الجماهير – سهى درويش
تأثرت كغيرها من يوميات معيشتنا ..المأكولات والضيافات الشعبية التي ارتبطت بموسم شهر رمضان وأصبحت تقليدا وعادة سنوية لأهالي حلب وجزءا من تراثه الشعبي ..ومابين أعوام مضت وهذا العام طرأت تغيرات ومؤثرات على تلك المأكولات ، فما هي مؤشراتها ..؟
الحلو أصبح علقماً ، و أسعاره الملتهبة أذابت سكره فبات بلا طعم ، أما المعروك الذي يعتبر من أساسيات مائدة رمضان سجل العادي منه على أرخصه سعر ٦٠٠ ليرة ليتجاوز ٣٠٠٠ ليرة مع أية إضافات أخرى، وكذلك المشروبات على أنواعها، أما التمور فأقلها جودة ونوعية كان سعر الكيلو ٢٠٠٠، أما نوع الوربات فسعر الكيلو سجل ٤٠٠٠ ليرة ، والكنافة ٤٥٠٠، أما غزل البنات فأقل كيلو بلغ سعره ١٥٠٠٠ ليرة ،مما جعل الإقبال على شرائها أقل مقارنة بالأعوام الماضية وحتى الحلويات المتنوعة التي كانت تصنّع خلال هذا الشهر فقط أصبحت ضرباً من الرفاهية وتواجدها مقتصرا في محال معينة .
وبات الإقبال على المأكولات الشعبية رخيصة الثمن .
أما البحث في حلويات العيد والتجهيز لها فالأمر يحتاج لميزانية خاصة، وتفكير وتدبير ،فجولة على أسواق المدينة تشي بواقع الحال، حيث بلغ سعر كيلو الحلو العربي بالفستق الحلبي ٢٥٠٠٠ ليرة،والحلو العربي بالمكسرات ١٩٠٠٠ ليرة ، وحلو النواشف كالمعمول حسب حشوته فأقله ٦٠٠٠ ليرة للكيلو.
وفي استفسار عن أسعار الحلو وسبب ارتفاعها قال أحد أصحاب محال تصنيع وبيع الحلويات أن السبب يعود لارتفاع أسعار المواد الداخلة في التصنيع ،وأشار صاحب محل آخر أن الإقبال على شراء حلويات رمضان أو التجهيز للعيد هذا العام كان قليلاً بسبب ارتفاع أسعارها، والطلب كان على النوعية الأرخص ثمناً.
وبيّن صاحب محل آخر أن ذروة الحركة الشرائية سابقا كانت في الليل بعد الإفطار والتراويح، ولكن الآن الوضع مع الحظر وجائحة كورونا اختلف وحتى كميات التصنيع تناقصت بعد أن كنا نحتاج عدة عمال لتأمين الطلبات الكثيرة،وأضاف أن ظروف الإغلاق وتراجع القدرة الشرائية دفع الكثيرين لصناعة الحلويات والمشروبات الرمضانية في المنزل وحتى تجهيز حلويات العيد كونها أقل تكلفة .
وأخيراً فإن ظروف الغلاء والوباء غيّرت من عاداتنا ، فضيق الحال دفع البعض للاستغناء عن الكثير من أنواع الأطعمة المحببة لديهم،كما شجع الحظر الكثير من ربات المنزل لتنمية مهاراتهم في تصنيع الحلويات.
ت:هايك
رقم العدد ١٦٠٣٩