معلومات خاطئة حول الفيروس ..ونصائح مهمة – الفرق بينه وبين الانفلونزا العادية.. ؟ – نوع الكمامة الطبية الجيدة ..؟ – خطورة مزج المواد الكيمائية ؟
الجماهير – الحسن سلطانة .
انتشرت مؤخراً معلومات كثيرة عن طرق الوقاية من فايروس كورونا المستجد ، و بعضها كان يحمل معلومات خاطئة .
( الجماهير ) كان لها هذه الوقفة مع الدكتور محمود قطاع اختصاصي أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة ورئيس قسم السمعيات في مشفى الرازي بحلب ..
وبين قطاع أن هنالك نقاط أساسية يجب أن نعرفها حول فيروس الكورونا المستجد ، وأبرزها مايلي :
– فيروس كورونا لم يتم تحضيره في مختبر – كما يعتقد البعض – بل هو تطور لنوع من الفيروسات
– لاينتقل فيروس كورونا عبر الحيوانات الأليفة – كما يروج البعض – إذ لم تظهر حتى الآن أية حالة لإنتقاله من خلال الحيوانات الأليفة .
– لاينتقل الفيروس عن طريق لدغات البعوض -كما يدعي البعض – لأنه من فيروسات الجهاز التنفسي .
– الكورونا ، أخطر بكثير من الانفلونزا ، و ليس مثلها – كما يروج البعض- فنسبة الوفيات بفيروس كورونا المستجد تتجاوز عشرة أضعاف الانفلونزا العادية .
– هناك اعتقاد عند البعض ، أن فيروس كورونا المستجد ، ممكن أن يتحول إلى فيروس فتاك وقاتل 100% وهذا الأمر ليس صحيحاً ، وبالتالي غير مثبت علمياً .
– ثمة اعتقاد شائع لدى الناس، أن فيروس كورونا المستجد ، يقتل فقط المسنين – و هذا ما نفته صحيفة الغارديان البريطانية – فقد يصيب جميع الراشدين ، و خاصة العاملين بالقطاع الصحي ، نظراً لزيادة نسبة احتكاكهم مع المرضى ، غير أن نسبة الوفيات متفاوتة ، حيث أن نسبة الوفاة عند الشباب لا تتجاوز 2% أما عند المسنين فقد تصل النسبة إلى 15% .
– ظهرت شائعات مؤخراً على أن الكمامات الطبية لا توفر الحماية المطلوبة، وهذا غير صحيح نهائياً ، فالكمامات كفيلة بتوفير حماية تصل إلى نسبة أكثر من 5 أضعاف في حال استخدامها .
– لايمكن للثلج ، أو بول الأطفال ، أو الكوكائين أن يحمي من الإصابة بالفيروس ، بل على العكس ، فقد يكون مصدراً للعدوى .
– حتى الآن ، لا يوجد لقاح فعال ضد الكورونا المستجد ، ولكن يوجد حوالي 30 مشروعاً لتطوير لقاح فعال للوقاية من خطر انتشار عدوى فيروس هذا المرض ، إلا أنه لم يتم التوصل بعد إلى نتيجة ملموسة باللقاح ، وقد يستغرق الأمر حوالي العام لتطوير لقاح فعال ، وناجع .
– الصادات الحيوية ، ليست لها أي دور في القضاء على الفيروس. أما بالنسبة ل(الكلوروكين) الذي كان يستخدم كمضاد ملاريا ، فهو الوحيد حالياً ذو أثر فعال ضد فيروس كورونا المستجد ، و لكن له اختلاطات خطيرة ، ولا يعطى إلا ضمن إشراف طبي .
– يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق العملات المعدنية والورقية على السواء ، و لكن بنسبة ضعيفة لذلك يعد التعقيم و غسل اليدين بالماء والصابون ، هما الأساس والأكثر جدوى، بغية تجنب شرور مخاطر الكورونا المضاعفة .
– تضليل وسائل التواصل الاجتماعي ، قد يكون له دور سلبي في توصيل المعلومة الصحيحة عن فيروس كورونا المستجد .
لذلك ، لا بد من محاسبة كل من ينشر معلومات خاطئة ، تنعكس سلباً على الوقاية ، وخطة العلاج ، و تزيد من حدة التوتر النفسي لدى غالبية الناس .
وحول أثر ارتفاع درجات الحرارة على طرد الفيروس أوضح الدكتور قطاع انه لايوجد حتى الآن ما يؤكد أن فيروس كورونا سيتراجع وينحسر بحلول الصيف القادم ، و وفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية في 13 آذار الحالي : إن فيروس كورونا انتشر في بلدان ذات مناخ حار ورطب ، و في بلدان أخرى ذات مناخ بارد وجاف ، وبالتالي ربما قد يستمر الفيروس في فصل الصيف .
وعن الفرق بين الانفلونزا العادية والكورونا ، أشار الاختصاصي أنه بلا شك هناك أعراض متشابهة، لكن شدة الأعراض وترتيب تدرجاتها تختلف بين الانفلونزا و الكورونا .
فالحرارة ، تكون أساسية وعالية لدى المرضى المصابين بكورونا ، أما في الانفلونزا فهي نادرة ، وأعراض التعب والارهاق والصداع وآلام الجسم والمفاصل وثقل الصدر أساسية وأشد في الكورونا .
