مشاريع التنمية الريفية بحلب ساهمت في استقرار الأسرة الريفية … منح قروض زراعية وحيوانية وخدمات

الجماهير – رفعت الشبلي

أن أكبر تحد تعمل عليه الحكومة السورية منذ قبل الأزمة و حتى الآن هو النهوض بالمجتمعات الريفية، لتكون الرديف و المكمل لمناطق الاستقرار الثانية والثالثة و التي تعتبر مكملاً أساسياً لمجتمع زراعي اذا قويت بنيته الزراعية ، و دفع عجلة الاستقرار الى الأمام في المدن و الارياف .
وعن هذا الموضوع بين مدير فرع مشاريع التنمية الريفية بحلب الدكتور المهندس محمد لؤي مكي أن تنمية الريف و استقرار الفلاح في أرضه هو الشغل الشاغل لوزارة الزراعة ، وتم استهداف مناطق جبل الحص حيث تبلغ المساحات الزراعية ١٥٧ الف هكتار ، موزعة على ١٥٦ قرية ، يقدر عدد سكانها ب٢٢٥ الف نسمة تقريبا.
و تم اختيار المنطقة على ما تمثله على صعيد المنطقة البيئية و الجغرافية و الاجتماعية و الاقتصادية وحاجتها الماسة إلى التنمية و التطوير – ٨٠ بالمئة من الأراضي تحتاج الى استصلاح زراعي – و هي تعاني أيضاً شحاً في المياه الجوفية و السطحية و المعدلات المطرية فيها لا تزيد على ٢٥٠ مم.
و اوضح الدكتور مكي أنه حتى عام ٢٠١٢ تم تقديم ١٥٨٨٢ قرضاً منحت بالتعاون بين وزارة الزراعة وايفاد عن طريق مشروع مكتب تنمية المجتمع الريفي بجبل الحص والذي تحول فيما بعد الى مديرية فرع تنمية المشاريع الريفية ، ويقدر عدد الأسر المستفيدة آنذاك ٧ آلاف أسرة ، حيث تتوزع القروض بين قروض زراعية و تشمل بذور ، شتول ، شبكات ري حديثة .
قروض حيوانية وتشمل تربية أبقار ، تربية اغنام و تربية نحل .
أيضا تم تقديم قروض خدمية و تشمل دورات خياطة ، كوافيرات ، حلاقة و حدادة و كلها قروض عينية يتم تقديمها بالتعاون بين وزارة الزراعة و برنامج الأمم المتحدة .
كل هذه القروض ليس فيها فائدة إنما مرابحة بسيطة كنوع من التحفيز على العمل ، حيث يتم تحديد الشخص المحتاج الى القرض عن طريق لجنة مؤلفة من أبناء المجتمع المحلي في كل قرية و يتم تسديد القروض بطريقة مدروسة تخفف على المستفيد طريقة دفع الأقساط و التي تبدأ من ثلاثة أشهر إلى نصف سنوية أو موسمية ، هذه القروض و المنح توقفت عام ٢٠١٢ بسبب الازمة التي عصفت بالبلاد .
ومن أشد الأسباب التي دعت إلى توقف صناديق الاقراض في الوقت الحالي تدني سقف القروض مقارنة مع أسعار الأسواق و العدد القليل للسكان العائدين.
منذ عام ٢٠١٧ انطلق عمل فرع مشاريع التنمية الريفية بحلب عبر المنظمات و جمعيات المجتمع المحلي و بإشراف وزارة الزراعة في الأماكن التي عاد إليها أهلها ، حيث تم تخديم ٣٤٠٠ أسرة بعدة مشاريع كان أهمها مشروع الفطر المحاري بالتعاون بين مؤسسة اكثار البذار و مديرية الزراعة، المكان المستهدف منطقة السفيرة و جبل سمعان الشرقية وهذا المشروع أبصر النور كون تربية الفطر المحاري طريقة سهلة و هو مقاوم لتقلبات الطقس ، إلا أن هذا المشروع واجه صعوبة تتمثل بالتسويق ، لذلك تم إقتراح جمعيات تسويقية في الأرياف تقوم بشراء المحصول من المستفيد مقابل حصولها على ربح مقبول ليصار إلى تسويقه ضمن المدن .
ومن المشاريع الاخرى أيضاً مشروع مدارس المزارعين ، وهو بالتعاون بين مديرية الزراعة بحلب و اتحاد غرف الزراعة ، حيث تم استهداف ثلاثة مناطق الخفسة ، السفيرة و جبل سمعان الشرقية- الحاضر و الوضيحي – تم تشكيل ١٠ مدارس في هذه المناطق الثلاث ، وتم تقديم مستلزمات الانتاج الزراعي من انفاق ” هي بيوت بلاستيكية مصغرة ارتفاع الواحد منها ٩٠سم و الطول حسب الاختيار و عرض قرابة ١متر – مرشات مياه للري بشكل رذاذ ، بالإضافة الى البذار و الشتول المناسبة للزراعة بهذه المنطقة ، بحيث يكون لكل ١٥ مزارع مدربين من مديرية الزراعة يشرفون على النفق الخاص بهم، ويظل الأمر هكذا حتى الوصول الى مرحلة توزيع البذور و الشتول المنتجة .
في مدارس المزارعين تم استهداف ١٥٧ مستفيداً بالتعاون بين فرع مشاريع التنمية الريفية ومديرية الزراعة واتحاد الغرف الزراعية، ويشترط عليهم توزيع شتول الى ٧ من أهالي القرية ، بحيث يصبح لدينا ١٠٩٩ مستفيد غير مباشر ، الأمر الذي يعزز التنمية الريفية.
الآن و بالتعاون مع الجمعية السورية الاجتماعية تم استهداف منطقة الخفسة ٨٥ مستفيداً و تم تقديم المنح من الجمعية وتشمل قمح و أسمدة ، إضافة الى ٣٥ مستفيد من منح الدجاج البياض و يتم اختيار الأسر الافقر عبر لجنة المجتمع المحلي.
حاليا يشرف فرع مشاريع التنمية الريفية بحلب على منحة مقدمة من منظمة الفاو ، حيث يتم توزيع ٧٠٠٠ حصة من القمح المحسن في المناطق المستهدفة و هي سمعان الشرقية و الغربية في المناطق الآمنة، حيث يتم توزيع ٢٠٠ كغ من القمح المحسن عبر مؤسسة اكثار البذار ، إضافة الى العمل على دراسة مشروع ما يسمى ” حصاد المياه ” و هو الحصول على المياه من سيلان المياه من أعالي الجبال و حصرها بأحواض مائية يمكن الاستفادة منها للسقاية و سقاية الثروة الحيوانية .
رقم العدد 16203

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار