الجماهير / وفاء شربتجي
هو أحد الأسواق التي تختص ببيع الأقمشة بمختلف أصنافها ومصادرها ، سُمي بالدهشة لأن كل من يراه للمرة الأولى يصاب بالدهشة لجماله ، ولأصحاب تلك المحلات مقولة أخرى لتسميته .
يقال سمي بالدهشة لأن رجلاً ذات يوم أتى لشراء الأقمشة من تلك السوق فقال له التاجر “أنا استفتحت اذهب لعند جاري “، فذهب إلى الآخر ليقول له نفس الكلام إلى أن لف كامل السوق وبعد أن عاد للأول أجاب الآن أستطيع أن أبيعك لأن الجميع استفتحوا .. فدهش الرجل من تلك المحبة والمودة التي تجمع بين أصحاب تلك المحلات .
كانت معظم الأقمشة التي تباع في هذا السوق سابقاً وطنية ، ثم أُدخِلَ إليه الأقمشة المستوردة وبقيت بعض الأصناف المحلية مرغوبة ( كالأطلس والساتان والدامشقو ) .. الخ
يتألف سوق الدهشة من /49/ محلاً موزعين على الطرفين ويقاطعهم مفرق سوق الوزير من جهة اليمن ..
ويبدأ من سوق خان خيري بك وينتهي إلى سوق الصابون .
بالنسبة إلى صناعة الخام حدثنا عنه العم أبو محمد قائلاً ..
هو قطن مئة بالمئة ( سدة وحدف ) نمرة /20/ غزل مئة بالمئة ، والدولس .. يتألف من مادة القطن نمرة /16/ حدف عشرين على واحد غزل مئة بالمئة ..
ثم تأتي مرحلة ( الصقال ) كي ينعم فيصبح : خاصة بيضة ” أي دولس يستخدم قماش الدولس في صناعة المفارش والوسادات والألبسة الداخلية ..
صناعة السيكولير .. وهي عبارة عن ماكينة برامة تستخدم لصناعة الألبسة الداخلية ..
( قماش الكريتون ) يتألف من خيط بوليستر مئة بالمئة نمرة /150/ لونه خامي أبيض ثم يذهب إلى الطباعة يطبع عدة رسمات ويستخدم غطاء للإسفنجات وأراتي مخدات .. وعدة أشياء أخرى ..
كما يذكرنا بصاحب محل القطنيات الداخلية واسمه .. ( محمد طاهر دباغ ) وعن صنعته قائلاً :
يتكون من خيوط قطنية مئة بالمئة قطن سوري من نوع الممتاز ..
يذهب إلى معامل ماكينات السيكولير التي تنسجه إلى قماش قطني أبيض ثم يذهب إلى المعالجة لتبييضه جيداً كي يصبح لونه أبيض ناصع ..
ثم يتحول بعدها إلى ورش التفصيل فيقص على شكل قميص أو شورت داخلي ثم يذهب بعدها إلى ورشة الخياطة فيصبح جاهزاً ..
يباع ألبسة داخلية .. ويصدر إلى الخارج عدا مصر .. لأن قطنها جيد التيلة وإنتاجها من صنعها ..
– ( عمر شحادة ) لصناعة الجمدانات .. هي من نسيج القطن والحدف بوليستر والنقش درلون ..
يأتي الخيط مصنع جاهز من شركات الخيوط ثم تركب على ماكينة الجمدانة وتبدأ بالنسيج عن طريق الإبر التي تكون على نقشة واحدة منذ أكثر من مئة سنة..
ثم تذهب إلى التخمير والكوي والصقال ..
بعدها إلى الورشة لصنع الشراشيب والتربيد أي العقدة فتصبح جاهزة للبيع ..
تباع في الأسواق الداخلية والخارجية . ..
– ” محمد بوشي ” لصناعة الأطلس وعن صناعته أضاف قائلاً :
يتألف الأطلس من مادة الحرير الصناعي .. يدخل في مرحلة النسيج ، السدي حرير والحدف حرير .
ينسج على ماكينة النسيج فيصبح القماش جاهزاً .. ثم يذهب إلى التحضير والصباغة حسب الألوان والطلب عليه ..
ثم تأتي مرحلة الصقال فيصبح بعدها جاهزاً للبيع على شكل أراتي مخدات ، أراتي طاولات ، وجه لحاف .. الخ
على الرغم من أن نسبة الدمار في هذا السوق ضئيلة جداً مقارنة بباقي أسواق حلب المتأذية ، إلا أن أصحابه قد هجروه ، آملين عودتهم إليه من جديد .
رقم العدد ١٦١٠٨