الجماهير – عتاب ضويحي
خمس وعشرون لوحة تشكيلية موضوعها الأول الحرف العربي وقابليته لأن يكون عنصراً في اللوحة التشكيلية ضمن المعرض التشكيلي “آفاق الحرف العربي” للفنان الخطاط أحمد قاسم الذي أقامه اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب في صالة الأسد للفنون الجميلة.
مابين الشعر والآيات القرآنية والحديث الشريف والحكمة والحرف بحد ذاته والنقطة، تنوعت مضامين اللوحات واتحدت جميعها لتبرز جمالية تكوينات الحرف العربي.
عن معرضه حدثنا الفنان قاسم بقوله :حاولت من خلال المعرض أن أُلمّ بجزء من آفاق الحرف العربي، لأنه من الصعب الإلمام بكل آفاقه بمعرض واحد، وأطرح جمالية الحرف العربي من خلال اللون والتكوينات، وإيصال رسالة آفاق الحرف بتقنيات متعددة،
كان خط الثلث هو الغالب في لوحاتي لقابليته للتركيب والتشكيل والتكوين، إضافة للخط الديواني الجلي كخط تزييني قابل لأن يكون فيه تشكيل للوحة، كذلك الخط الفارسي يعتبر تراثيا ومطواعا، واعتمدت على ألوان تؤدي رسالة توظيفية للكلام، وتعبر عن مضمون اللوحة، وغلب الطابع التجريدي على أكثر اللوحات بهدف تعزيز فكرة وإمكانية أن يكون الحرف عنصراً في اللوحة التشكيلية.
وحول انطباعات الحضور عن المعرض التقت الجماهير بالفنان التشكيلي إبراهيم داوود إذ رأى أن الفنان قاسم من المتمكنين بالخط العربي، اعتمد الخط كعنصر أساسي في لوحاته، مجّد فيه التراث والحضارة العربية والآيات القرآنية، لوحات حروفية أقرب للتجريد وهو أول من انتهج هذا المنهج في حلب، ويختلف عن الخطاطين بامتلاكه الإبداع الفني، واعتماد الحرف كعنصر تشكيلي في اللوحة يجعلها مرغوبة عالمياً، إلى جانب نشر جمالية الحرف العربي في الدول الأجنبية.
يؤيده الرأي الفنان التشكيلي خلدون الأحمد فالفنان قاسم حسب قوله تناول الخط العربي بأسلوبه ومفرداته الخاصة، واشتغل على تكوينات الحرف ، وأدخل جماليات روحانية شرقية متعلقة بتراثنا وتاريخنا يإيقاعات متناغمة مابين الحرف واللون، والمعرض فيه رسالة على أن الخط العربي من أجمل خطوط العالم.
أما الفنان التشكيلي والنحات بشار برازي ففضّل اللوحات الأقرب للتجريد، حاول الفنان قاسم قدر الإمكان إيصال المعنى الذي يجب أن يقرأه المتلقي بطريقة تجريدية، فبرز الحرف كشكل مجرد ضمن مجموعة لونية، لم يهمل الخط وقواعده لكنه استخدمه ككتلة في لوحة تشكيلية.
تصوير هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٢٣٦