الجماهير – وسام العلاش
بعيداً عن عصر السرعة ومن هم يواكبونه بشراء المنتجات الغذائية السريعة فاقدة الشكل والمضمون والفائدة والمذاق يتميز المطبخ الحلبي خاصةً، والسوري عامةً بوجود تقليد قديم مازال موجوداً عند الأغلبية وهو (بيت المونة) يستخدم لتخزين المواد الغذائية لفصل الشتاء إذ تنكب معظم الأمهات وربات البيوت في فصل الصيف لتموين ما يتوفر لها من مواد للشتاء البارد.
وتبدأ أم عبدو في بداية حديثها عن المونة في فصل الصيف بمثل شعبي يقول ( المونة بدها ركونة.. .. مابدها وحدة مجنونة) أي بما معناه بأن تحضير المؤونة الغذائية يلزمه سيدة محترفة ومرتبة بأمور تخزين الطعام ، وتزيد أم عبدو بالقول : المونة تقسم إلى أقسام.. مونة الزيتون والمخلل، ومونة اليابس مثل ورق الملوخية والبامية و الباذنجان ودبس البندورة والفليفلة، ومونة المربيات والشراب، إضافة لمونة الألبان والأجبان، عدا عن المكدوس وورق العنب، وكل في شهره ووقته بحيث يبدأ موسم المونة من تموز وآب وتشرين. وتضيف أم عبدو بأن المرأة السورية بشكل عام تمتاز بحسن إدارتها للبيت ويقال عنها(المعدلة) إذ تقدم لضيوفها في أي وقت من أشهر الشتاء من حواضر البيت ومخزونه.
وتقول بأنها في هذا العام لاتريد التنويع بمخزون المؤونة لديها، وستقتصر فقط على نوعين أو أكثر بحسب سعره في السوق، وذلك بسبب غلاء الخضار والمواد الأولية. وعن تحضيراتها الحالية تقول بأنها بدأت بتخزين ورق العنب (الدوالي) لرخص سعره بالنسبة لباقي المواد إذ بلغ سعره ابتداءً من /٧٠٠/ ليرة حتى /١٢٠٠/ ليرة للكيلو . وعن طريقة تخزينه تقول بأنه يستخدم في طبخة (المحشي يبرق) المعروفة والمحببة للجميع. ولتخزينه طريقتان إما لفه بأكياس من النايلون ووضعه في الثلاجة، وإما بطريقة ثانية وهي الأكثر شيوعاً عند الأغلبية، إذ يتم وضعه في المرطبان، وإضافة الماء والملح وإغلاقه بإحكام، وصفّه بانتظام في غرفة المؤونة إلى جانب بقية المواد.
وأخيراً هي عادة من عادات متوارثة منذ القدم هدفها توفير ماهو موجود وبكثرة، ومارخص ثمنه للشتاء البارد ويبقى بيت المؤونة البيت الحنون وعادة دارجة وموجودة، ولو بجزء بسيط عند بعض الناس، وجزء من تراث من الصعب نسيانه.
رقم العدد ١٦٠٧٧