الجماهير- بيانكا ماضيّة
الصحفي المكلّف بإجراء تحقيق عما تمّ من ترميم في السوق القديمة، ينتهزها فرصة ليتكئ على سور القلعة ويكتب (رجعت الشتوية)..والشاعر الفلسطيني المتيّم باللون الذهبي لقبّة الأقصى يطلب من حبيبته أن تعطيه أملاً، أملا واحداً فقط ليعبد حتى غيابها، أما شاعر البيادر والقمح والأمل والغيوم، فيكتب اليوم: “من أجل لا شيء أمضيتُ كلَّ هذا العمر، وأنا أكتب”. وابن قريتي البعيد المسافر مع الأوراق والأشجار مهموم بقيس وليلى، يتساءل: “هل صحيح يا ترى لو تزوج قيس ليلى لما كان هناك شِعراً؟!”
والأب السريانيّ الذي ترك معه أصحاب البيوت في حلب مفاتيح بيوتهم، يتفقّد تلك البيوت وينادي كما نادت فيروز: “وينن وينن وين اصواتن وين وجوهن .. وينن .صار في وادي بيني وبينن… وينن” فتبكي عيناه اشتياقاً ولوعة.
فيما صورة للعسكري الذي كان يوماً مدافعاً عن سجن حلب المركزي أيام حصاره تظهر وهو واقف فيها أمام شجرة من شجيرات قريته.
والأسير ماهر الأخرس يحطم العنجهيّة الصهيونية، وابنته تطعمه بيدها..
والقهوة التي يعدّها حبيبي على نار أشواقه مازالت رائحة الشغف فيها واصلة لقمّة رأسي، وأنا على نار هادئة أعدّ حروفي وأرسلها له مع طير المساء.
رقم العدد ١٦٢١٩