الأمثال الدخيلة والسلبية التي تجب معرفتها لتجنب تداولها

 

المحامي : مصطفى خواتمي

إن الأمثال الشعبية تمثل خلاصة الفكر الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للشعوب، وفيها منفعة ثقافية نظرياً وفي حياتنا العملية ايضاً، بحيث أن من يطبقها يصل إلى شاطئ الأمان في أغلب الأحيان .

كما أنها تعتبر من أهم التراث اللامادي للشعوب وتجب المحافظة عليها من الضياع والتحريف ، كما أن الامثال والأقوال المأثورة والحكم والقواعد الكلية الفقهية فرع من الفنون الثقافية تنهل منه المجتمعات المتحضرة وهي تعطي فكرة عامة وخاصة لظروف كل مجتمع قومي وإنساني على وجه البسيطة .

أما الأمثال الدخيلة والسلبية التي تجب معرفتها لتجنب تداولها، أو لتصحيح مفهومها الخاطئ، فهذا هو ما نقصده، وإن لم نستطع فمعرفة سياستها السلبية على الأقل لنتجنب قولها وتكراراها كما أسلفنا.

ـ الأمثال الأجنبية غير الجيدة:

يقول مثل اسباني: (أوقية حظ خير من رطل معرفة)

ويجاريه المثل العربي: (حظ أعطيني وبالبحر ارميني)

ويقول مثل اسباني آخر: (النساء والزجاج دائماً في خطر) ويماثله قول الفنان المرحوم يوسف وهبي المعروف (شرف البنت مثل عود الكبريت لا يشعل سوى مرة واحدة) .

ودرج وذهب مثلاً في المسلسلات والأفلام، وبعض هذا المثل صحيح لغاية تاريخه.

ويقول مثل برتغالي (الله يعطي البندق لمن لا أسنان له) وفي ذات المعنى هناك مثل مصري: (الله يعطي الحلق لمن ليس له ودان)

ويقول مثل برتغالي آخر: (من خدم سيدين كذب على أحدهما) وهذا يعني أنه لا يمكن إرضاء سيدين بآن واحد.

ويقول مثل فرنسي: (الإنسان بلا مال كالذئب بلا أسنان)

وهذا يعني أن المال هو الذي يعطي الإنسان القوة دائماً، ويعاد له مثل صيني: (عندما تتكلم النقود يصمت كل شيء) ويقول مثل إسكتلندي : (إذا تكلم المال … سكت العالم ) ، وفيه الكثير من المادية المقيتة.

ويقابله قول بعضهم (المال أكسير الحياة).

ويقول مثل فرنسي آخر: (الحرية تفسد حتى الزوجة الصالحة) وأرى أن يكون للمثل تتمة وهي (غير المتعلمة) وليس على الإطلاق.

ويقول مثل فرنسي ثالث : (خير صديق للإنسان كلبه وهنا أبعد الإنسان من المعادلة وفيه نوع من التشاؤم.

ويوجد مثل عربي يشترك معه في المعنى ، وأظنه حلبياً محلياً : ربي قط بياكل فارك وربي كلب بيحرس دارك وربي ابن آدم بخرب دارك ويفضح أسرارك) والحقيقة إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تفضح الأسرار الداخلية لكل منزل وبموافقة العائلة ذاتها . ويقول مثل فرنسي رابع : للمرأة سبعة وسبعون رأياً في آن واحد ) وفيه تهويل ومبالغة.

ويقول مثل فرنسي آخر : (من أقرض الصديق مالاً …. أضاع الاثنين).

ونحن نقول : (الصديق وقت الضيق والشدة وليس وقت السعة والانفراج)

ويقول مثل فرنسي آخر : (المحامي الماهر …. جار سيئ) ومن الناحية العملية غير صحيح، ولكن الأفضل القول: (المحامي السيئ … جار سيئ).

وهناك مثل سويسري آخر يقول : (عندما يمدح الناس شخصاً ، فالقليلون هم الذين يصدقون ذلك ، وعندما يذمونه فالجميع يصدقون) وهذا للأسف صحيح من الناحية العملية.

ويقول مثل سويسري ثالث(اللسان أسوأ قطعة لحم في الدنيا) وهذه نظرة تشاؤم.

ويقول مثل روماني (كلبك يرجو لك عمراً طويلاً) وهنا للتأكيد على وفاء الكلب على حساب الإنسان .

ويقول مثل يوناني : (بكاء الوارث … ضحك مقنع) وساوى في ذلك جميع الورثة وشبه بكاءهم بالضحك يرتدي قناع الحزن وهذا مبالغ فيه .

ويقول مثل إنكليزي : (الثمرة المحرمة حلوة) تشبيهاً بتفاحة آدم التي أنزلته من السماء الى الأرض .

وهناك مثل انكليزي يقول : (الخبر السيئ ينتشر بسرعة)

ويقاس عليه المثل الحلبي : (الخبر السيئ يلبس قبقابه ويروح لأصحابه)

وهناك مثل إنكليزي ثالث يقول : (المصائب نادراً ما تأتي فرادى) ففيه الكثير من التشاؤم ويرادفه مثل دانمركي : (تأبى المصائب إلا أن تأتي مجتمعة)

ويقول مثل اسكتلندي آخر : (نصيحة المرأة قليلة الجدوى … والويل لمن لا يعمل بها) .

يقول مثل بولوني : (بيضه اليوم خير من دجاجة الغد)

ويشابه قولنا : (عيشني اليوم وموتني بكره) ونرى فيه الكثير من التسرع وكذلك قول بعضهم (عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة) .

ويقول مثل بولوني آخر : (لا شجار بلا امرأة) ومثله في العربية : (كل شجار أصله امرأة) ويقول مثل آخر : (من لجأ الى القانون من أجل دجاجة قنع ببيضة) ومثله في العربية :(صلح خاسر أفضل من دعوى رابحة) . وفيه تجنّ على القضاء , وكان هذا صحيحاً في فترة من الزمن ونرجو أن تكون تلك المرحلة مضت وانقضت .

ويقول مثل هولندي : (التقهقر السريع خير من الصمود وتلقي الضربات) وفيه نوع من الانهزامية والتخاذل .

ويقول مثل هندي : (أغمض عينيك وسط العميان) ويرادفه في العربية : (حط راسك بين الروس وقول : يا قطاع الروس) أي عدم المبالاة والاستهتار وعدم تحمل المسؤولية.

وهناك مثل هولندي يشابه الاثنين في مجال معين وهو قولهم : (إذا قل اثنان إنك أعمى فاغلق عينيك) .

ويقول مثل صيني : (الضيف اليومي لص في المطبخ) ولا يعرف هؤلاء الصينيون كرم حاتم الطائي .

رقم العدد 16210

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار