الجماهير / سهى درويش
مع عودة افتتاح المحال تدريجياً، شهدت الأسواق حركة خجولة الشراء،فالمتسوق مابين مُقدم ومُحجم ، و البضائع لم تكن حسب المرغوب ،ورغم ارتفاع درجات الحرارة فالمحال تملأ رفوفها بالبضائع الشتوية و البضائع المكدسة من مواسم ماضية ما دفع التجار للسعي لتعويض الفاقد من المبيعات خلال الحجر الصحي .
” الجماهير ” جالت في أسواق التلل والعزيزية والموكامبو والفرقان، واستطلعنا آراء المتسوقين والبائعين، حيث أشار صاحب محل أحذية بالفرقان إلى أن حركة البيع ضعيفة مقارنة بالسنوات السابقة لمثل هذه الفترة من السنة، والإقبال على شراء الأحذية الشتوية بأسعار مخفضة كان قليلاً جداً، مما اضطرنا إلى عرض كل مالدينا من الموسم السابق وهو ما شكّل عدم رغبة بالشراء بانتظار الجديد.
وشاطره صاحب محل للأحذية في التلل الرأي ،وأوضح بأن الإغلاقات للورشات خلال الفترة الماضية تجنباُ للوباء قد سبب تأخراً في الإنتاج وطرح البضائع الجديدة التي تشكل عامل جذب للشراء.
ولم يكن حال سوق الألبسة بالأفضل فالجديد منه حلّق لأرقام مرتفعة، و كأنه ” للفرجة ” دون التفكير باقتنائه، أما قديمه لم يشجع على الشراء كثيراً ، فالمقاسات والأسعار لم تكن مقنعة للاقتناء.
وأعاد أحد أصحاب محل الألبسة النسائية السبب في ارتفاع الأسعار لغلاء التكلفة في التصنيع واماكن العرض وأجور العمال، مما يساهم في غلاء أية قطعة للضعف، إضافة لصعوبة تأمين المواد الأساسية في التصنيع وعدم ثبات سعرها مما يجعلنا نضطر للتريث في عرض المنتج الجديد وتسعيره.
أما اللافت في الأسواق التي تكتظ بالمتجولين للاطلاع على حاجاتهم فهو الإقبال على الشراء من البسطات التي تعرض منتجاتها بأسعار تناسب موقع العرض ،فعبارة الكهرباء على تنوع معروض بسطاتها كانت تشهد إقبالاً كبيرا، فمعروضها مقبول السعر والجودة، فالتكلفة فقط في سعر البضائع التي اقتناها أصحابها من تجار جملة أو أصحاب محال لبضائع مكدّسة من أعوام سابقة أو تصافٍ وفق ما قاله أحد أصحاب البسطات ،مما جعل سعرها أخفض بكثير من المحال التجارية، ولكن في سوق التلل والفرقان اختلف السعر على البسطة عن العبارة، حيث قاربت أسعارها سعر المحال التجارية، مع انخفاض جودة المنتج ،ومع ذلك فإن الإقبال على الشراء منها كان لافتاُ. أما المتسوقون الذين التقيناهم في تلك الأسواق لم يتوقعوا ما شاهدوه فالمعروض معظمه قديم وأسعاره مرتفعة وغير مشجعة فإحدى السيدات قالت أنها اضطرت لشراء حذاء معروض منذ ماقبل العام الفائت وبسعر ١٥٠٠٠ ألف ليرة وصاحب المحال قال لها بأنه فرصة كون الجديد المرتقب بجودته سيعرض بسعر أعلى ،أما إحدى الفتيات فرأت مبالغة كبيرة في الأسعار حيث سعر القميص الصيفي العادي لم يسجل أقل من ١٠٠٠٠ آلاف للنوع المقبول ،أما الألبسة الولادية فأسعارها تنافس أسعار الألبسة الرجالية والنسائية .
وأخيراُ فسوق الألبسةوالأحذية على تنوع معروضه هذا الموسم في عاصمة الصناعات النسيجية شهد خصوصية مختلفة عن المواسم السابقة ،ففترة الإغلاق الكلي والجزئي والحظر الليلي وغيرها من الإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء كورونا شكلت خسائر لبعض تجار الألبسة والأحذية وخصوصاً أنها جاءت في وقت من المفترض أن يكون للتصافي والتجهيز لموسم جديد ،مما دفع الكثيرين بمحاولة فرض أمر الواقع من خلال عرض المتكدس لديهم علّه يجد التصريف في موسم العيد ،والإبقاء على بضائعهم الجديدة إلى ما بعد العيد كفرصة لعرضها بأسعار تحقق أرباحاً أكبر، وبانتظار استقرار سعر الصرف حيث يفصلون أسعارهم على مقاسه،على الرغم من توفر معروض تنافس فيه سعر القطعة سعر غرام الذهب، متناسين أن القوة الشرائية تشهد تراجعاً ملحوظاً يفقد بريق الحاجة للاقتناء،على الرغم من سماعنا أصوات أصحاب المحال التجارية على أنواعها من رغبتهم بعودة نشاطهم وفتح محالهم ووعودهم بالبيع بأسعار مخفضة ،إلا أن الواقع خذل المواطن وجعله يبحث مطولا فيما يقتنيه للضرورة ،فالمعروض لايشجع سواء بسعره أو جودته ونوعه .
ت :هايك
رقم العدد ١٦٠٣٩