الجماهير – أسماء خيرو
ضمن مبادرة تفطير صائم في مركز جمعية من أجل حلب، كان هناك نساء شاء لهن القدر أن يكن معيلات لأطفال أيتام، تضافرت جهودهن واستمرت لتفيض عطاء وخيراً مثمراً للعام الثامن على التوالي؛ في تقديم الطعام لأسر الأيتام في شهر رمضان، فهن بعملهن هذا حققوا مقولة “على الفرد دائماً أن يهب نفسه للآخرين”.
وبينت مريانا الحنش رئيس مجلس إدارة جمعية من أجل حلب أن مبادرة “تفطير صائم” لها أهمية كبرى لما لها أثر عظيم في تحقيق التعاون والتكافل الاجتماعي، بالإضافة لتأمين فرص عمل لسيدات معيلات أطفال أيتام خلال شهر رمضان، وبالرغم من كل الظروف التي تشهدها حلب مازالت هذه المبادرة مستمرة بدعم من أهل الخير والكرم، والنساء الذين انضموا للعمل في مجال الطبخ هن “أخت أو أم أو جدة أو عمة” ويبلغ عددهن أكثر من عشر سيدات يقمن بطبخ المأكولات التي يشتهر بها المطبخ الحلبي، وبعد أن يتم تجهيز وتحضير الوجبات الغذائية في داخل مطبخ الجمعية مع مراعاة جميع الشروط الصحية من تنظيف اللحوم وتعقيم الخضروات تتولى الجمعية توزيع الطعام على أسر الأيتام، والتي يقترب عددها من ٢٠٠ عائلة من مختلف مناطق حلب (الصاخور – السكري – الأعظمية – صلاح الدين) وغيرها. والوجبة الغذائية تكفي ٦ أفراد وكل يوم يُقدم لهم صنف مختلف من الطعام، أما بالنسبة للعائلات التي يتجاوز عدد أفرادها الستة فيمكن منحها وجبة مضاعفة.
ولقد وقفت الجماهير مع من كن شموع خير وعطاء:
نهى رضوان أرملة وأم لعشرة أبناء أيتام أوضحت أن عملها في الجمعية أضاف لها الكثير حيث كانت الإدارة والمشرفين بمثابة أهل قدموا لها المساعدة والدعم الكبير خلال محنتها بعد وفاة زوجها ونزوحها إلى منطقة الحمدانية في حلب، وهي اليوم أصبحت امرأة عاملة قادرة على إعالة أبنائها، وتدبير أمورها المعيشية، وأصبح لديها دخل مالي من وراء العمل في مجال الطبخ الحلبي.
فيما السيدة سوسن بيطار معيلة لثلاثة أيتام تقول: منذ أن عملت مع الجمعية في جميع المبادرات والتي من بينها مبادرة إفطار صائم، وأنا أشعر بأن لي كياناً ودوراً في هذه الحياة، وخاصة بعد النجاح الذي حظي به عملي في مجال الطبخ. مضيفة أن الجمعية كان لها فضل كبير في استمرارها بالعمل، وأن الله يمد الإنسان الذي قلبه للخير بالقوة؛ كي يستمر في العطاء.
كما أضافت متطوعات فضلن ألا يذكرن أسماءهن بأن العمل هذا هو لأنفسهن قبل الآخرين، وأنهن يطبخن بأنفاس المرأة الحلبية المعروف عنها أنها تتقن عملها وتعطي بحب ومن قلبها أفضل مالديها، فهن يطبخن الطعام، كأنهن في بيوتهن، وأن هذا العمل يعزز مشاركة الآخرين في الحياة، ويعيد الروحانيات الرمضانية الزاخرة بعمق الرحمة بأن على الإنسان أن يبذل ذاته لخدمة الآخرين، فكيف إن كان الآخرون ضعفاء يحتاجون لمن يشعرهم بأن هناك من يهتم لأمرهم، فمن الجميل أن يشعر الإنسان بأنه يمنح بعضاً مما لديه لأبناء مجتمعه، فعصر الأزمات هذا الذي يواجهنه يحتاج لأناس يفكرون بالآخر ويمنحون الخير من قلوبهم، ويشعرون بأن مصيرهم متصل بمصير بعضهم البعض.
رقم العدد ١٦٠٢٥