دمشق-سانا
في إطار السعي لتقديم الدعم اللازم لقطاع الدواجن ومعالجة الصعوبات التي تعترضه أقر مجلس الوزراء خطة وزارة الزراعة في هذا المجال الهادفة إلى خفض تكاليف الإنتاج وتشجيع عودة المنشآت المتوقفة عن العمل والتي تتضمن دعماً مالياً مباشراً لمربي الدواجن بقيمة 9 مليارات ليرة.
وبين الدكتور أسامة حمود مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة في تصريح لـ سانا أن الحكومة خصصت سابقاً 3 مليارات ليرة لدعم قطاع الدواجن مشيراً إلى وجود نحو 9600 مدجنة عائدة للقطاع الخاص منها أكثر من 7500 مدجنة مرخصة لمختلف الأنواع توقفت 50 بالمئة منها عن العمل نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف والتي تشكل نسبة 75 بالمئة من التكاليف مشيراً إلى إنجاز مسح شامل لكل المداجن المتوقفة ومعالجة أسباب توقفها ودعمها لإعادتها إلى العمل خلال الفترة القادمة.
وأكد حمود أن التقلبات السعرية الحادة التي أدت إلى خسائر كبيرة للمنتجين تعد من أهم المشكلات التي تجب معالجتها إضافة إلى مشكلة احتكار الأعلاف والتحكم بسعرها مشيراً إلى اتخاذ إجراءات عدة لدعم استقرار سعر العلف وتخفيض تكاليفه كإعداد إجراءات تنفيذية شاملة لاستخدام بعض البدائل العلفية المنتجة محلياً ومنح قروض تنموية مدعومة الفوائد ضمن برنامج دعم الإنتاج المحلي.
وحول الدعم المالي الأخير الذي أقره مجلس الوزراء قال حمود إن الدعم المقترح مخصص لصغار المربين وسيشمل المداجن المرخصة والمتوقفة عن العمل والتي تبلغ سعتها بين 2500 صوص إلى 10000 صوص وبمعدل مئة ليرة لكل طير على أن يوزع مبلغ الدعم بنسبة 50 بالمئة في بداية عملية التربية و50 بالمئة بعد انتهاء الدورة الإنتاجية.
من جهته عضو لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية حكمت حداد قال إن المواطن يشتري الفروج حالياً بأقل من سعر التكلفة فسعر الكيلو من أرض المدجنة 2000 ليرة وتكلفته الفعلية تتجاوز 2500 ليرة وهذا ينطبق على تكلفة إنتاج البيض أيضاً ما يقلل العرض في وقت يزداد فيه الطلب على اللحوم البيضاء مع ارتفاع سعر اللحوم الحمراء مبيناً أن الأسباب الرئيسة لهذا الواقع هي ارتفاع أسعار الأعلاف والذي يشكل نحو 80 بالمئة من تكاليف الإنتاج.
وأوضح حداد أنه رغم محاولات الحكومة جاهدة لإنعاش هذا القطاع المهم في الأمن الغذائي والتنموي فإن أسعار مكونات علف الدجاج وصلت إلى نقطة لم يعد بمقدور المربين تأمين قيمة العلف لأفواج الفروج مشيراً إلى ضرورة العمل على حماية المربين من جشع التجار واستغلالهم عبر تأمين كامل حاجة المربين من العلف وبأسعار مناسبة عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف.
من جهته لفت المهندس عبد الكريم شباط مدير عام مؤسسة الأعلاف في تصريح مماثل إلى السعي الدائم لتأمين المواد العلفية المستوردة فتم الإعلان عن مناقصة لشراء 125 ألف طن من كسبة الصويا والذرة ضمن توجهات الحكومة لدعم قطاع الدواجن وتجاوز الصعوبات الانتاجية التي يعاني منها ما يؤدي إلى توفير كميات كبيرة منها وكسر احتكار التجار بالسوق وتخفيض الأسعار مبيناً أن المؤسسة وفي إطار تدخلها الإيجابي افتتحت دورة إسعافية للمقنن العلفي المخصص للدواجن تشمل 50 غراماً من كسبة القطن و50 غرام ذرة و100 غرام شعير لكل طير بالأسعار المدعومة التي تقل بنسبة 50 بالمئة عن أسعار السوق.
وخلال لقاء سانا مع عدد من العاملين في قطاع تربية الدواجن أشار إيهاب سعود صاحب منشاة لإنتاج الفروج والبيض في حماة إلى وجود معاناة كبيرة لدى العاملين في قطاع الدواجن في تأمين قيمة الأعلاف لبدء دورات إنتاج جديدة ما أدى إلى توقف العملية الإنتاجية خشية من زيادة خسائرهم مبيناً أن أسعار العلف المخصص للدواجن تضاعفت عدة مرات خلال الأشهر الماضية ووصلت اليوم إلى نحو 1.4 مليون ليرة للطن الواحد وهذا أدى إلى ارتفاع التكاليف بشكل لا يستطيع المربي تحمله وبالتالي توقف عملية الإنتاج وارتفاع أسعار المنتجات من بيض وفروج وقال رامز العكاري مربي دواجن في منطقة مصياف إنه يملك مدجنة تضم أكثر من 6000 طير وتوقف عن العمل خلال الفترة الماضية بعد تعرضه لخسائر كبيرة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة الأعلاف وانخفاض أسعار مبيع الفروج.
رقم العدد ١٦١٠٥