أكدت ديناميكية الصناعي الحلبي .. ورشات حلب تتحول من صناعة الألبسة إلى صناعة الكمامات .. غياب الكهرباء وتعدد حلقات الوصل بين التاجر والمستهلك يسهم برفع أسعار المستلزمات الطبية

الجماهير – انطوان بصمه جي

” لو وجدت الكهرباء في ورشاتنا سنرى المعجزات من هذه المنطقة ” بهذه العبارة بدأ محمود السلطان حديثه عن الصعوبات التي تواجه عمله بعد أن حول ورشته في حي الشعار ” المواصلات القديمة ” إلى خلية عمل لإنتاج الكمامات والصدريات الطبية ، ذلك الحي الذي توجد فيه ورشته منذ تحرير تلك الأحياء من العصابات الإرهابية المسلحة أواخر عام 2016 بلا تيار كهربائي الذي يلعب الدور المفصلي في أي عملية إنتاجية حيث يتم التنافس مع المناطق التي تصل إليها الكهرباء، وقد استعان بتركيب 10 أمبيرات وتصل تكلفة الأمبير الواحد إلى 2000 ليرة سورية ناهيك عن الانقطاعات المتكررة بسبب عمليات تصليح مولدة الأمبيرات، أي ما يعادل (80 ألف شهرياً ) ويمكن توفير ذلك المبلغ ليعود إلى تخفيض سعر القطعة المصنعة على سبيل المثال يبلغ سعر الصدرية الطبية 1200 ليرة من المحتمل طرحها بسعر 800 ليرة سورية في حال وجود الكهرباء.

تحديات كبيرة تقف عائقاً أمام صناعة الكمامات والألبسة الطبية المعقمة، حيث تابع الصناعي محمود السلطان لـ “الجماهير” والذي حول ورشته الكائنة جانب المواصلات القديمة بحلب والمتخصصة بإنتاج ألبسة الأطفال إلى ورشة تقوم برفد السوق المحلية بالمستلزمات الطبية من كمامات وألبسة طبية، حيث يقوم برفقة عماله (الذين اختارهم من الحي ذاته بسبب إجراءات الحظر المفروضة) بتصنيع الكمامات والصدريات الطبية انطلاقاً من دور الصناعي في دعم المجتمع المحلي لمواجهة فيروس كورونا وتوفير وسائل الوقاية الشخصية من الفيروس وأهمها الكمامات الطبية وانتاجها طبقاً لمعايير الجودة والمواصفات العالمية، وتعقيمها تمهيداً للتوسع في إنتاج كميات أكبر لسد احتياجات المشافي والسوق ولمنع استغلال عديمي الضمير لاحتياجات المواطن وبيعها بأضعاف سعرها وتحقيق الربح الفاحش في أصعب الظروف الصحية، فقد حلّق سعر الكمامة في إحدى صيدليات حلب إلى 500 ليرة للقطعة الواحدة.
وفيما يتعلق بإنتاج الكمامات الطبية، يشير صاحب الورشة إلى اختلاف في تصنيعها من حيث أنها تحتوي على طبقات عدة وذلك تبعاً لرغبة التاجر، في حين أن أسعارها تتراوح بين 75 – 175 ليرة سورية (بدون تعقيم) ويرد سبب التفاوت في الأسعار إلى حلقات الوصل الكثيرة بين الصناعي المُنتج وصولاً للمستهلك بالإضافة إلى الجودة المستخدمة بين مُنتج لآخر، مضيفاً أنه في الآونة الأخيرة توجهت أغلب الشركات لطلب الكمامات الحرارية التي يتراوح سعر القطعة الواحدة 200 ليرة (بدون تعقيم) والابتعاد عن الكمامات التي تعتمد في تصنيعها على آلات الخياطة والتطريز والحبكة.

وأضاف صاحب الورشة لـ “الجماهير” أن الكهرباء وصلت إلى باب المواصلات القديمة إذ تم تركيب 6 محولات كهربائية على أثرها تم تشغيل المنطقة الصناعية في المنطقة حيث تبعد ورشته مسافة 200 متر أي أن إضافة محطة تحويل واحدة تفي بالغرض المطلوب الأمر الذي يؤثر حتماً على انخفاض أسعار المستلزمات الطبية.
فمن المعروف أن أغلب الورشات النسيجية الخاصة تندرج تحت المشاريع الصغيرة أو التنموية التي تساهم في رفد ما تحتاجه الأسواق المحلية من متطلبات وقد تكون تلك المشاريع من الفئات الصغيرة أو المتوسطة، ذلك يخلق تحدياً كبيراً أمامها لإمكانية استمرارها والمنافسة في ضوء التكاليف الباهظة لأسعار حوامل الطاقة (فيول- مازوت) واستيراد المواد الأولية بتكلفة عالية من جهة وفي ظل إغلاق أسواق العالم برمتها عن عمليات الاستيراد والتصدير جراء تفشي فيروس كورونا من جهة ثانية.
رقم العدد ١٦٠٣٠

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
احتفالاً بيوم الطفل العالمي.... فعالية ثقافية توعوية  لجمعية سور الثقافية  جلسة حوارية ثانية: مقترحات لتعديل البيئة التشريعية للقطاع الاقتصادي ودعوة لتخفيف العقوبات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية الشاب محمد شحادة .... موهبه واعدة مسكونة بالتجارب الفنية تهدف لإنجاز لوحة لاتنتهي عند حدود الإطار ال... حلب تستعد لدورة 2025: انطلاق اختبارات الترشح لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة خسارة صعبة لرجال سلتنا أمام البحرين في النافذة الثانية.. وصورة الانـ.ـقلاب الدراماتيكي لم تكتمل مساجد وبيوت وبيمارستان حلب... تشكل تجسيداً لجماليات الأوابد الأثرية على طريقة أيام زمان ... معرض 1500 كيلو واط يعود إلى عصر" النملية " في عرض منتجات الطاهية السورية تعبير نبيل عن التضامن : شحنة مساعدات إنسانية من حلب إلى اللاذقية دعماً للمتضررين من الحرائق مؤسسة الأعلاف تحدد سعر شراء الذرة الصفراء من الفلاحين وموعد البدء بالتسويق