بين الواقع والحلم.. معرض فني تشكيلي جماعي لفناني حلب.. يصيغ الواقع تشكيليا” وينسج الحلم بخيوط الأمل

 

الجماهير – عتاب ضويحي

أكثر من أربعين فنانا” تشكيليا” و”مئة “عمل فني من مدينة حلب يتوحدون في المعرض الجماعي “بين الواقع والحلم”الذي أقامه اتحاد الفنانين التشكيليين بالتعاون مع مديرية الثقافة و فرع اتحاد الصحفيين في حلب بصالتي الأسد والخانجي للفنون مساء أمس.
قدمت الأعمال المشاركة لأسماء فنية لها ثقلها في حلب وأخرى شابة تسعى لتضع بصمتها على خارطة الفن ، مفردات إنسانية مصاغة بشكل تشكيلي فيها تجديد ومعاصرة يقرؤها المتلقي بسهولة وتثير لديه الجدل والتساؤل بنفس الوقت.
الواقع بكل صعوباته “الاقتصادية، النفسية الاجتماعية” وفيروس “كورونا” الذي تحول لوحش مخيف كان له دور البطولة في المعرض انعكاسا” وتجسدا” تشكيليا” بألوان منها القاتمة التي تدل على واقع قاس نعيشه ومنها ألوان الفرح والبهجة للدلالة على الحلم بغد أفضل.
ألوان ومدارس وأفكار تنوعت وتعددت، اختلفت وتقاطعت لتوحيد رؤى الفنانين التشكيليين بالواقع والحلم.
الجماهير واكبت المعرض والتقت برئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب أحمد ناصيف إذ أوضح أن المعرض عبارة عن ألوان وأساليب ومدارس مختلفة لأكثر من 40 فنانا”، كل لوحة تعبر عن رؤية الفنان لواقعه والحلم الذي يتمناه وجسده بألوانه.


فيما أكد جابر الساجور مدير الثقافة أن الهدف من المعرض دعم للحركة الفنية وعرض المدارس الفنية التشكيلية بحلب التي تزخر بأسماء لامعة في سماء الفن التشكيلي أمثال “سعد يكن، طاهر البني، فاتح المدرس وغيرهم الكثير” إضافة لمزج خبرات المحترفين مع مشاريع الشباب الجديد وإحداث تلاقح مابين الخبرات والمواهب الشابة.
وفي سياق متصل قال مدير المعارض في اتحاد الفنانين التشكيليين إبراهيم داوود وأحد المشاركين بالمعرض إنه تبلورت لدينا فكرة لنجسد واقعا” معينا” نعيشه و نصوره تشكيليا” بمشاركة فنانينا ونرسم ملامح الحلم الذي بداخل كل واحد فينا.
وعن لوحته قال داوود إنها تجسد الأسرة الخلية الأولى في المجتمع ومايعتريها من خوف مرتسم على وجه الأم والطفلة إلى جانب التطلع للأمام بنظرات الفتاة الشابة والأب الذي ينظر نظرة دائمة بعيدة للمستقبل.


كما التقت الجماهير بمجموعة من الفنانين المشاركين محترفين وشباب للتعريف بأعمالهم..
الفنان محمود الساجر شارك بعملين لهما علاقة بالواقع بأسلوب واقعي تحويري، فيهما شيء من التجريد ولهما علاقة بالذاكرة والداخل الإنساني.
الفنان صلاح الدين خالدي شارك بعمل يمثل الواقع الاقتصادي للأسرة السورية ومايكتنفها من صعوبات في تأمين أبسط مقومات الحياة ورغم الواقع المرير إلا أن هناك تطلعا” للسماء ودعاء وأملا بغد أفضل.
الفنان خلدون الأحمد عبر عن سعادته بالمشاركة فجميل أن يمتزج الواقع بالحلم حسب رأيه، لوحته المشاركة عكست جمال الحرف العربي الواجب صياغته تشكيليا” بإحساس الفنان وتقديمه كأجمل أبجدية.
الفنان النحات عبد القادر منافيخي قدم عملا فنيا” عبارة عن منحوتة خشبية مشغولة يدويا” بالمسمار تعكس جمال مدينة حلب وقبابها وبيوت ريفها الشرقي.
الفنانة لوسي مقصود عبرت بلوحتها عن التمسك بالحلم رغم قساوة الواقع واعتمدت اللون البنفسجي الذي هو مزيج مابين الأزرق والأحمر للدلالة على التمسك بالواقع والحلم.
الفنان آدم كردي من جيل الشباب شارك بعمل يتحدث عن الواقع الذي فرضه فيروس كورونا والتباعد الاجتماعي، مستخدما” ألوانا عاتمة انعكست على الواقع والوجوه تجسيدا” لما نعيشه.
الفنانة أماني سواس عبرت بلوحتها عن حالة إنسانية لشخصين مختلفين قدمتها ضمن تشكيل لوني لإيصال الألم والتمسك بالأمل من خلال الموسيقا لغة الروح.
الفنانة نجلاء دالاتي عملها حمل عنوان “إيمان “لتعبر به عن إيمانها بأن المستقبل أفضل رغم مرارة الواقع.
الفنانة سوزان حسين جسدت لوحتها الواقع الذي نعيشه بظل كورونا مستخدمة ألوانا رمادية زيتية وبنفسجية للدلالة على الواقع ولكن لامفر من التفاؤل وجرعة الأمل.


افتتح المعرض عماد الدين غضبان رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بفرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، وعبد الكريم عبيد رئيس فرع اتحاد الصحفيين وعدد كبير من المهتمين والمتابعين للشأن الفني.
هذا ويستمر المعرض لمدة أسبوع.


ت: جورج اورفليان
رقم العدد ١٦١٦٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار