الجماهير- بيانكا ماضيّة
كيف تصدّت المرأة للإرهاب؟ هل كان لها دور مناضل مقاوم في الحرب على سورية؟! ماهو حجم التضحيات الذي قامت به؟! هذا ماتطلعنا عليه رواية (امرأة لاتنكسر) للأديبة نبوغ أسعد، والصادرة عن دار عقل للنشر والدراسات والترجمة بدمشق، وتقع في 92 صفحة من القطع المتوسط.. في هذه الرواية تسلط الكاتبة الضوء على دور المرأة السورية ووقوفها جنباً إلى جنب مع الرجل؛ دفاعاً عن الوطن خلال الحرب على سورية، هذه المرأة التي تدور أكثر أحداث الرواية حولها لاترضخ لأي موقف إرهابي، تضحّي من أجل ألا تنكسر، الكرامة والشرف والعزة هي القيم التي تناولتها الكاتبة، تحوم حولها مظهرة مايمكن أن يؤثر على صمودها، ولكن هذه المرأة المقاوِمة لا شيء يؤثر على ماتمتلكه من قوة وإرادة وعزة نفس، ولا شيء يؤثر على نفسها المقاتلة المقاومة، لذلك كان الوطن أغلى من الابن والزوج والرفيق، حتى حينما تدخل السجن فإنها تأخذ دوراً نضالياً وتربوياً وثقافياً فيه؛ لتعبر عن وعي المرأة السورية تجاه مايحاك حول وطنها وحضارته.. كل ذلك بأسلوب مشوّق جسّدت من خلاله الكاتبة المواقف التي شهدتها خلال الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون في مناطق وطنها، ومعبرة في الوقت ذاته عن علاقة المرأة بالوطن وبالرجل معاً، وذلك بأسلوب أدبي بارع تمكنت من خلاله فتح نوافذ الأمل والتفاؤل بأفق مشرق للوطن وللإنسان وللعلاقات الإنسانيّة فيه، رغم كل الضغوط التي تعرّض لها هذا الإنسان السوري خلال سنوات الحرب، وأن النصر لا يكون إلا بفضل رجال مقاومين شرفاء قاتلت إلى جانبهم نساء هذا الوطن.
وفي وقفة مع الروائية نبوغ في تصريح للـ”الجماهير” تقول: “الرواية جاءت في خضم التحديات التي دارت بيني وبين الإرهابيين في إدلب، وكانت في سياق ما كتبت خلال هذه الحرب الإرهابية على وطني واستمراراً لمنظومتي التي قررت أن أمضي بها حتى تنتصر سورية ويفهم المتآمرون أن المرأة يمكن أن تتفوق على الرجل، ولا خيار عندها إلا الكرامة حتى لو ضحت بكل شيء، بما في ذلك زوجها؛ لأن الوطن هو الغاية الأولى في حياة كل إنسان وطني شريف لا يخضع لأي ضغوطات مهما كلّفه الثمن!”.
يشار إلى أن نبوغ أسعد كاتبة تنشر نتاجها الأدبي في عدد من الدوريات وألّفت عدداً من الأغاني الوطنية، وفازت بجائزة مؤسسة سوريانا لأفضل أغنية شارة مسلسل، ولديها عدد من المجموعات القصصية الخاصة بالأطفال.
رقم العدد ١٦٠٢٩