الجماهير -أسماء خيرو
حول تطوير الحاسوب الفلكي أو ماعرف بمسمى “الإسطرلاب ” والذي هو عبارة عن أداة دقيقة تستخدم في القياسات الفلكية والملاحة ،وقياس مختلف مجالات المساحة والارتفاعات بأنواعها.
توقفت الجماهير مع رئيس لجنة العلوم الفلكية في نقاية المهندسين محمد مجد الصاري إذ أوضح أن الإسطرلاب الجديد الذي قام بتطويره حديثاً يحوي كل العناصر والمواصفات التي كانت موجودة في الإسطرلابات القديمة بالإضافة إلى المستجدات التي حدثت في علم الفلك، وبالتالي هذا الإسطرلاب الذي تم تطويره يتيح الحصول على نتائج أدق للقياس، ويضم أشياء كثيرة لم تكن موجودة في الإسطرلابات القديمة.
وعن كيفيه عمل الإسطرلاب لقياس ارتفاع الشمس بين الصاري ضرورة إمساك الشخص الإسطرلاب من العلّاقة الخاصة به بشكل عمودي، ثم يحاول أن يحاذي الشمس بحيث يمر شعاع الشمس من ثقب الهدفة الأولى نحو ثقب الهدفة الثانية ،وبذلك يلاحظ أن شعاع الشمس اخترق الهدفة الأولى متجها نحو الثانية، فيتيح قراءة درجة ارتفاع الشمس من قوس الارتفاع ومن حرف العضادة، والتي كانت ٣٦ درجة .
ثم تابع الصاري وشرح كيفية قياس ارتفاع النجوم إذ قال : لقياس ارتفاع النجوم يجب أن ننظر باتجاه النجم من ثقب الهدفة الثانية نحو ثقب الهدفة الأولى ثم نحو النجم.
وبيّن أنه أضاف للإسطرلاب استخدامات عديدة تتنوع مابين – قياس ارتفاع بناء – وارتفاع جبل – وعرض الشارع وعمق البئر – وعرض النهر – وانخفاض المنحدر – وارتفاع نجم القطب الشمالي الذي من خلاله يتم معرفة خط عرض المكان الذي تم فيه القياس.
وأشار الصاري إلى أن العلماء المسلمين استخدموا الإسطرلاب لتحديد أوقات الصلاة جميعها وكذلك اتجاه القبلة ،بالإضافة لمعرفة الوقت بدقة متناهية وكذلك طول الليل والنهار ، وكل ما يتعلق بمواعيد شروق وغروب نجوم السماء وتحديد مواقعها في السماء بدقة وأي منها فوق الأفق وأي منها لم يظهر بعد ،كذلك استخدموه لمعرفة تحديد الاتجاهات المتنوعة في أي مكان على سطح الكرة الأرضية.
وختم الصاري حديثه بأن الإسطرلاب يستطيع أن يخبرنا بكل ما يتعلق ببروج السماء النجمية ويحدد الشمس في أي برج وفي أي درجة من البرج على مدار العام وأنه ساهم في ظهور أساليب جديدة في الرياضيات مبيناً أن الإسطرلاب آلة شخصية صغيرة الحجم سهلة الاستخدام تقوم بكل الأعمال والقياسات للنجوم وكذلك الأعمال المساحية على سطح الأرض .
ومن الجدير ذكره أن المهندس محمد مجد الصاري تخرج في جامعة حلب عام ١٩٨٤ صدر له كتابان “استيعاب الوجوه الممكنة في صناعة الإسطرلاب” و”البيروني والتنجيم ” وهو عضو في العديد من الجمعيات منها (الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب – جمعية العاديات – والجمعية الكونية السورية) كما شارك في العديد من المؤتمرات الفلكية الدولية والمحلية، وله مجموعة من المحاضرات منذ عام ١٩٨٥ ومنها ( النجوم السوداء – رحلة عبر الزمان والمكان – الساعة الشمسية في الجامع الكبير- الكون العظيم – علم الفلك والعرب – مستقبل الأرض) وغيرها.
رقم العدد ١٥٩٩٩