الجماهير – بيانكا ماضيّة
صديقي الكاتب الموثق لأحداث الحرب على سورية، كتب في صفحته: “انتهيت للتو من كتابة جزء من مسيرة الحرب السورية، وهذا الجزء يتعلق بالأقزام الذين ظهروا في عام 2014 بريف اللاذقية الشمالي وذبحوا أكثر من عشرين جندياً، ورغم حديث الجنود عنه إلاّ أنه لم يلق أي صدىً عند الناس الافتراضيين وانتهت قصة الأقزام في أيام حدوثها الأولى لأن مصطلح الأقزام لا يذكرهم إلا ببرامج الرسوم المتحركة”.. وإحدى صديقاته تعلّق: “سأفيدك علماً بأنهم رؤوا آثار لأسنان بشرية على أجسام الأطفال الرضّع في شمال اللاذقية، نعم لقد أكلوا لحم الأطفال نيئاً ومشوياً”. أيّ حرب مجنونة بكل تفاصيلها عاشها الشعب السوري، الويل الويل لمن أراق ذاك الدم على مذبح الخلاص السوري!.
عميد مسرحنا الحلبي والسوري يكتب: “تعجبني في كورونا أنها يمكن أن تكون فرصة لأولئك الذين عبدوا، لأسباب غير فنية أو أدبية، أسماء معينة يرددونها في ندواتهم أو يقولون: مات المسرح السوري بعد فلان أو علان، متجاهلين أسماء كبيرة عرفت نتاجها المتميز المسارح العربية”. توثين الشخصيات كان من الأمراض المزمنة التي ابتلينا بها!.
صديقي الشاعر الموهوب، يكتب قصيدة يذم فيها شويعرات العصر الحديث، يكتب في نهايتها:
“والخصرُ تراقصَ ميّاساً/ كعَروض الشّعر المكسورة، والناقدُ غضّ الطرفَ ففي/ قدميكِ الصورةُ موفورة، سحقاً للشعر وأهلهِ إنْ/ نسبوكِ لهمْ يا شعرورة”. وما أكثر الشويعرات في عصر الفضاءات المسعورة!.
صديقي المهتم بشؤون الفن والفنانين، ينشر صوراً لكل من سلوم حداد، وبسام كوسا، وعباس النوري وياسر العظمة ويكتب تعليقاً عليها: نجوم لم يدرسوا التمثيل!. صحيح، فالموهبة لاتحتاج إلى دراسة إلا لتكتمل، فهي نعمة من الله يهبها لمن يشاء، وكم أدهشنا هؤلاء النجوم الكبار بإبداعهم الفني!.
صديق آخر يكتب: “سأل المريد شيخه ماذا عن البشر؟! قال: هم صنفان من أراد منهم هجرك وجد في ثقب الباب مخرجاً، ومن أراد ودّك ثقب في الصخرة مدخلاً”.
صديقي العاشق المتيّم الذي مازال هائماً في ثنايا حبيبته ولايني يقدم لنا كل يوم منشور حب فاخر، يكتب:”أنتظرك..وأعلم بأنك كالأمس لن تأتي، ولذلك سأعترف لك بسرّ… أنا وطيفك في لقاء مستمر!”.
تسللتُ إلى صفحة حبيبي، نقّبتُ، بحثتُ، أمعنتُ في التفاصيل كلها، لمحت أطيافاً لاتشبهني، ارتفعت درجة حرارتي إلى فوق ال300 حين رأيت تعليقات النساء التي لم ترُقني، شردتُ، فكّرتُ: وحده طيفه الأزليّ كان اليقين! ترى ماذا يفعل الآن في حلكة هذا الليل؟! أينتظرني؟!.
وانتظرها “بكوب الشراب المرصّع باللازورد، انتظرها”!.