الجماهير / هنادي عيسى
شابة مليئة بالحيوية والنشاط تحسبها خارجة من إحدى حكايات الأطفال بوجهها الطفولي البريء وضفائرها الكستنائية الطويلة وابتسامتها الساحرة يلفتك فيها إضافةلهدوءها الرزين شغفها بالرقص والمسرح الذي يعكس أنها ثمرة مجتمع غني بالفن والثقافة ،تمتلك مواهب متعددة فهي مدربة للموسيقى ومصممة ومدربة رقص تعبيري وممثلة مسرحية، تفيض روحها بالتفاؤل والاجتهاد .
أنها الشابة زٌهيدة هورو المعروفة ب (كوزيت ) وهي إحدى مدربات الموسيقى والرقص التعبيري في دائرة المسرح المدرسي في حلب ..
وفي ظل تسليطها الضوء على المواهب الشابة وإبراز إمكانياتها قامت “الجماهير ” بلقاء الشابة هورو والبداية كانت مع الرقص التعبيري حيث حدثتنا كوزيت قائلة: الرقص هواية موجودة لدي منذ الصغر حيث كنت أشارك بنشاطات مدرسية وحفلات وكل ماله علاقة بالرقص ومع الأيام عملتٌ على تطوير موهبتي من خلال متابعتي للأنشطة الفنية والدورات الخاصة التي لها علاقة بالرقص، مبينة بأن الرقص التعبيري هو نوع من أنواع الفن الذي يعبر عن الذات وعن حرية الجسد، بالرغم من كونه حركة جسد صامته ، إلا أنها كافية بأن تمكن الراقص من التعبير عن الفكرة التي يريد إيصالها للجمهور من خلال الانسجام والتناغم بين حركة الجسد والمشاعر والموسيقى ، مشيرة إلى أن هناك أنواع للرقص التعبيري ، ومنها رقص كلاسيكي يعتمد على تقنيات رقص الباليه ، ورقص تعبيري معاصر متنوع ولديه مرونة أكثر إذا أنه يستخدم حركات من مدارس رقص مختلفة ..
وعن كيفية انتقاء الطلاب وتدريبهم على الرقص تقول كوزيت: أقوم بجولات على المدارس وانتقي الطلاب الذين لديهم حب وشغف بالرقص التعبيري أو الباليه ولا يوجد عمر محدد أو عدد محدد المجال مفتوح (كل من لديه موهبة أو رغبة مرحب به ) إذ يأتي الطلاب لصقل موهبتهم ، في البداية أعطي الطلاب فكرة عن الرقص التعبيري، إذ أنه قريب من رقص الباليه ولكنه يعتمد على تقنيات خاصة به ، ثم أقوم بتأدية بعض الحركات على أنغام الموسيقى ، ثم أطلب من كل طالب تأدية الحركات أمامي ومن خلال أدائه أستطيع معرفة الطالب الموهوب من العادي ، ورغم ذلك أعمل على تطوير قدرات جميع الطلاب دون استثناء .. أما فيما يتعلق بتدريبهم، فإنه يتم خارج أوقات الدوام بحيث يستطيع الطالب أن ينسق بين دراسته ووقت فراغه إذ أنه يستغل وقت فراغه في أشياء مفيدة ، وتدريب الطلاب يتم في صالة معاوية مابين ساعتين إلى ثلاث ساعات على مدار يومين أو ثلاثة، وفي حال كان هناك عرض ، نقوم بتكثيف البروفات .كما أن الأهل يقومون بمرافقة أولادهم إلى التدريب وهو أمر مهم جداً بحسب رأي المدربة كوزيت التي تقول من الضروري أن يرافق الأهل أولادهم إلى التدريب وذلك لزيادة الثقة ومعرفة أين يذهب أولادهم إضافة إلى أن الأهل يكونوا فكرة عن ماهية الرقص التعبيري وعن العمل الذي نقوم به، وبذلك تصبح هناك علاقة ثقة بين المدرب والأهل ومع مرور الأيام تنشأ علاقة اجتماعية جيدة بينهم .
وعن تعبها في العمل تقول كوزيت يزول تعبي عندما أرى ثمرة جهدي ابتسامة فرح وتفاؤل بادية على وجوه طلابي الذين يخرجون من التمرين وهم بحالة فرح وهذا الأمر يزيد ثقتهم بأنفسهم ويمكنهم من خلق علاقات اجتماعية جميلة من خلال تعرفهم وتعلمهم مهارات بعضهم البعض مما يعزز شخصيتهم ويمكنهم من التعبير عن أنفسهم بطريقة راقية ،موضحة أنها شاركت مع طلابها بتقديم عمل وطني اسمه (موطني ) وفكرة العمل كانت تتحدث عن التمسك والمحبة والإخلاص للوطن، وفي ذلك الوقت كان طلابها تعتريهم بعض المخاوف من الوقوف على المسرح، لذلك ولكسر حاجز الخوف وزيادة الثقة بأنفسهم ، قامت بتأدية العرض مع طالباتها، فكانت أول مدربة في المسرح المدرسي تقدم عرض مع طلابها وطالباتها مما أحدث صدى جميل عند الأهل والجمهور ، وأنها في الوقت الحالي تقوم بالتجهير والعمل لتقديم عرض ثاني ولقد تم واختيار الأفكار والعمل عليها ،من قبلها واختصاصها ، إذ تعمل على إنجازه بمفردها حتى لايتشتت الطلاب والطالبات ، فلكل مدرب أسلوب مختلف عن الآخر ، كما أن هناك تحضير في الوقت الحالي لمهرجان المسرح المدرسي .وعن واقع الرقص التعبيري تضيف كوزيت لقد عانيت في البداية من صعوبات لأن الأغلبية من الأهل والطلاب ليس لديهم فكرة كافية عن الرقص التعبيري هم يسمعون بالباليه فقط أما الرقص التعبيري لم يأخذ حقه ولم يسلط الضوء عليه لعدم المعرفة الواضحة لماهية الرقص التعبيري …
وبالنسبة لطريقة تصميم الرقصات قالت كوزيت : منذ الصغر كان لدي شغف بالرقص أي حركة كنت أرقصها كنت أقوم برسمها على الورق ثم تطورت معي هذه الحالة وأصبحت عندما أصمم رقصة يخطر ببالي حركة معينة، فأربطها مع الموسيقى ، ثم أرسمها على الورق ، وأقسم الرقصة إلى مقاييس معينة ، فعلى سبيل المثال: القسم الأول من الموسيقى تنطبق عليه حركة معينة أقوم برسمها وهذه الحركة لها توقيت معين مع توقيت الموسيقى أي الزمن الموسيقي نفس زمن الحركة بالضبط، كما أني أفضل التنويع بالحركات ولا أحبذ الحركات المكررة بعد تصميم الحركات على الورق أقوم بتطبيقها مع الطلاب خطوة بخطوة وفي النهاية نجمع كل الحركات بلوحة واحدة ، ويتم اختيار موسيقى بعناية، لها هدف معين، مثلاً كنت قد سمعت موسيقى لها علاقة بالتراث أقوم بعمل رقص تعبيري بحركات جسد تنسجم مع هذه الموسيقى والهدف منها الحفاظ على التراث.
وفي ختام حديثها أضافت كوزيت أن لديها عشق وشغف للمسرح لايضاهيه أي عشق فلقد كانت في مدينتها عفرين تشارك بتجربة بسيطة وهي إخراج مسرحيات ، وحالياً تشارك في مسرحية سيتم الإعلان عنها لاحقاً ، كما أنها تدرب كورال على العزف والغناء وتحلم بالمشاركة بعمل شبيه بالأوبريت يشمل غناء ورقص وتمثيل وإذا توفرت لها الإمكانيات ستقوم في المستقبل القريب بتقديم أوبريت هنا في حلب .
رقم العدد ١٦٢٥١