برنامج “نجم من حلب” يسجّل آخر حلقاته.. ” الجماهير ” تحضر إحدى البروفات النهائية للمتسابقين.. الموسيقار حريري : لا يقتصر دور الإشراف على المتابعة من بعيد بل يكمن في وضع اللمسات الأخيرة على العمل الموسيقي

 

الجماهير/ طارق بصمه جي

أنهى برنامج “Star of Aleppo ” تصوير آخر حلقاته مساء أمس ، بحضور جماهيري واسع ضم عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الموسيقي إضافة إلى أهل وأقارب المشاركين .
أيام وساعات من التحضير المضني والتركيز على أهم التفاصيل ، تكللت أخيراً بالنجاح والتوفيق ، رغم الميزانية المالية المتواضعة ، ليثبت هذا العمل أن إمكانيات العقل الحلبي السوري لا يمكن لها أن تُحد..! ، فحلب ليست فقط بيتاً للأصالة والطرب، بل هي مصنع حقيقيٌّ للفكر المبدع الذي يستطيع بذكائه وحنكته تسخير أدنى الإمكانات المتوفرة وتوظيفها بشكل صحيح في سبيل إنجاح أي عمل ، لذا أتى هذا البرنامج اليوم ليكون رسالةً ثقافية أولاً، ومن ثم دعماً فنياً وزخماً معنوياً يصب في رصيد الأصوات الشابة المغمورة في المدينة الأعرق عبر التاريخ..
حلب، لم تكن يوماً مهداً لكبار النجوم فحسب ، بل كانت أيقونةً ثقافية استطاعت أن تنشر شعاعها الساطع في شتى بقاع الأرض.
من إذاعة حلب 1949 ، كانت الانطلاقة الأولى للكبار ، أمثال ( صباح فخري، وصبري مدلل والراحل محمد خيري) ، أولئك الذين جابوا بفنهم آلاف المدن العربية والعالمية ناشرين التراث الموسيقي السوري على أرقى خشبات المسارح ، وها هي حلب اليوم تنهض كطائر الفينيق من بين الرماد تنشر فنها الراقي من جديد في برنامج موسيقيّ فنّي ، يُعنى بتسليط الضوء على باقة من الشباب والشابات ، أصحاب الصوت الغنائي المميز ، ليكون ذلك بمثابةِ شرارةٍ تُطلقهم إلى فضاء المنافسة والشهرة ، تزامناً مع الذكرى الرابعة لتحرير مدينتهم من دنس الإرهاب .


الدعم الأكاديمي الفنّي؟!
عن هذا الموضوع تحدث لنا ، رئيس فرع نقابة الفنانين بحلب، المايسترو ( عبد الحليم حريري ) المشرف العام على المسابقة ، فقال : ” لا يقتصر دور الإشراف العام على متابعة مجريات الأمور من بعيد فحسب ، بل يكمن في وضع اللمسات الأخيرة على العمل الموسيقي ، وتصويب بعض الهفوات لدى المشتركين ، ليظهروا بالشكل اللائق على المسرح من حيث دقة الصوت والوقوف الثابت اللائق !! ” .
وللمزيد من المعلومات وحرصاً على إيصال فكرته السابقة بشكل أوسع ، دعا المايسترو حريري ” الجماهير ” لحضور إحدى البروفات النهائية للمتسابقين، للاطلاع على العمل عن كثب، وملاحظة التفاصيل الفنية الدقيقة ، والمعلومات الذهبية المجانية التي كانت تُعطى بكل محبة وصدر رحب للمشاركين دون أي تردد ، كالإعادات والتوجيهات الموسيقية المتكررة التي كانت تضفي على أداء المشتركين مزيداً من الدِقة ، التي لا تشوبها الهفوات التخصصية .


من جهته مخرج العمل ( كمال شنّو) ، أعرب ” للجماهير ” عن سروره لوصول هذا العمل لمراحله النهائية بوجود لجنة تحكيم قديرة كالمايسترو أمين خياط، والمايسترو هادي بقدونس، والفنان القدير عصمت رشيد.
فيما اعتبر “شنّو” أن معيار نجاح هذا البرنامج سيُقاس قريباً من خلال عدد المتابعات والتفاعلات الذي سيحظى بها، مؤكداً أن هناك العديد من التلفزيونات والمنصات الإعلامية تتدارس حالياً شراء حصرية بث هذا البرنامج المزمع عرضه في شهر شباط 2021 ، معتبراً أن النجاح الأكبر والأهم بالنسبة له، هو إيصال المتسابقين إلى مكان فنّي جديد ومتقدم يليق بهم.
في حين شدّد المشرف الموسيقي / المايسترو (حمدي الشاطر) على أن الرعاية المستقبلية ضرورية للمتسابقين من خلال شركات الإنتاج ، وذلك بتسليط الضوء الإعلامي والإعلاني عليهم ، لتكون تلك الخطوة بمثابة الضوء والشعاع الضروري لحياة هذه الطاقات الشابة ، لتنموا في أرض خصبة و تُعطي نِتاجها وثمارها للبشرية والعالم.


– بعض تفاصيل الحفل ..
استطاع المشاركون أمس تقديم أجمل اللوحات التعبيرية من خلال تقديمهم بشكل جماعي لأغنية بعنوان ( عمار يا بلدي) ، تلك الأغنية التي تبعث الأمل في قلوب السوريين و تحثهم على التكاتف لإعادة إعمار البنيان والإنسان.
اكتملت المسابقة بفقرات غنائية منوعة قدمها بعض المتسابقين من ذاكرة الزمن الجميل وذاكرة النمط المعاصر الأصيل .
في حين تخلل الحفل تقديم فقرة موسيقية جميلة على آلة الكمان رُسمت بقوسين متناغمين من الثنائي ( المايسترو هادي بقدونس، و المايسترو عبد الحليم حريري)، وذلك من ألحان الموسيقار العربي الراحل بليغ حمدي تفاعل على أنغامها الحاضرون هياماً وطرباً ، فيما تخلل الحفل أيضاً رقصات فلكلورية متعددة تحاكي النسيج السوري الجميل بكل أطيافه.


رقم العدد ١٦٢٦١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار