الجماهير – أسماء خيرو
شراء الهدايا وتبادلها يعتبر سنّة من سنن الحياة في كل مناسبة تقام في حياتنا الاجتماعية ، ولكن شهر كانون الأول يحظى بوضع خاص إذ يكثر فيه الطلب على الهدايا كونه شهر أعياد الميلاد المجيد ..
فما إن يطرق هذا الشهر باب الأيام إلا وتمتلئ الأسواق بأنواع شتى من أدوات الزينة والحلوى والألبسة والمطرزات التي تتخذ من اللون الأحمر حليفاً لها ، لتعلن قدوم أعياد الميلاد المجيد فلابد من الاحتفال وشراء الهدايا وصنع الحلوى والأطعمة المنوعة وتبادل الزيارات ، ومن المتعارف بأن نساء حلب بارعات في الأعمال اليدوية فما بالك إن طرق أبوابهم العيد فلا بد لهن من استثمار هذه المناسبة لذلك تتهافت كل من تملك موهبة الأشغال اليدوية لتسويق منتجاتها وصناعاتها اليدوية في هذا الشهر ..
“الجماهير” وقفت مع إحداهن لتتحدث عما تبرع به من أعمال يدوية. تقول السيدة ماريا آروريان التي دائما تحرص على ابتكار أفكار جديدة لهدايا أعياد الميلاد، أنها تقوم مع اقتراب شهر كانون الأول بصنع كل مايخص أعياد الميلاد من هدايا يدوياً ، فهي تبرع بالخياطة وفن التطريز اليدوي، إذ تقوم بشراء المواد الخام من خيطان ( DMC ) وأقمشة الإيتامين، والكرتون – والأواني الزجاجية – وقماش المخمل الأحمر وغير ذلك من مواد تخدم أفكارها المستمدة من الإنترنت ومن خيالها الخصب ، وتبدأ بصنع كل مايلزم هدايا أعياد الميلاد من (مناشف ومخدات مطرزة يدويا، أكياس قماشية مختلفة الأحجام والألوان ، قبعات بابا نويل ، حقائب صغيرة لوضع حلوى الميلاد – حبسات وأقواس للشعر ، إضافة للبقجة التي بينت خلال حديثها بأنها عبارة عن كيس صغير الحجم من القماش لونه أبيض مزين بالدانتيل توضع فيه المكسرات من جوز ولوز وفستق إضافة لحلوى العيد، هذه البقجة يتم وضعها تحت شجرة الميلاد في ليلة الاحتفال ، ناهيك عن الصور المختلفة والجميلة التي تصممها لشخصيات مختلفة ومنها شخصية بابا نويل والتي تضع خلفها مغناطيس حتى يتم لصقها على الحائط أو الثلاجة في المطبخ .
السيدة آروريان تعمل في ( فن التطريز ) وصناعة تجهيزات العرائس ، منذ عشر سنوات إضافة لعملها في المحاماه فهي خريجة كلية الحقوق جامعة حلب، عملها في التطريز يضيف لها الكثير ، فهي من خلاله تستثمر وقتها بما يفيد ويدر عليها دخلاً إضافياً ، فلقد تمكنت بإمكانيات محدودة وبمواد خام بسيطة تأسيس عملها الخاص بها في الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وتكوين عدد لابأس به من الزبائن الذين يقدرون فنها اليدوي ..
تقول آروريان عن بداياتها مع هذا العمل : دافع قوي شجعني على بداية هذا العمل ألا وهو تطوير الموهبة التي منحها لي الله ، فكرة تطريز هدايا الميلاد وابتكار التصاميم الجديدة جاءت من ضرورة استثمار أوقات الفراغ ، فالإنسان وبالأخص المرأة في وقتنا الحاضر الذي يتحكم به الغلاء عليها أن تجد لها عملا إضافياً تشغل وقتها به وفي الوقت نفسه يدر عليها الأرباح التي تساعدها على تكاليف الحياة التي أصبحت تشكل عبئاً كبيراً وخاصة إذا كانت مسؤولة عن عائلة ،مؤكدة بأنها تستمتع حين تمسك الإبرة والخيط كي تنتج لوحة تشكيلية ألوانها من الخيوط. فالتطريز يجعلها تجول بالإبرة مشكلة الزخارف والكتابات والخطوط والشخصيات الكرتونية والإنسانية والرسومات الطبيعية من طيور وأزهار وأوراق الشجر..
وتتابع آورويان التي شاركت بمصنوعاتها اليدوية في العديد من المعارض ، بأنها دائما تسعى لتجديد وتطوير عملها وابتكار التصاميم بما يتناسب مع روح العصر والحداثة مبينة بأن عملها يحتاج الدقة والإتقان والاطلاع على كل ماهو جديد ، ولكنه يحمل بين طياته الكثير من الصعوبات أهمها غلاء مواد الخام الذي فرض عليها بأن تجعل أرباحها ضئيلة مقارنة مع الأعوام السابقة ، إذ كانت الأرباح على كل قطعة تباع أفضل ، إضافة إلى عزوف الزبائن عن الشراء وخاصة بعد أزمة كورونا التي ضاعفت الأسعار فالأهمية في الشراء للمستلزمات الأساسية ، فلم تعد العائلة في وقت الأعياد قادرة على شراء الكثير من الهدايا أو صنع أكثر من صنف من الحلويات ، الاحتفال أصبح بسيطا مقارنة مع أعياد ماقبل كورونا ، لافتة إلى أنه بالرغم من عزوف الزبائن وتفضيل الأساسيات إلا أن نسبة المبيع تعتبر جيدة لابأس بها..
وختمت السيدة آروريان حديثها بالتمني بميلاد سعيد ورجاء بأن يكون عام ٢٠٢١ عام أمان وسلام وخير وبركة على الجميع ، آملة أن تتحقق فيه الأهداف السامية من تكاتف وتراحم وإحساس بمعاناة وآلام الآخرين ..
ت : هايك اورفليان ..
رقم العدد ١٦٢٤٧