الجماهير – رفعت الشبلي
تعد مشروعات الزراعات الأسرية الرديف للتنمية البشرية الشاملة ، وذلك بغية تحقيق الأمن الغذائي و الاستقرار ، إضافة الى النهوض بالأسرة الريفية لتكون رديفة بالعمل الزراعي الذي يصب بمصلحة الوطن ككل .
ومن المشروعات الرائدة في دعم الزراعات الأسرية مشاريع تنمية المرأة الريفية والتي كانت الهدف بالنسبة لوزارة الزراعة .
حيث أوضحت المهندسة أماني العمري رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية بمديرية زراعة حلب أن بداية المشاريع كانت بمشروع ” تمكين المرأة الريفية و الحد من الفقر ” حيث كانت النساء المستهدفات يحصلن على قرض بعد أن يتبعن دورة تدريبية بناء على دراسة جدوى اقتصادية مبسطة بإشراف كادر تدريب المشروعات ” مهندسات التنمية الريفية في المحافظات ” و ذلك حسب طبيعة المشروع المراد تمويله ، بعد ذلك يتم تحديد القرى بعد إجراء مساحات ورسم خريطة الفقر من قبل هيئة تخطيط الدولة.
هذا و يتم تشكيل لجنة من المجتمع المحلي لتدريب السيدات الراغبات بالاستفادة من المشروع وذلك لمدة يومين ، ومن مهام اللجنة اختيار النساء الريفيات الأشد فقراً .
و من أجل استثمار كل شبر من الأراضي القابلة للزراعة في الريف و خاصة بجوار المنزل الريفي بينت المهندسة العمري أنه تم إطلاق المشروع الوطني للزراعات الأسرية عام ٢٠١٧ وهو عبارة عن زراعة خضار صيفية و شتوية في حديقة المنزل الريفي لتأمين الاحتياجات الأساسية من الخضار للأسرة ، و عادة تخدم هذه المشاريع النساء الريفيات كونه لا يعيق عملها المنزلي بالإضافة إلى الاهتمام بالحديقة المنزلية ، من جهتها ساهمت الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة بهذا المشروع من خلال تقديمها شبكة ري حديثة ” تنقيط” بطول ٥٠٠ متر إضافة إلى تقديم البذار خضار صيفية و شتوية .
كما بينت رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية ان حصة حلب من هذا المشروع ٢٥٠٠ أسرة ومنها ٦٩٥ أسرة شهيد موزعة على ١٣١ قرية من مختلف مناطق حلب بين عامي ٢٠١٧- ٢٠١٨ ، كما بينت أن أهم مخرجات المشروع كانت تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة الريفية من خلال توفير الخضرة الأساسية ، تأمين دخل من خلال بيع الفائض من الخضار المنتجة بالحديقة المنزلية ، مقايضة بعض الخضار مع الجوار بمنتج حيواني و التدريب على التصنيع الغذائي من الانتاج الفائض و تحقيق القيمة المضافة من خلال بيع المنتج يعد تصنيعه مثل – دبس الرمان و دبس الفليفلة و المخللات.
كما أوضحت المهندسة أماني أن إجمالي الدورات المنفذة ٥٩ دورة تدريبية، تم تدريب ٩٩٦ مزارعة من كافة مناطق المحافظة ، كما تم إقراض ٥٦٧ مستفيدة ، ليصار بعد ذلك إلى إيقاف القروض من عام ٢٠١١ حتى عام ٢٠٢٠ لتتحول القروض بعدها على شكل قروض خاصة في التصنيع الغذائي فقط ، حيث تم تدريب ٢٨ مستفيدة من المحافظة لمدة ١٠ أيام من أجل الحصول على الإقراض وهن قيد الإنتظار لاستلامها .
كما أوضحت أن الصعوبات التي تعاني المشاريع بخصوص القروض صعوبة تأمين الكفالات لدى المصارف الزراعية ، وقوع بعض القرى ضمن أراضي أملاك الدولة و صعوبة الحصول على عقود إيجار للمقترضات و عدم قبول بعض أهالي القرى مبدأ العمولة و الفائدة .
رقم العدد ١٦١٩٢