الجماهير – مصطفى رستم
تدعونا الأخبار المتواترة من الصين إلى التفاؤل، بعد مرور أيام دون تسجيل أية إصابة بفيروس “كورونا”، بينما واقع الحال يدعو للقلق عالمياً مع ازدياد عدد الإصابات والوفيات في دول أوروبية ضربها الفيروس كعاصفة عاتية لم تبق ولم تذر.
ومع كل هذا يكثرُ الجدل محلياً وعربياً حول نجاعة كل التدابير الاحترازية، والتي تسابق الحكومات اتخاذها، وقاية لشعوبها من مخاطر تفشي هذا الوباء والتقليل من الإصابات بقدر المستطاع، والخروج من هذه الجائحة العالمية بأقل التكاليف الممكنة.
وريثما نعود إلى ما كان عليه لا بأس من تغيير من عادتنا، هنا لفتني تصرف عدد من الشخصيات الشهيرة حول العالم بأن وضعوا أنفسهم بالحجر الصحي إرادياً ومنهم من استبدل تحية المصافحة بالتحية على الطريقة الهندية.
يمكننا استخدامها ولو في هذا الوقت، عبر التوقف عن المصافحات باليد، والتقبيل خلال هذه الأزمة بعد التبصر بكمية الجراثيم التي من الممكن أن تنتقل من فرد إلى آخر.
لماذا لا نتعامل بالتحية الهندية؟ ونستبدلها من مصافحة اليد بالتحية بضم اليدين والانحناء بالرأس احتراماً.
“باما ستي” هي اسم التحية المأخوذة من الحضارة الهندية، والتي تشبه تحية اليابانيين وعدد من شعوب العالم، هنا يلعب أدوار الحضارة بالأخذ والعطاء والاستفادة منها.
ومن مبدأ (الوقاية خير من قنطار علاج) كان لابد أن نتلمس في داخلنا وسائل وقائية كسدٍ منيع أمام خطر الكورونا المحدق، ومهما بدت القضية فردية أو جماعية إلا أن الأمر سيّانٌ، فالكل معنيٌ بتقويض الفيروس ومحاصرته قبل أن يدخل ويفتك بكل فرد على حده.
ومهما أظهر الناس عدم خوفهم من كورونا عبر الاستهزاء والاستهتار به إلا أنه يمكنك كشف هشاشة صمودهم بل وذعرهم المبطن مع أول “عطسة” في مكان مزدحم، سترى الناس انفضوا وبات الرعب يتملكهم من وصول العدوى إليهم.
إذاً في داخل كل منا وبتراكم الأخبار والمعلومات المزدحمة عن (كوفيد ـ19) حالة تأهب وحذر وقلق يمكن تسخيرها للوقاية خلال فترة ليست بالطويلة ريثما يتقهقر الفيروس وتعود الحياة لطبيعتها.
بالتأكيد لا ترغب أية حكومة من تعطيل وشلل بلادها خاصة أن الجائحة وبحسب تقديرات منظمة العمل الدولية ستهدد وظائف 25 مليون شخص حول العالم، مع هزات اقتصادية، ستتحول إلى زلازل في المستقبل القريب إن لم تلتئم البشرية لإيجاد حل سريع وإسعافي لوقف نزيف الحياة في العالم.
رقم العدد 15989
قد يعجبك ايضا