بانتظار تأهيله ..” سوق الطرابيشية “..يحكي صناعة سيد الأزياء..

 

وفاء شربتجي

هو سوق من أسواق حلب القديمة ..
سمي بسوق الطرابيشية .. لأنه كان يباع داخله ” الطرابيش الحمراء ” القديمة ..
بدايته عند سوق الصابون ونهايته عند سوق النسوان ..وأمامه من الجهة المقابلة سوق الصرماتية، يتفرع منه على جهة اليمنى سوق ( الحراج ) وسوق الذهب ومن جهة اليسار سوق الخياطين ..
يحوي هذا السوق على /68/ محلاً تجارياً يباع داخله عدا الطرابيش ، العباءات النسائية ، والحرامات الصوفية ، والبيضات وأثواب القماش المصنوعة من الأطلس والهباري كما يباع داخله طاولات الزهر ..
تهدم سوق الطرابيشية على يد الإرهابيين عام /2013/ بالكامل وبقي على وضعه الحالي حتى الآن ، سوى محلاً تجارياً واحداً يرمم من قبل صاحبه على نفقته الخاصة آملين ترميمه كاملاً وعودة الحياة إليه ..
عن تاريخ الطربوش وصنعه :
فقد اعتمره العامة في سورية قبل /300/ عام ، وكان سيد الأزياء الشعبية .
يعتبر رمزاً للوقار والوجاهه والعظمة ..


وعن نشأته أي الطربوش .. يقال أن أول ما ظهر في بلاد اليونان وألبانيا ، ومنهم من قال أنه من صنع واختراع الأتراك أبان الدولة العثمانية ، وبعد ذلك انتشر في سورية والبلاد العربية التي كانت ترزح تحت وطأة الاحتلال العثماني في ذلك الوقت .
حيث أصدر السلطان العثماني ( سليمان القانوني ) حينذاك فرماناً يقضي بتعميم ارتداء الطربوش وجعله زياً رسمياً نظامياً ..
فدرجت العادة على ارتدائه ، وتقيد الشعب العربي بهذا الفرمان في بلاد الشام وسورية وبلاد المغرب العربي ومصر فكان هو الزي الرسمي للموظفين ورجالات البلاط والوزراء والحاشية ويعتمر حتى في الجامعات والمدارس الثانوية ..
وبعد نيل الاستقلال من الاحتلال الفرنسي عام /1946/ ومع بداية عام 1949 بدأت موضة الطرابيش تخف تدريجياً في المدن السورية .. وذلك إثر المرسوم الجمهوري الذي أصدره ( حسني الزعيم ) والذي منع بموجبه موظفي الدولة والوزراء والمستخدمين من ارتدائه ..
ثم ألحق ذلك بمرسوم آخر منع بموجبه لباسه والسير في الشوارع به .
يقال : ” ترجع كلمة طربوش إلى اللغة الفارسية ( سربوش ) وتعني زينة رأس الأمير ثم حرّفت إلى ( شربوش ) .
أما عن طريقة وضعه على الرأس فلها حكايا .
إذا وضع على الرأس مجنحاً قليلاً إلى اليمين ، يعني أن صاحب يهتم بنفسه ومظهره وإذا وضع على اليسار ، يعني أن صاحبه عشقان ومحبوب .
وإذا وضع في منتصف الرأس يعني أن صاحبه ذو وجاهه ووقار ، أما إذا وضع مائلاً إلى الجبين وإلى الأسفل قليلاً يعني أن صاحبه يعاني من صدمه عاطفيه أو في ضائقة مادية .


صناعة الطربوش الأحمر القديم :
يصنع الطربوش من مادة الجوخ الخام والقش الذي يستخدم كعازل للرطوبة وكمادة ضرورية لإكساب الطربوش المتانة والتناسق ..
فبعد أن يجهز القش يحمى القالب على النار لدرجة معينة ، ثم يوضع القش الذي يكون صورة طبق الأصل لشكل الطربوش على القالب ويكبس ويشد بواسطة المكبس ، ثم يطلى جداره الداخلي بمادة النشاء ويلبس فوق قالب القش الجوخ ويبقى كذلك حتى يجف النشاء فيأخذ الطربوش شكله النهائي ، وتوضع بعدها الشرابة فوقه والتي تتألف من عدة خيوط حريرية سوداء توضع على زاوية الطربوش ..
ولكل رأس قالب خاص به يتراوح حجمه ما بين 25 – 75 سم ، وقد يصنع الطربوش بدون استخدام القش كما في الطرابيش المغربية .
ولغلاء مادة الجوخ تم استبداله مع السنين بقماش المخمل وبدل القش كان يستخدم الكرتون ..
ومع الزمن أصبح الطربوش القديم مجرد ذكرى فلكلورية وتقليد قديم وقد قل الطلب على صنعه كما قلت اليد المصنعة العاملة به وبات يستعمل كزي في تصوير الدراما التاريخية القديمة ، حيث يمثل البيئة الشامية ، يقتنيه السائحون كرمز لحقبة تاريخية شرقية قديمة .
رقم العدد ١٦٢٢١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار