلب تعود لفترات زمنية مختلفة في القرن العشرين، وعددها ست حالات دراسية، ثلاث منها تعود لآخر فترة الإحتلال العثماني (مدرسة المأمون، الملحق والأمين) وهي التي تميزت بواجهاتها الحجرية ومكتبتها وصالة المدخل. ومدرستان بنيتا في منتصف القرن العشرين، وتتميز بأشكال تصميمية متنوعة (“الفتح” للتعليم الأساسي وثانية نابلس للبنات) والمدارس المبنية بدءاً من ثمانينيات القرن العشرين وفق النماذج التصميمية (المستطيل وحرف L) كمدرسة الفرقان المحدثة. كما تم تطبيق استبيان، والكلام للباحثة، على مجموعة من المعماريين والطلاب من كل السنوات الدراسية والأساتذة والإداريين، وبلغ عدد الاستمارات (82) استمارة تم تطبيقها وجمع الإجابات وتصنيفها وتحليلها بواسطة برنامج التحليل الأخصائي (SPSS) إضافة لاستمارات صُممت من قبل الباحثة توضح الوضع الراهن (وظيفياً، فيزيائياً، بيئياً) للحالة الدراسية.
وعن سؤالنا حول إمكانية تطبيق الأسس التصميميّة لإعادة التأهيل والتكييف على الأبنية المدرسية الحكومية، قالت مولود: إن البحث وجد إمكانية تطويرها لحد كبير، فعند دراسة زيادة كفاءة الأبنية بإعادة توزيع الفراغات ضمن مجموعات للصفوف، وتفعيل دور الممر الرئيس في المدرسة، كأماكن للقاء الطلاب وعرض أعمالهم مع الاستفادة القصوى من المساحات المستخدمة ،كما تم التوصل لنتائج جيدة عند دراسة إمكانية تفعيل التصميم المستدام بتطوير الموقع العام بإدخال حدائق وساحات اللعب على السطح؛ للحد من مشكلة المواقع الصغيرة التي تعاني منها أغلب مدارسنا. وتمت دراسة إمكانية تحسين توجيه الصفوف عند إعادة التوظيف ودراسة المقترحات المناسبة لتطوير الغلاف الخارجي من اقتراح نوافذ معزولة وكاسرات تحمل الألواح الشمسية في الواجهات الجنوبية، والحفاظ على الواجهات التاريخية للأبنية القديمة.
وتطرقت الباحثة لأهم النتائج والتوصيات التي انتهى بها البحث إذ توزعت على مستويات عديدة:
-توصيات خاصة بالجهات المعنية بوضع الخطط الخاصة بالبناء المدرسي في مدينة حلب.
-توصيات خاصة بالجهات الدارسة لمشاريع تصميم الأبنية المدرسية بحلب، والجهات المعنية بصيانة الأبنية المدرسية في المدينة.
وختمت حديثها بالإشارة إلى أن إعادة تأهيل وتكييف الأبنية المدرسية الحكومية بحلب قد لاتحل جميع المشكلات التصميمية والوظيفية التي تعاني منها، لكنها تطور البيئة التعليمية لدرجة كبيرة، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص والمجتمع في تطوير الأبنية المدرسية الحكومية أسوة بالمدارس الخاصة التي اعتمدت أنماطاً تصميمية جديدة حتى نحصل على النتيجة المرجوة والتي تتناسب مع التطور التقني والتعليمي.
ووجهت مولود الشكر للدكتور محمد نجيب كيالي المشرف على الرسالة، وللدكتورة لميس حربلي عميد كلية الهندسة المعمارية بحلب، وللجنة التحكيم المؤلفة من الدكتور عقبة فاكوش عميد كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق، الدكتور عصام طنوس، الدكتور سعد الدين زيتون والدكتور جمال جوهر.
رقم العدد ١٥٩٨٣