الجماهير/ وفاء شربتجي
يقع سوق الزهراوي أمام سوق النسوان المتهدم حالياً وينتهي هذا السوق عند دوار السبع بحرات .
يحتوي هذا السوق على قرابة /٨٨٠/ محلاً تجارياً جميعهم يعملون على بيع الجملة والمفرق أحياناً للملابس الداخلية النسائية والرجالي أحياناً وملابس الأطفال وجميعها صنعت محلياً .
كذلك يباع في هذا السوق الأدوات التجميلية بكافة أنواعها والمجوهرات التقليدية ويمكن التكهن إلى أن تسمية هذا السوق نسبة إلى الجامع الذي بداخله والذي يسمى ) جامع الظهراوي ( الأثري القديم .
يطالعنا من على يمين هذا السوق خان قديم يدعى ) خان القرقناوي ( أعيد ترميمه وبناءه عام ١٩٩٧ م والذي كان سابقاً منزلاً عربياً لأهل القرقناوي وتحول بعد ذلك إلى محلات تجارية وأمامه من على طرف اليسار منزل عربي قديم لصاحبه ” مصفي العسل ” والذي تحول بعد ذلك إلى عدة محلات تجارية لبيع المقتنيات الأثرية ..
ومن ثم يأتينا من على طرف يمين الطريق ” قيصرية الحيدري ” ويساره بناية ” عجلة ” التي تحولت كذلك إلى محلات تجارية .. وكان الطابقين الأول والثاني عبارة عن ورشات للصياغة قديماً ..
ثم نشاهد من على طرف اليسار عبارة الجامع ( والتي تحتوي داخلها أيضاً على محلات تجارية .. سميت بعبارة الجامع لأنه يوجد داخلها جامع الظهراوي القديم وقد جدد بناؤه عام ١٨٠٢ م ، وتحيط به قناطر رائعة الجمال .
يحتوي هذا السوق أي سوق الزهراوي على مطعمان هما زحلة والملك وقد ذاع صيتهما لما يقدمانه من مأكولات شرقية لذيذة .. رواده زبائن من داخل وخارج السوق كما يرتاده المغتربون .
ثم نتابع طريقنا إلى أن يصل الطريق بتعرجه نحو اليسار ومن على طرف اليمين توجد عبارة / سرو / كانت سابقاً سكن ثم تحولت إلى محلات تجارية شأنها شأن باقي السوق .
إلى أن ينتهي بنا طريق السوق وصولاً إلى السبع بحرات .. هذا كل ما استطاع شرحه لنا الحاج محمد حسون صاحب محل للألبسة ضمن هذا السوق العريق ..
وقد شاهدنا بعض المحلات تفتح أبوابها .. حدثنا عنها الحاج أسعد سلطان المالك لأحد تلك المحلات قائلاً : أنا في هذا السوق منذ أكثر من أربعين سنة ..كنا جميعاً أصحاب تلك المحلات كالإخوة وكان الرزق وفيرًا جداً .. كان يصدر هذا السوق منتجاته لمعظم الدول العربية.
كانوا جميعهم يتهافتون على القطعة الوطنية من صنعنا وإنتاجنا والخيط كذلك وطني .. وفي التسعينيات كان رواد هذا السوق من السياح الروس.
ويتابع الحاج أسعد حديثه قائلاً :
كانت سورية تايوان الشرق .. كانت بضاعتنا رائجة جداً .. وكان مسموح لنا التصدير لكل الدول الصديقة.. والتسهيلات كبيرة جداً إلى أن جاءت الحرب الجائرة علينا وقد دمر الإرهابيون ما دمروه من محلاتنا ونهبوها تماماً. ومع ذلك كله نقول : إن الحرب لم تثن من عزيمتنا ونهضنا من جديد فبعد تحرير حلب والحمد لله عدنا لمحلاتنا .. وبالجهود المشتركة ما بين مجلس المدينة وتجار حلب حيث عملوا على إزالة الأنقاض وعودة الكهرباء والمياه وشبكة الصرف الصحي ..
وها نحن اليوم عدنا بهمة أكبر إلى محلاتنا آملين أن يعود باقي أصدقائنا إلى محلاتهم وقد شاركنا الحديث أيضاً أحد أبناء الحاج عبد الحميد عكو وعن مهنته حدثنا قائلاً :
بداية نشتري الخيط الوطني الذي تؤمنه لنا الحكومة مشكورة ثم نأخذها لمعامل ” السيكولير” حتى نحصل على القماش الخامي .. ومن ثم يأتي دور المصبغة فيصبغ بالألوان المطلوبة ثم يرسل إلى القص والتفصيل ومن ثم يرسل إلى ورش الخياطة فتصبح بذلك القطعة جاهزة للتصدير مثال : بيجامات رجالي – نسائي – فساتين – عبايات – داخلية للجنسين وألبسة ولادي وأطفال ..
آملين عودة أصدقائنا إلى هذا السوق كي تكمل فرحتنا بعودتهم ..
و تمنى الحاج عكو على من لا يريد العودة حالياً أن يقوم بتنظيف محله وترحيل الأنقاض ثم إغلاقه حرصاً على سلامة الطريق وجمال عبوره بعد عودة الأمن والأمان وبدء النشاط في السوق .
رقم العدد ١٦١٤٢