الجماهير-وسام العلاش
يعتبر شراب العرق سوس من أشهر المشروبات الرمضانية التي يقبل عليها الصائمون في شهر رمضان الكريم، لما له من فوائد عديدة فهو يحد من شعور الصائم بالعطش فيتناوله أثناء السحور والإفطار، كما يعمل على تنظيم ضغط الدم ويخلص المعدة من الحموضة فضلاً عن أنه مهدئ للمعدة ولعلاج مشاكل الجهاز التنفسي.
وعن أصول هذه المهنة يحكي أبو عبدو السواس أحد بائعي العرق سوس منذ أكثر من ٣٠ عاماً يقول بأنه ورث هذه المهنة عن أبيه الذي تعلمها أيضاً من جده، فهي مهنة تنتقل حرفتها من جيل إلى جيل.. ويشرح أبو عبدو أكثر عن مهنة بيع شراب العرق سوس بأنه شراب موسمي ذروة بيعه والطلب عليه في شهر رمضان حيث يدرُ دخلاً كريماً. ويعتبر مصدراً للرزق طيلة العام كما أنها مهنة قديمة وجزء من التراث القديم تشتهر به معظم المدن السورية وله طريقة مميزة في تقديمه. من ناحية تقديمه من قبل البائع بواسطة المصب النحاسي المزركش واللباس التقليدي المشرول والطربوش الأحمر ، ويقدم للزبون مع بعض الأغنيات بصوت البائع الخاصة بشراب السوس مثل(طيب ياسوس طبيعي ياسوس قرب على السوس) ويرافق بيع شراب السوس بعض المشروبات الأخرى كالتمر الهندي الذي يحضر مسبقاً ويتم بيعه إلى جانب السوس مع كلمات يرددها أبو عبدو تقول (ياسمرة ياتمر هندي يا أطيب مشروب عندي) .
وعن طريقة تحضيره يشرح أبو عبدو السواس طريقته إذ تتم بمراحل متعددة تبدأ بنقع بودرة السوس بقليل من الماء وتوضع تحت أشعة الشمس لساعات ثم في مرحلة ثانية يتم فرد وفرك السوس جيداً ووضعه في قطعةٍ من القماش ويتم عقده بشكل متين ويوضع على مشبك ويمرر فوقه الماء البارد لينزل منه سائل شراب لونه أسود يسمى ب( خمرة السوس ) لتجمع في وعاء ويحرك ويعبأ في أكياس للتقديم.
يقول أبو أحمد بأنه يشتري يومياً شراب السوس قبل الإفطار. ومن العادات والتقاليد القديمة بأن نشرب السوس في شهر رمضان.. أما أم أحمد فتضيف قائلة: لاتخلو سفرة رمضان من المشروبات الرمضانية التي تتكون من شراب السوس والتمر الهندي إضافةً لما لها من فوائد عديدة للصائم.
ومع مرور الزمن وتوافد الأجيال تبقى هذه العادات والطقوس حاضرةً لدى الحلبيين محافظين عليها ويورثونها للأجيال من بعدهم كمهنة بيع السوس والإقبال عليها في موسمها فهي مهنة الأصالة والأجداد.
رقم العدد ١٦٠٣٩