الجماهير / سهى درويش
صباح الأول من أيار في كل عام يشعّ نوره بدفء ،وينشر عبق الربيع ليرسل تحية حب وتقدير للطبقة العاملة في عيدها .
فالعمال هم ركيزة بناء المجتمع وتطوره ،وعليهم تقع مسؤوليات كبيرة وبجهودهم تستمر عجلة الانتاج لتوفير احتياجاتنا اليومية.
ويوم العمال هذا العام تزامن مع تضحياتهم الجمة ومضاعفة جهدهم لتوفير السلامة الصحية لنا وتأمين ما يلزمنا في مواجهة وباء كورونا ،فهم لم يعرفوا التقاعس أو الخوف بل عملوا بكل تفان ومسؤولية كل من موقع عمله الإنتاجي أو الخدمي ،فلم نلمس تقصيرا أو تغيرا أو نقصا .
وهذه التضحيات لأبناء طبقتنا العاملة ليست بالغريبة عليهم ،فسورية التي عاشت سنوات من الحرب الإرهابية كان عمالنا فيها الجيش الرديف لقواتنا الباسلة سواء في مؤسساتهم الإنتاجية لتأمين مستلزمات الصمود للشعب أو في ساحات القتال للدفاع عن الوطن.
ولم يدخروا جهدا ، فكان لهم دور في صنع الإنتصار ،وإصرارهم على العمل لإيمانهم بأن الوطن يعلو ولا يعلى عليه .
كما استطاعت طبقتنا العاملة أن تسهم في التحولات الاقتصادية والاجتماعية وتبوأت مواقع هامة في قيادة العملية الإنتاجية وشارك العمال عن طريق تنظيمهم النقابي في صنع القرارات الاقتصادية بما يخدم العملية الانتاجية و التخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الجائر وحشد كامل الطاقات والقوى والجهود لإعادة إعمار سورية من الدمار الذي طال البنى الاقتصادية والمنشآت والمعامل بسواعدهم وعقولهم الوطنية .
وفي عيدهم كل التقدير والاحترام لهم ،فعمالنا هزموا الإرهاب وواجهوا الوباء وتفانوا في عملهم ليثبتوا أن الوطن يستحق التضحية لأجله وكانوا على قدر المسؤولية والثقة والتحديات.
رقم العدد ١٦٠٢٨