الجماهير- بيانكا ماضيّة
أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، وحين اشتداد الأزمات، أن يقوم البعض ممن يلهثون وراء الشهرة والدعاية، أن يقوموا بفعل الخير، كأن يوزعوا معونات ومواد غذائية أو ربطات من الخبز، ومن ثم يقومون بنشر صورهم (مبتسمين) وهم يوزّعون هذه الصدقات على المحتاجين والفقراء..كأن لسان حالهم يقول: أرأيتموني وأنا أتصدق على الفقراء؟!.. أنا أتصدّق إذاً أنا كريم وأنفع لخدمة العباد!.
فعل الخير لايحتاج إلى دعاية! إذ قيل: “ومن يعمل الخير من أجل الخير فهو إنسان، ومن يعمل الخير لكي ينال جزاءه فهو نصف إنسان”. و”إذا عملت خيراً فاستره، وإذا نلت خيراً فانشره”..
وتقول الآية الكريمة: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ) (سورة البقرة الآية 271).
عموما كانت ردود الأفعال والتعليقات متباينة، إذ البعض أيّد هذه الظاهرة لأنه نظر إليها من حيث النتيجة التي تصب في صالح الفقراء، والبعض الآخر رفضها لأنها دليل مرض نفسي، وحباً في الظهور، ووراء نشر هذه الصور مصلحة ما.
وللوقوف على هذه الظاهرة سألنا السيد محمد موسى رئيس قسم التربية في الأونروا (سابقاً)، ومحاضر في كلية الحقوق سابقاً، ويقول:
إن هذه الظاهرة السلبية والتي تترك أثاراً تمس كرامات المحتاجين والفقراء، وهي أبعد ما تكون عن معاني الخير والإنسانية، وغايتها الترويج والدعاية الانتخابية، والبحث عن الشهرة، تترك آثاراً نفسية مؤذية تختزن في ذاكرة الفقراء مدى الحياة.
لو فكر هؤلاء للحظة واحدة بأنهم هم المحتاجون وكانت وصورهم يستلمون هذه الإعانات لتوقفوا عن هذه الظاهرة فورا.
ويكفي أن نقول : إن جميع الديانات تحضّ على عمل الخير وترفض المن والأذى لأي أحد كان .
رقم العدد ١٦٠٠٢
قد يعجبك ايضا