الأشغال اليدوية تدر دخلاً يساعد على سد الاحتياجات… شابات من حلب يحوّلن الحلم إلى حقيقة

 

الجماهير – أسماء خيرو

الطريق مازالت طويلة، فرغم العيش الباهت والظروف المحتضرة لن نكون لقمة سائغة للزمن أو الظروف!.. كلمات أفصحن عنها ثلاث شابات من حلب بعمر الورد، تحدين الواقع وأسسن مشروعهن الصغير في مجال التطريز اليدوي .
هن ثلاث شابات عبّدن طريقهن بأناملهن الرقيقة الناعمة، يرسمن لوحات فنية بخيوط (DMC) على القماش بمهارة وحرفية وإبداع.. في بداية حياتهن عملن بأكثر من وظيفة كي تدر عليهن دخلاً مناسباً يكون عوناً لهن ولأسرهن لسد احتياجاتهم الأساسية، ثم بعد أن تخرجن من الجامعة عملن في مهنة التدريس، وبعد ذلك اتجهن نحو العمل الخاص.. يتميزن بإتقان مهنة “الإيتامين” أي “التطريز والزخرفة بالإبرة على القماش ” .
(الجماهير) التقت تلك الشابات اللواتي كان حلم تأسيس شركة خاصة بهن للأشغال اليدوية في المستقبل يحتل التفاصيل الدقيقة من فكرهن.
تقول الشابة آية شحط: بعد أن تخرجت من معهد الفنون النسوية كنت أعمل في التطريز على القماش وبعض الأشغال اليدوية “كالكروشيه “على نحو ضيق، أي في المنزل، ثم بعد ذلك جاءتني فكرة لتطوير هذه المهنة والعمل بها على نحو واسع حتى تدر لي دخلاً إضافياً، لذلك تواصلت مع صديقاتي داليا شحود وبيان عقاد وطرحت عليهن الفكرة لتوسيع وتطوير العمل، وبدأنا برأس مال بسيط جداً، وكل هذه الأمور كانت قبل الحرب، وانطلقنا وطورنا العمل وابتكرنا أفكاراً وتصاميم جديدة، بعضها من إبداعنا، والبعض الآخر من شبكة الإنترنت ومن مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن وللأسف بعد ذلك جاءت الحرب فتوقفنا لبعض الوقت بسبب ماخلفته من صعوبات، وبعد أن هدأت الأوضاع عدنا للعمل وانطلقنا من جديد، والحمدلله العمل لغاية اليوم يعدّ جيداً نوعاً ما، ولكن طموحنا الأكبر وفي المستقبل أن نؤسس شركة للأعمال والأشغال اليدوية.


وأضافت الشابة شحود بأن العمل بمجال الإيتامين صحيح أنه يحقق أرباحاً ضئيلة ولكنه يؤمن مورد رزق إضافي لابأس به، بالإضافة إلا أنه يسهم في استثمار الوقت بما هو مفيد، وأكملت قائلة :صحيح أن شغل الإبرة يحتاج إلى مهارة وصبر ودقة وإتقان، وتحمل الجلوس لساعات وساعات، ولكنه في الوقت عينه ممتع فهو نوع من أنواع الفن. ونحن على الرغم مما واجهناه من صعوبات كثيرة في بداية الأزمة من (نقص في المواد الخام -وضعف التسويق والشراء -وارتفاع أسعار مواد الخام من قماش وخيطان ال(Dmc)، إلا أننا لم نستسلم ولم نيأس، لقد كان الاستمرار في العمل خيارنا واليوم نشعر بالرضا والقناعة.
أما الشابة عقاد فالتحدي والإصرار تقرؤه في عيناها قبل أن ينطق به لسانها إذ قالت: على المرأة أن تقنع نفسها بأنها قادرة على عمل كل شيء، هي كائن يستطيع أن يفعل المستحيل إن أرادت ذلك، منوهة إلى أنها تعشق عملها في مجال التطريز على القماش، وأنهن شاركن بمعارض كثيرة، ولقد تركزت أعمالهن على إنتاج (لوحات ومناشف ووسائد وأراتي وقلائد وعلب لوضع الأقلام وصناديق للضيافة) وكلها مطرزة بالإيتامين، برسومات مختلفة، وأن عملهن هو اجتهاد شخصي، وهن على الدوام يتابعن كل ما هو جديد ومبتكر في مجال عملهن .
وأشرن الشابات في ختام حديثهن وبكلمة اتفقن عليها هي أن الحياة لا تكون مضيئة إلا بالأمل، والإنسان كي ينجح عليه أن ينظر بعين الرضا والقناعة نحو الظروف، حتى يتمكن من أن يتحداها، وأنهن مازلن يملكن الإصرار لمتابعة أعمالهن، وإنجاز العديد من الأشغال اليدوية المميزة التي تعكس الذوق الأنيق للمرأة السورية، وتمنين أن تتحسن الظروف كي تعود الحياة ويزدهر عملهن كما كان عليه قبل الحرب وقبل أزمة كورونا.
رقم العدد ١٦٠٤١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار