الجماهير – الحسن سلطانة
الديسك ، أو فتق النواة اللبية ، أو الانزلاق الغضروفي ، هي أسماء عديدة لمرض واحد ، هو مايطلق عليه 🙁 مرض العصر المزمن )!. وغالباً ،ما يكون الرجال، هم أكثر عرضة للإصابة به ، و يترافق معه آلام حادة ، تقض مضاجع المصاب به ، وتقلقه نفسياً و جسدياً فوق طاقاته على التحمل إلى ما لا نهاية ! .. وللحديث عن أسبابه، واعراضه، وطرائق علاجه ، و الوقاية منه ، أجرينا هذا الحوار مع الدكتور أحمد ريحاوي – طبيب جراحة عصبية في مشفى الرازي بحلب ، فقال : بداية ، لكي نتعرف على ما هو الديسك بالتحديد ، ينبغي أن نتعرف على العمود الفقري ، والذي يتكون من سلسلة من العظام ، وتدعى باسم فقرات، والتي تترتب بعضها فوق بعض ، ويفصل فيما بينها فواصل غضروفية (الديسكات) بهدف حماية هذه العظام ، و امتصاص الصدمات الناتجة عن الحياة اليومية ، و تجنب احتكاك العظام ببعضها البعض ، و هاتيك الفواصل تتكون من جزئين أساسيين ، هما :
جزء داخلي( طري) ، و جزء خارجي (صلب).
وأية إصابة تتعرض لها هذه الفواصل ، تؤدي إلى إبراز الجزء الداخلي من الحلقة الخارجية ، مما يسبب عدم الراحة للمريض المصاب ، نتيجة شدة الألم الذي يعاني منه .
فضلاً ،عن أنه في حال ضغط هذا الفاصل ( الديسك) المتضرر على الأعصاب الموجودة في المكان ، من الممكن أن تشعر المصاب بحالة تنميل غير اعتيادية ، و وخز مؤلم بسبب تضرر العصب أيضاً .
أما في حالات الإصابة الحادة والشديدة، فقد تكون بحاجة إلى الخضوع لجراحة من أجل استئصال ، أو إصلاح الفاصل المتضرر .
و من الممكن ، أن تحدث الإصابة بالديسك ، او فتق النواة اللبية في أي مكان من العمودالظهري (الفقري )، بدءاً من الرقبة ، و وصولاً إلى أسفل الظهر .
يشار إلى ديسك أسفل الظهر (فتق النواة اللبية القطني) يعد من أكثر الأنواع شيوعاً وانتشاراً.
– ما أسباب الإصابة بالديسك ، او فتق النواة اللبية ، وماهي الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة به ،وهل يصيب الرجال فقط ؟
هنالك عدة عوامل ترفع من خطر الإصابة به، وهي :
التقدم بالعمر ، و القيام بحركات خاطئة ، والإنحناء الخاطئ ، و حمل أوزان ثقيلة ، و طبيعة بعض الأعمال المجهدة ، التي تتطلب
التعامل مع الأشياء الثقيلة بشكل يومي وهنالك أيضاً حالات أخرى يجب ان نتجنب التعرض للإصابة بها ، كالسمنة والوزن الزائد ، و الخمول والكسل ،وقلة النشاط الرياضي .
و من المهم جداً ، مراعاة هذه العوامل ، ومحاولة تجنبها قدر المستطاع من أجل تقليل خطر الإصابة بديسك الظهر ، و الذي يصيب الفئات العمرية من 30 إلى 50 سنة ، علماً أن الرجال أكثر عرضة للإصابة به من النساء .
– ماهي أعراض الإصابة بالديسك ؟
تتمثل في الحالات التالية :
ألم يمتد ليشمل الرجلين حتى أخمص القدمين ، وفقا للجذر العصبي المتاذي ، نتيجة الديسك المنفتق .
-ألم يزداد في ساعات الليل ، ولدى محاولة القيام بحركات معينة .
– ألم يزداد بعد الجلوس ، أو الوقوف لفترة من الزمن .
– ألم نتيجة المشي لمسافات قصيرة وضعف
غير مبرر لعضلات الجسم.
– هل هناك من مضاعفات جراء الإصابة بفتق النواة اللبية القطني ؟
نعم ، يوجد هنالك بعض المضاعفات الناتجة عن الإصابة بديسك الظهر، و التي تحدث حين لا يتم الحصول على العلاج المناسب لها ، وأهمها :
تضرر دائم في العصب الموجود في المنطقة
في بعض الأحيان النادرة من الممكن أن ينقطع العصب المتضرر ، مما يسبب فقدان القدرة على التبول الإرادي . بالإضافة إلى تخدر منطقة أسفل الظهر ، و فقدان القدرة على الشعور بالفخذ ، و المنطقة المحيطة بالمؤخرة .
و في حال عدم الأسراع بعلاج ديسك الظهر ، من الممكن أن تتفاقم أعراض المرض، لتؤثر على حياة المريض الطبيعية بشكل كبير .
– كيفية الطرائق الناجعة والوسائل المتبعة في علاج الديسك أو مايعرف ب( فتق النواة اللبية )؟
تحدد المعالجة المناسبة ، تبعاً لنوع الإصابة وشدتها، و المدة الزمنية التي تستغرقها ، و تتضمن المعالجة :
الراحة مع تجنب الجلوس ، والوقوف الطويلين ، و تجنب حمل الأشياء الثقيلة ، إضافة إلى تناول جرعات من الأدوية المسكنة للألم .
أما في الحالات الشديدة غير المستجيبة للعلاج المحافظ تستطبب اجراءت العمل الجراحي ، واستئصال الجزء المتمزق من القرص الغضروفي .
-برأيك ، ما هي العوامل التي يجب اتباعها وتجنبها للوقاية من الديسك (فتق النواة اللبية ) ؟
من المهم ، الإعتناء بالعمود الفقري ووقايته من الإصابة بالمرض من الأساس، وبالإمكان القيام بذلك من خلال:
استخدم تقنيات الحمل السليمة عند رفع الأشياء ، و الحفاظ على وزن صحي ، و
تجنب الجلوس لأوقات طويلة بالوضعية نفسها ، إضافة إلى ممارسة الرياضة المكتبية، و النشاط الرياضي (المشي-السباحة) من أجل تقوية العضلات .
أخيراً ، بقي أن نؤكد في هذا المقام ، تحديداً ، وفي سائر المناحي الصحية بوجه عام .. على مقولة المثلين المعروفين
في إطار الوقاية و العلاج للكثير من الأمراض ، والتخيف من حدة الآثار الناجمة عنها : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى ، و درهم وقاية خير من قنطار علاج .
رقم العدد ١٥٩٩٧