أما في الانفلونزا فهي قليلة ، وإن ظهرت تكون خفيفة ، لانشاهد انسداد أنف أو رشح في الكورونا ، ولكن في الانفلونزا يلاحظ أن انسداد الأنف والرشح أساسي ، و السعال يكون حاداً وجافاً في الكورونا ، ولكن في الانفلونزا يكون مصحوباً بالبلغم ، و التهاب وألم الحلق يظهر بنسبة أكبر في الانفلونزا ، لكن العطاس نادر في الكورونا، ولكنه عرض أساسي ، أي ( شكاية )مؤكدة في الانفلونزا ، وبصورة عامة تتطور الأعراض بشكل مفاجئ وسريع في الكورونا ، أما في الانفلونزا فتطورات أعراضها أبطأ .
ويجب ، لفت النظر إلى أن شدة الأعراض تختلف من حالة مريض إلى آخر – حسب مناعة المصاب – وقد يكون فيروس كورونا غير عرضي ، مما يساعد في نشر المرض .
و اجاب قطاع حول سؤالنا عن مواصفات الكمامة الطبية الصحية الجيدة ، وآلية استخدمها ونزعها بشكل صحيح و سليم بالقول : يعتبر القناع التنفسي N95 من أفضل الأقنعة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد وحاليا فهو متوفر في بعض الدول N99_ N100 وعادة N95 هو أكثر سماكة من القناع العادي ، ويجب وضع القناع أو إزالته من الحمالة الأذنية ، و عدم العبث بقناع الوجه باليدين ، و ذلك بلمسه وتحريكه باتجاه العينين ، لأن هذا قد يؤدي لنشر وانتقال الفيروس إلى العينين ، ومن المفضل تبديل القناع كل 6 ساعات ، و لكن في حال عدم الاستطاعة توجد بعض الأقنعة التي يمكن أن تغسل بالماء والصابون ، وتعريضها لأشعة الشمس قد يكون كافياً لتعقيمها .
ماهي خطورة مزج مواد التعقيم ، وماينجم عنها من تفاعلات كيمائية ضارة قد تهدد حياة مستخدميها ؟ يقول قطاع : كثيراً ما تلجأ ربات البيوت إلى خلط الكلور مع الكحول ، أو مع الخل لضمان تحقيق أقصى درجة من التعقيم – حسب اعتقادهن -ولاتعلمن أن ذلك خطأ فادح وجسيم ، و يؤدي إلى نتائج سلبية جداً ، لأن تفاعل الكلور مع الخل ينتج عنه غاز سام يؤثر جداً على الصحة العامة ، و يضاعف من زيادة نسبة التحسس .
كما أن الكحول كذلك أيضاً ، يتفاعل مع الكلور ، و ينتج عنه مركبات كيميائية سامة .
وهكذا ، فأن الفلاش بدوره هو الآخر ، يتفاعل مع الكلور ، مما يزيد من نسبة التحسس ، وقد يؤدي ذلك إلى الاختناق ، وخاصة لدى مرضى الربو ، علماً أن ذلك لا يمت بصلة إلى آلية الاجراءات المتبعة للوقاية ، و لاتزيد من نسبة التعقيم .
إذن ، ماهي أفضل وأبسط الوسائل المستخدمة للتنظيف والتعقيم في المنزل ، وبالتالي تؤدي إلى نتائج ذات فعالية جيدة ومملوسة ؟
الاختصاصي قطاع يوضح : لتعقيم الأرضيات و الحمامات و السطوح ، يعتبر الكلور هو الأفضل والأقل كلفةً ، ويجب أن تمدد كمية الاستخدام بعشرة أمثالها من الماء ، ويمكن الاستفادة من الخل في التعقيم لكن كفاءته أقل .
أما لتعقيم الأيدي ، فيعتبر الماء والصابون هما الأفضل والأكثر فعالية ، و يجب أن لا تقل مدة غسيل اليدين عن 20 ثانية بالطريقة الصحية ، لأن فيروس كورونا المستجد يحيط بنفسه ما يشبه الغشاء الدهني ، و مادة الصابون قادرة على إذابة ذلك الغشاء وقتل الفيروس ، بينما المعقمات الأخرى قد لاتكون قادرة على إذابة ذلك الغشاء ،وفي حال استخدام الكحول لتعقيم الأيدي ، من الضرورة أن يكون التركيز المفضل من 60_70% وهو كافٍ لقتل الفيروس ، أما التراكيز العالية، فتؤدي إلى جفاف الجلد ، و خاصة بالنسبة للذين يعانون من الأكزيما ، مما ينعكس سلباً على صحة الأشخاص .
أخيراً ، نقول: ( خليك بالبيت) ، لأنه كما يقال : درهم وقاية خير من قنطار علاج ، فالعزل في المنزل ، و الحجر الذاتي ، و النظافة والوعي ..كلها معاً تشكل الاجراءات الأساسية ، لتجنب كارثة وبائية، قد تعصف كجائحة في المناطق التي تحل بها، و تسبب خسارةً جسيمة لعدد كبير من الناس و لأقاربهم ، إذ أن الاختلاط بالجوار ، و مع أفراد العائلة وزياراتهم لبعضهم البعض له الأضرار نفسها، كما التواجد في التجمعات والأسواق . ولهذا ، لنتساعد جميعاً ونلتزم بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة للخروج من هذه الأزمة ، وتلافي خطر انتشار الوباء في بلدنا الحبيب .
رقم العدد ١٥٩٩٤